للمرة الأولى منذ بدء جائحة كورونا اكتظ معبر الكرامة على الحدود بين الضفة الغربية المحتلة والأردن بالمسافرين لقضاء إجازة العيد في الخارج بعد ثلاثة أعياد متتالية منع فيها السفر بسبب الجائحة.
وعلى الرغم من تكاليف السفر الباهظة بسبب إجراءات الجائحة قرر ضياء حمو وعائلته السفر إلى أنطاليا في تركيا لقضاء إجازة العيد، مستعرضًا لوكالة "صفا" جانبًا من إجراءات السفر المرهقة، فكل واحد من أفراد أسرته بلغت تكلفته (800) شيقل حتى وصل إلى الجانب الأردني من المعبر.
وأثارت تكاليف التنقل على معبر الكرامة انتقادات كبيرة خلال الفترة الماضية، إذ تُعد من "الأعلى في العالم" وفق مواطنين، وهو ما يرهقهم ماديا قبل السفر، في حين يترافق ذلك مع معاناة شديدة من الانتظار وظروف سفر غير اللائقة.
واضطر حمو والآلاف للانتظار ساعات طويلة في استراحة أريحا حتى أذن لهم بركوب الحافلة بسبب توافد آلاف المواطنين يوميًا على المعبر للسفر، وهو ما يتجاوز القدرة الاستيعابية للمعبر مقارنة بعدد ساعات الدوام.
وقال حمو: "نحن الذين سافرنا إلى خارج الأردن، بالرغم من انتظارنا لساعات طويلة، لكن إجراءاتنا أسهل من أولئك المسافرين للأردن، وغالبية المسافرين في هذا العيد إلى خارج الأردن".
وأضاف "نحن لا نحتاج للتسجيل على المنصة، حيث يتم فصلنا وإنزالنا في مدينة الحجاج ونخرج بباصات مباشرة للمطار".
ووصف حمو "المعبر" أو ما يعرف بالجسر بـ"قطعة من العذاب".
وتابع "كل السفر في كفة والجسر في كفة أخرى سواء من حيث التكلفة أو ظروف الانتظار والعبور، وبمجرد وصولك إلى المطار تبدأ حياة أخرى.. لماذا يحدث ذلك؟".
وأمام صرخات الأطفال المتكدسين على مداخل استراحة أريحا، أعلنت الإدارة العامة للمعابر والحدود عن عبور ستة آلاف يوميًا منذ أيام قبل العيد وحتى صباح ثالث أيامه، غالبيتهم غادروا إلى دول أخرى، وهو ما أحدث أزمات خانقة.
ويقول مدير صحة جنين الطبيب وسام صبيحات لوكالة "صفا" إن هناك إقبالًا كثيفًا على طلب شهادات فحص كورونا لغايات السفر منذ قبل العيد وحتى اليوم؛ "ما أعطانا مؤشرا على العدد الكبير من المسافرين والراغبين بالسفر، الأمر الذي اضطرنا للعمل تطوعا خلال إجازة العيد للتسهيل على الناس".
وعدّ صبيحات ذلك طبيعيًا بعد فترة الانقطاع الطويلة عن السفر ورغبة كثير من الأسر في الاستفادة من الإجازة الصيفية وفترة ما قبل المدارس لقضاء إجازة في الخارج أو زيارة الأقارب.
أما مركز فحص كورونا في نابلس؛ فأفاد لوكالة "صفا" بأنه أجرى ألفي فحص لغايات السفر في يوم واحد عشية العيد.
وأضاف مسؤول في المركز أنه "يمكن القياس من ذلك على عدد الراغبين في السفر في مدن أخرى كبرى مثل رام الله والخليل وبيت لحم وغيرها".
بدوره قال مدير شرطة معبر الكرامة العقيد مصطفى دوابشة لوكالة "صفا" إن حركة السفر ارتفعت بشكل كبير في اليومين الثاني والثالث من أيام العيد، ويتوقع أن يستمر الوضع كذلك خلال الفترة المقبلة.
وأوضح أن الشرطة تعمل على تسهيل عبور جميع المسافرين مع منح أولوية لأصحاب مواعيد الطيران حسب أوقات طائراتهم.
واستدرك "لكن يجب التنويه إلى أن المعبر ما زال يعمل بأقل من المعتاد، إذ ما زال متأثرًا بإجراءات الجائحة، حيث يغلق أبوابه في الرابعة عصرًا، ويكون يعمل في مثل هذه الأوقات من كل عام 24 ساعة يوميًا".
المصدر: صفا
[email protected]
أضف تعليق