اكتسبت أسعار الذهب زخما صعوديا خلال تداولات الأسبوع الماضي، وسجل سعر الذهب ارتفاعا بحوالي 1.45% على أساس أسبوعي، ليحقق ارتفاعا من أدنى مستويات الذهب عند 1776 دولارا للأوقية، متجها لاختبار أعلى مستويات الذهب في ثلاثة أسابيع قرب 1810 دولارات للأوقية.

وتعد وتيرة صعود الذهب هى الأعلى منذ مايو 2021.

وعلى مدار الأسبوع، مرت أسعار الذهب بتقلبات قوية، لكن استطاع سعر الذهب إغلاق الأسبوع على صعود، وتعويض بعض الخسائر التي تكبدها، بسبب ارتفاع مؤقت لمؤشر الدولار الأمريكي.

وفي نهاية الأسبوع، تداولت أسعار الذهب بالقرب من المستويات 1810 دولارات للأوقية، حيث من المرجح استكمال صعوده تجاه المستويات 1815 دولارا للأوقية، في ظل الضغوط البيعية المشهودة على مؤشر الدولار.

خطاب جيروم باول
واستفادت أسعار الذهب من انخفاض الدولار الأمريكي، بعد تصريحات محافظ الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، في قمة جاكسون هول، حيث تراجع مؤشر الدولار الأمريكي مقابل سلة من ست عملات رئيسية، مما دعم ارتفاع أسعار الذهب.

وافتقر الخطاب إلى أي توضيح بشأن برنامج مشتريات الأصول وموعد البدء في تقليص المشتريات، وكان ذلك مخالف لما صدر عن معظم أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي خلال هذا الأسبوع، وبالتالي فاجأ الأسواق وكان سببا في الهبوط المشهود.

وتعني تصريحات محافظ الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، بأن التخفيض سيتم قبل نهاية العام، دون تحديد موعد الخفض وسرعته، أنه بنسبة كبيرة لن يقوم البنك بتغيير سياسته النقدية خلال اجتماع سبتمبر المقبل، هذا الأمر الذي يسبب ضغطا على الدولار، وبالتالي يدعم صعود الذهب بسبب العلاقة العكسية بين الطرفين.

عثرة في طريق الصعود
أحرزت الولايات المتحدة أيضا تقدما على جبهة فيروس كورونا COVID-19، حيث منحت إدارة الغذاء والدواء الموافقة الكاملة لشركة فايزر وبيونتيك حول لقاح فيروس كورونا COVID-19 في وقت سابق من الأسبوع، والذي ساهم أيضا في زيادة شهية المستثمرين للمخاطرة.

وتوقع أنتوني فوسي، مدير المعهد الوطني لمكافحة الأمراض المعدية وكبير المستشارين الطبيين للرئيس، أن الولايات المتحدة يمكن أن تضع فيروس كورونا COVID-19 تحت السيطرة بحلول أوائل عام 2022، إذا ارتفعت معدلات التطعيم، مما كان سببا في انخفاض سعر الذهب لبعض الوقت، قبل استعادة الصعود مرة أخرى.

ماذا ننتظر الأسبوع المقبل؟
بعد انتهاء قمة جاكسون هول، سيتجه التركيز نحو بيانات سوق العمل الأمريكي، خاصة وأن جيروم باول، قد ركز على أن تغيير السياسة النقدية سيعتمد على تحقيق هدف التوظيف الكامل، واستدامة التضخم المعتدل. لذا سيكون لبيانات سوق العمل الأمريكي المقبلة أهمية كبرى.

وتشمل بيانات سوق العمل كل من بيانات التوظيف بالقطاع غير الزراعي الأمريكي، إلى جانب بيانات مؤشر البطالة، وبيانات الأجور السنوية والشهرية. وتصدر هذه البيانات يوم الجمعة المقبل في الساعة 12:30 م بتوقيت جرينتش، ومن المتوقع أن يكون لها تأثير قوي على حركة الدولار وبالتالي على أسعار الذهب.

كذلك سيركز مستثمرو الذهب على أي أنباء تتعلق بمستجدات فيروس كورونا، ومتحور دلتا، وستتأثر حركة الذهب اعتمادا على مسار شهية المخاطرة في الأسواق، حيث إن تفاؤل الأسواق يضغط على الذهب، فيما تؤدي المخاوف إلى ارتفاع الطلب على سعر الذهب باعتباره سلعة ملاذ آمن.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]