بعد إيقاف دفع مستحقت البطالة ، ارتفع عدد العاطلين عن العمل إلى ما يقارب الـ 400 ألف في بداية شهر تمز يوليو. الفشل الذريع والأزمة الحادة لا تدفع الحكومة إلى إعداد خطة طوارئ. هذا هو الحال عندما يكون العاطلون عن العمل من طبقة الفقراء .
ارتفاع في عدد العاطلين عن العمل
ويعتبر هذا صفعة على وجه سياسة التوظيف الإسرائيلية. حيث معدل البطالة وفقًا للحسابات الموسعة للمكتب المركزي للإحصاء (CBS) لم ينخفض بشكل كبير كما هو متوقع فحسب ، بل ارتفع من 8.8%أي 377 ألف شخص في النصف الثاني من يونيو إلى 9%أي 384 ألف عاطل عن العمل في النصف الاول من شهر تموز، وذلك بحسب بيانات مسح القوى العاملة الذي نشر امس (الاثنين).
البطالة العميقة موجودة وسوف تبقى
وبعد ان اتخذ وزير المالية أفيغدور ليبرمان خطوة جريئة ، وأوقف في نهاية شهر حزيران (يونيو)، مستحقات بطالة لربع مليون عاطل عن العمل، بأمل ان يسرع هؤلاء بالبحث عن عمل. في الحقيقة هذا لم يحدث، وعدم انخفاض نسبة البطالة يدل على أن إسرائيل لديها مشكلة صعبة تتمثل في البطالة طويلة الأمد ، إن لم تكن مزمنة.
ويأتي هذا على الرغم من وجود 130 ألف وظيفة شاغرة في الاقتصاد، ووجود فجوة كبيرة في المهارات والتوقعات بين أصحاب العمل والعاطلين عن العمل . كما تُظهر المعطيات أن البطالة العميقة موجودة وسوف تبقى. بعد ان ارتفع معدل البطالة وفقًا لوزارة المالية من 6.6٪ إلى 6.7٪ في نفس الفترة.
خطأ نتياهو وثقافة البطالة
ومن الأسباب التي أدت لذلك هو وجودنا الان في العطلة الصيفية السنوية ، حيث يفضل البعض البقاء مع أولادهم في البيت وعدم العودة الى العمل، لان الحضانات والمخيمات الصيفية ممكن ان تكون غالية.
اضف الى ذلك بان هذه المعطيات لم تظهر عبثا، انما هي نتيجة تراكمات ، وبالاساس نتيجة خطأ حكومة نتنياهو، الذي استعملت خطة إجازة غير مدفوعة الاجر، حيث من السهل فصل عمال عن العمل واخراجهم الى إجازة غير مدفوعة الاجر، ولكن العودة الى العمل لا تكون سريعة ، قد يكون نتنياهو مسؤولا عن الفشل ، ولكن ليبرمان سيكون مسؤولا أيضا، إذا لم ينجح بالخروج من هذه الازمة بشكل سريع . حقيقة أن معظم العاطلين عن العمل يأتون من الطبقات الضعيفة وهذا قد يؤدي الى قنبلة زمنية اجتماعية.
البطالة المزمنة
هناك مجموعات يمكن أن تقع في البطالة المزمنة: الكبار الذين تركوا العمل وسيجدون صعوبة في العودة ، والمتدينون المتشددون(الحريديم) والعرب الذين نسبة توظيفهم قليلة في طبيعة الحال
في نهاية الشهر الماضي ، نشر مكتب الإحصاء المركزي تقريرا عن كيفية وصول الحكومة الى أهدافها من ناحية توظيف للأقليات ، على الرغم من ارتفاع معدل توظيف الرجال العرب في سن (64-25) في الربع الثاني من عام 2021 (أبريل- يونيو) من 61٪ إلى 65٪ لكنها لا تزال بعيدة عن نسبتها في الربع الأخير من عام 2019 والتي بلغت 75٪.
والأمر الأكثر إثارة للقلق هو حقيقة أن معدل توظيف الشباب العربي (حتى 24) ، والذي بلغ 55٪ في الربع الأخير من عام 2019 ، بلغ 43٪ في الربع الثاني من العام.
عند الحديث عن الخوف من البطالة المزمنة لدى الجيل الشاب الذي من المتوقع ان تسيطر عليه البطالة لوقت كثير، سيكون الشباب العربي بشكل خاص في خطر كبير. بالطبع ، لانه عندها سوف يكون من الصعب للغاية محاربة الجريمة والعنف في المجتمع العربي.
الخبر السعيد نسبيًا هو أن معدل توظيف الرجال "الحريديم" والنساء العرب نراها يرتفع، حيث ارتفع معدل توظيف الرجال "الحريديم" من 49٪ في الربع الأول من العام إلى 51٪ في الربع الثاني.
والنتيجة المشجعة هي زيادة معدل التوظيف بين النساء العربيات والتي وصلت الى 38٪. في هذه الحالة ، يعود الأمر إلى الرقم القياسي لتوظيف النساء العربيات المسجل في الربع الأخير من عام 2019.
[email protected]
أضف تعليق