ذكرت قناة (كان) العبرية، أن المئات من الجنود يخوضون عبر مواقع التواصل الاجتماعي تمرداً على قيادة الجيش، مطالبين بتغيير أوامر إطلاق النار في مواجهة الفلسطينيين.
وفي تقرير أعده كل من المراسل العسكري روعي شارون، والمراسلة السياسية غيلي كوهين، أشارت القناة إلى أن ما وصفته "تمرد الجنود عبر مواقع التواصل الاجتماعي" تفجر في أعقاب مقتل أحد قناصة وحدة المستعربين قبل أسبوعين على الحدود مع قطاع غزة بنيران شاب فلسطيني، زعمت القناة أنه ينتمي إلى حركة "حماس".
أخباروحسب القناة، فقد برز بشكل خاص توظيف الجنود موقعي "إنستغرام" و"تيك توك" في الترويج لحملة التمرد التي يواصلونها، مشيرة إلى أن الحملة اتخذت شعار حمل صورة جندي كتب على صدره العاري "أطلقوا أيديهم"، في إشارة إلى تغيير أوامر إطلاق النار.
ولفتت القناة إلى أن المئات من الجنود شرعوا ابتداءً من يوم الاثنين الماضي بنشر شكاوى على موقع "إنستغرام" ضد قيادة الجيش، مدعين أنها "تمنع الجنود من الدفاع عن أنفسهم".
وحسب القناة، فإن هذه الحملة كرست الانطباع وكأن الوحدة العسكرية التي ينتمي إليها القناص القتيل قد طالبت القيادات العسكرية بالحصول على إذن بإطلاق النار ولم تحصل عليه، مشيرة إلى أن التحقيق الذي أجراه الجيش دلل على أن هذه المزاعم غير صحيحة.
وأضافت الصحيفة أن الشخص الذي يقف خلف حملات التمرد في الجيش جندي تسرح من الخدمة العسكرية، أخيراً.
ونظراً لأن حملة التمرد التي يخوضها هذا العدد الكبير من الجنود تحظى بدعم قوى سياسية يمينية ممثلة في البرلمان ومن أطر غير حزبية، أقدم رئيس هيئة أركان الجيش أفيف كوخافي، مساء أمس، على خطوة غير مسبوقة عندما حذر من أن الحملات التي تستهدف القيادات العسكرية تقلص من قدرة الجيش على "الذود عن هذا المجتمع".
وفي برقية بعث بها إلى الجنود، قال كوخافي: "إن مجتمعاً لا يساند جنوده سيكتشف أنه لن يكون هناك من يقاتل من أجله".
وجاء في البرقية التي نشرت مقتطفات منها صحيفة "يسرائيل هيوم": "دائماً تحدث أخطاء، وللأسف يمكن أن توقع هذه الأخطاء جرحى وقتلى، واجبنا التحقيق بشكل عميق، لكن عندما يكون الأمر متعلقاً بأخطاء مرتبطة بتقدير الموقف في ساحة المواجهة، فإن هذه الأخطاء لا توجب توجيه الاتهامات لأحد أو معاقبته"، على حد تعبيره.
وقد أدى تمرد الجنود إلى تعميق الاستقطاب والتوتر بين الحكومة والمعارضة في إسرائيل.
فقد اتهم رئيس الحكومة نفتالي بينت، في بداية كلمته أمام جلسة الحكومة الأسبوعية، صباح اليوم الأحد، "أوساطاً سياسية" بتوظيف الجيش، في محاولة لتحقيق مكاسبها الخاصة.
ونقلت الإذاعة العبرية الرسمية عن بينت قوله: "عندما يتخذون قرارات في أثناء أحداث ميدانية تحدث أخطاء، وأحياناً تكون هذه الأخطاء مؤلمة وصعبة، لكن هناك من يحاول استخدام الجيش كوسيلة لخدمة أهداف سياسية، هذا سيؤثر بقدرتنا على الصمود، هذا غير لائق، أوقفوا هذا".
من ناحيته، حمّل طال لفرام، المعلق العسكري لصحيفة "معاريف" كلاً من بينت وكوخافي المسؤولية عن توفير الظروف التي سمحت بتفجير حركة التمرد من خلال عدم المسارعة للتعليق على ما جرى واتخاذ موقف منه.
وتساءل لفرام: "لماذا لم يرسل كوخافي برقيته إلى الجنود إلا بعد مضي أسبوعين على الحادث"، مشدداً على أن أخطاء القيادة السياسية أكبر من خطأ كوخافي، على اعتبار أنها انتظرت إرساله البرقية، وبعد ذلك قامت بإصدار المواقف.
[email protected]
أضف تعليق