لا زالت الرامة خاصة، مجتمعنا العربي عامة، وأوساط تربوية وسياسية مصدومة جراء الجريمة البشعة التي تعرّض لها صباح أمس، الأحد، ساهر اسماعيل والذي يشغل منصب مستشار وزيرة التربية والتعليم، شاشا بيطون، والمرشح في القائمة الإنتخابية التي قادها جدعون ساعر للإنتخابات الأخيرة.
ويشار إلى أنّ قرية الرامة والمئات من ابناء المجتمع العربي قاموا في الساعة الـ17:00 بتشييع الجثمان من مسقط رأسه إلى مقبرة القرية في الرامة.
وعلم "بكرا" من مصادر شرطيّة أنّ مجهولي الهوية كان قد قاموا بالترصد لإسماعيل اثناء مغادرته منزله، حيث اطلقوا عليه وابلا من الرصاص لتخترق 21 رصاصة جسده وترديه قتيلا على الفور.
محادثة لم تنتهي
والقى فضيلة الشيخ موقف طريف، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، كلمة اثناء تشيع الجثمان مؤكدًا أنّ شيح العنف يجب أن يتوقف وأن هذه الجريمة ليست بخط أحمر فقط أنما خط اسود، وأنّ العنف دخيل علينا ويجب أن يتم اجتثاثه.
وتطرق إلى الأبن ساهر مشيرًا أنّ ساهر أسماعيل لطالما خدم مجتمعه وساعد الجميع، وفقط قبل 3 ايام تحدث (ساهر) إليه (الشيخ موقف طريف) للحديث عن تحديات المجتمع وخاصة العنف حيث أتفق الإثنين على اتمام الحديث عن إرهاب العنف، المحادثة التي لم ولن تنتهي.
وتطرق خال المغدور، أمين خراش، إلى الحادث مشيرًا أنّ اسماعيل نذر نفسه للعطاء، وهذا الجزاء الذي حصل عليه.
الوزير يجهش بالبكاء
بدوره، قال وزير القضاء، جدعون ساعر، الذي بكا اثناء كلمته: لطالما حاولوا عرقلة عملك لكن حرستك لأنه طالما حرستني.
وأضاف: اتصل بيّ أمجد وقال لي أنك قتلت، حتى الآن لا أصدق ذلك، كنت أنسان رائعًا وأهتتمت بالجميع أكثر ما أهتتمت بنفسك. كنت اسدًا بالسياسة وكنت اسدًا في بيتك. فهمت جيدًا العلاقة المصيرية بين دولتنا وبين المجتمع الدرزي. قبل أن أأسس "أمل جديد" أقنتعني أنه يجب الأنطلاق في طريق جديد من أجل احداث التغيير في إسرائيل، وسوية احدثنا التغيير وجلنا أملا إلى اسرائيل.
وأختتم: العنف سرطان، واؤكد لك أنّ عائلتك ستحظى بالإهتمام، وكذلك آفة العنف التي يجب التعامل معها بجدية.
اما شوقي ابو لطيف، رئيس مجلس الرامة ومنتدى السلطات الدرزية والشركسية، فقال: ساهر، كنت الشجاع والصديق وصاحب السيرة الحسنة والذكر الطيب، كنت تمد العون لكل طالب عون، وسوف نذكرك جميعًا بأنك كنت الرجل الباسل الذي يكد لكسب عيشه.
وأضاف: نم يا جاري الحبيب، واسترح في مرقدك وليكن منزلك الجنة. بالنيابة عني وعن رؤساء السلطات المحلية الدرزية نتوجه للعائلة بأصدق الأمنيات بالهامهم الصبر والسلوان وجعل الفاجعة خاتمة الأحزان.
رمز الأخلاص
عم المغدور، نبيل اسماعيل، قال بأسم العائلة: من الصعب الحديث عن ساهر، صاحب القلب الأبيض، الذي طالما ساعد الآخرين. لا اعتراض على أمر الله، لكنه الفراق الذي يترك في القلب دمعة. غادرنا ساهر إلى دار البقاء، وجمع من الخصال جعلته محبوبًا من الجميع. لن اوفي ساهر حقه بذكر انجازاته، لكنها كلمة وفاء له. رحل ساهر، ليرحل رمز الأخلاص والوفاء، لتكن ذكراه خالدة فينا.
[email protected]
أضف تعليق