ما تزال آفة العنف تستفحل في المجتمع العربي، ووصل عدد ضحايا الإجرام الى سبعين قتيلًا، منذ بداية العام الحالي 2021، كان آخرهم ساهر اسماعيل من بلدة الرامة، البالغ من العمر 50 عامًا، حيث اطلق مجهولون 21 رصاصة عليه، صباح امس، ما ادى الى وفاته على الفور.
وتشير المعطيات الى انتشار السلاح في المجتمع العربي بكثرة، وضلوع نسبة كبيرة من المواطنين العرب، في ملفات تتعلق باستخدام السلاح، او حيازته، او التجارة به.
ويستدل من المعطيات حول العنف في المجتمع العربي، الصادرة من قسم البحث والمعرفة التابع للكنيست، ان احتمالية اصابة شاب عربي بإطلاق النار، اعلى بـ 21 مرة، من احتمالية اصابة شاب يهودي، في ذات الجيل. وتبين انه بين السنوات 2020-2017، تعرض 10891 شخصًا في البلاد لإصابات بسبب اسلحة، 84% منهم من المجتمع العربي، 12% منهم من المجتمع اليهودي، والبقية مواطنون عرب ليسوا من سكان اسرائيل. ومن بين 13450 ملفًا يتعلق بمخالفات حيازة اسلحة واستخدامها او التجارة بها، والتي توصلت الشرطة الى المشتبه به فيها، 78% منها كان المشتبه عربيًا من سكان اسرائيل، و14% المشتبه كان يهوديًا.
لا مشتبهين
وأظهر قسمٌ كبير من الملفات الجنائية التي تتعلق بالأسلحة في المجتمع العربي، تغلق دون التوصل الى المشتبه، وتبين ان قسمًا كبيرًا من الملفات الجنائية التي تتعلق بالأسلحة في المجتمع العربي، تغلق دون التوصل الى المشتبه بسب غياب الادلة. وتبين أن سبب ارتفاع اعداد المصابين، هو الكميات الكبيرة من الأسلحة غير القانونية.
وفي لقاء لموقع بكرا مع الأستاذ رضا جابر مدير مركز امان لمكافحة العنف قال: "هذا التقرير ينضم الى تقارير اخرى واحصائيات نرصدها نحن في مركز أمان وجمعيات أخرى، تظهر فيه وبشكل كارثيّ حالة الجريمة والعنف".
وأضاف الأستاذ رضا جابر: "ولكن الآن يجب ان ننتقل من حالة الرصد فقط، المهمة بحد ذاتها، الى الانخراط الفعليّ في الحلول، وخصوصاً عندما تتحدث الدولة عن برامج وميزانيات. الآن الجهود كلها يجب ان تُوظف في ترجمة البرامج الى افعال، والميزانيات الى تحقيق اختراق للحالة المزرية لواقعنا. نحن لا نستطيع ان نتحدث الآن عن الحالة فقط بل يجب الحديث والفعل في التغيير ذاته".
وتابع الأستاذ رضا جابر خلال حديثه مع موقع بكرا: "الآن هناك فرصة حقيقية: الحالة السياسية مناسبة لإحداث تغيير، وهناك شباك فرص يجب العمل بكل جهد ونشاط لاستنفاذه. هذا التحدي الآن".
[email protected]
أضف تعليق