لم ينفع القبض على السوريين اللذين أدينا بقتل الشاب التركي أميرهان يالجن البالغ من العمر 18 عاما وجرح آخر طعنا وعمدا، في تهدئة نفوس الأتراك، فشهدت بعض مناطق أنقرة ليلة أخرى من التحركات الغاضبة والمطالبة كما بعض المواقف السياسية بترحيل اللاجئين والمهاجرين السوريين على اعتبار أنهم يثيرون المشاكل والقلاقل.
أسباب هذه المواقف التي أعقبت حادثة القتل في الاشتباك بين مجموعتين سورية وتركية متنوّعة أبرزها التالي:
• غضب أهالي الضحايا خصوصا أنهم من الشباب، وان مثل هذه الحوادث يتكرر، وقد أدى بعضها في 9 الجاري الى مقتل شاب سوري.
• ردة الفعل السريعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي عبّرت عن غضب وبعض العنصرية حيال اللاجئين والمهاجرين السوريين، وغذّتها بعض وسائل الإعلام.
• سعي أطراف سياسية لتوظيف هذه الجريمة وما سبقها من جرائم متنوعة في سياق الضغط على عهد الرئيس رجب طيب أردوغان واتهامه بالتقصير حيال معالجة قضية اللاجئين
• تأكيد بعض أهالي الضحايا كما ورد في شريط فيديو بثته عائلة الجريح علي ياسين ونشره السياسي التركي أوميت أوزداغ، بأنهم ما عادوا قادرين على الخروج مساء في أحيائهم لأن وجود السوريين يُشكّل خطرا أمنيا عليهم وعلى أولادهم.

هذه الأسباب وغيرها، رفعت منسوب الغضب، حيث تعرّضت سيارات وممتلكات سوريين للإحراق أو التدمير وألقيت الحجارة على منازل بعضهم، وحاولت مجموعات من الشبان الغاضبين اقتحام مقار القوى الأمنية التي انتشرت بكثافة لمنع تدهور الأوضاع أكثر وتفاديا لحصول اعتداءات انتقامية على السوريين، فيما كانت هذه القوى تُناشد الأهلي ضبط النفس وعدم السماح للطابور الخامس باستغلال هذه الجريمة لتأجيج الأوضاع خصوصا
وفي ساعة متأخرة من مساء أمس قال بيانٌ رسمي نشره والي أنقره:” إن الأحداث توقّفت بفضل جهود الشرطة وتجاوب المواطنين” ودعت الناس لعدم الانجرار الى دعوات التحريض. كذلك دخل رئيس بلدية أنقرة المعارض منصور ياواش على الخط داعيا السلطات الى العمل سريعا ” لإعادة اللاجئين الى بلادهم بعدما وصلت الأزمة الى مرحلة لا يمكن السيطرة عليها.
حزب “الشعوب الديمقراطية” المعارض نشر تغريدة على تويتر طالب فيها بوقف فوري ل ” الهجمات التي يتعرّض لها اللاجئون في ألتن داغ والعمل على تعزيز العيش المشترك”
يبدو أن عمليات الشحن النفسي مستمرة ومن غير المستبعد اشتعال نار حوادث مماثلة قريبا، خصوصا أن لهجة اتهام السوريين بافتعال مشاكل كثيرة ترتفع منذ فترة غير قصيرة.

المصدر: لعبة الأمم

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]