اعتبر ايمن سيف، منسق شؤون "كورونا" في المجتمع العربي، الاستطلاع الذي أجرته د. نور عبد الهادي شحبري، الباحثة في صحة الجمهور وعضو لجنة التنسيق لمكافحة وباء "كورونا" في المجتمع العربي، بأنه مهم جدا ويسلط الضوء على مخاوف أولياء أمور الطلاب من زيادة انتشار عدوى "كورونا" مع افتتاح السنة الدراسية الجديدة، والعودة الى التعليم عن بُعد، ونقل العدوى من الطلاب الى الأهل، فضلا عن مخاوفهم التي تتعلق بالتطعيم وأعراضه الجانبية نتيجة عدم تزويدهم بالمعلومات الكافية والوافية حول أمن وأمان التطعيم.
وكان الاستطلاع الذي أجرته د. شحبري، شمل 500 مستطلع من أهالي الطلاب وأولياء الأمور، وبرزت من بين نتائج الاستطلاع ان 62% من الأهالي يخشون تفاقم حالات العدوى بعد افتتاح السنة الدراسية الجديدة والعودة للتعليم عن بُعد، وتراجع تحصيلهم العلمي، وانتقال العدوى من الطلاب الى كبار السن من الأجداد والجدّات.
وقال 40% من المستطلعة آراؤهم ان لديهم مخاوف من أن تؤثر أزمة "كورونا" على العلاقات الاجتماعية لأبنائهم مع المحيط الخارجي والشعور بالعزلة الاجتماعية، والتعلق أكثر بالوسائل التكنولوجية.
أما الجزء الأكبر من الأهالي ونسبتهم 75% فأعربوا عن ضرورة تزويدهم بالمعلومات الكافية حول جدوى التطعيم ونجاعته وحول أهمية الفحوصات والفحص السيرولوجي، وطالبوا بنفي الشائعات التي تتحدث عن أعراض جانبية خطيرة وأخرى بعيدة المدى قد يسببها التطعيم، من خلال تزويدهم بمعلومات علمية وموثوقة.
وأكدت د. نور أن هذه المخاوف مشروعة ولها ما يبررها، وأكدت على ضرورة تزويد الأهالي بمعلومات علمية وموثوقة تهدف الى تبديد هذه المخاوف، الى جانب العمل على إعداد خطة عمل والعمل مقابل السلطات المحلية على رفع الوعي الجماهيري لأهمية التطعيم وأمانه.
وقال سيف أنه من الضروري تبديد هذه المخاوف لدى الأهل من خلال حملة إعلامية تسلط الضوء على أهمية التطعيم وكشفهم على الأبحاث الأخيرة التي تؤكد بأن التطعيم آمن جدا. ولفت سيف الى البحث الشامل الذي أجراه صندوق المرضى العام "كلاليت" بالتعاون مع جامعة "هارفارد" وضم نحو 800 ألف شخص ممن حصلوا على التطعيم وممن أصيبوا بالعدوى، ونشرت نتائجه مؤخرا، وبرزت من بين نتائج البحث أن الاعراض الجانبية الناجمة عن الإصابة بكورونا (التهاب في غشاء عضلة القلب) أعلى بأربعة أضعاف لدى الأشخاص الذين أصيبوا بالعدوى، من الأعراض الجانبية الناجمة عن التطعيم وهي نادرة جدا. وهذا البحث من شأنه أن يفنّد كل الشائعات والأخبار الكاذبة التي تتحدث عن أعراض جانبية خطيرة يسببها التطعيم.
وقال سيف أن الاستطلاع كشف أيضا عن رغبة الأهل في منح التطعيم لأبنائهم إما في صناديق المرضى وإما في المدرسة. وأكد سيف أن لجنة التنسيق في المجتمع العربي ستأخذ بعين الاعتبار الأسباب التي تقلق الأهل كما ظهر في الاستطلاع وستتخذ الإجراءات والتدابير اللازمة لتبديد هذه المخاوف من خلال حملة إعلامية مكثفة، ومن خلال نشر نتائج علمية وموثوقة تؤكد مدى نجاعة وأمان التطعيم، بالإضافة الى تبني مشروع "حصانة الطالب" من أجل حماية الجد والجدة في البيت وعدم نقل العدوى اليهما من خلال تطعيم الطلاب في المدارس.
[email protected]
أضف تعليق