نظمت جامعة القدس مؤتمر TEDxAlQudsUniversityللعام الثالث، تحت شعار “إن لم نكن نحن، فمن إذا؟”، في حرمها الرئيس، بمشاركة 10 متحدثين رياديين، وذلك بحضور رئيس الجامعة أ. د. عماد أبو كشك، والسيد منيب المصري الداعم للمؤتمر من خلال مؤسسة منيب وأنجيلا المصري، وطلبة وأعضاء هيئة تدريسية من الجامعة وبعض الضيوف.
وتناول المتحدثين المشاركين من مختلف المهن ومن جميع فئات المجتمع ابداعاتهم وتجاربهم العملية والشخصية بأفكار ملهمة للآخرين الاجتماعية منها والاقتصادية والبيئية والعلمية المتنوعة.
وأشاد أ.د. أبو كشك بقدرات طلبة جامعة القدس وطاقاتهم الايجابية في خلق بيئة إبداعية فعالة في الجامعة، ولإحضارهم لمنصة "TED" العالمية إلى جامعة القدس، مؤكداً أن هذه الأفكار الشبابية تشكل رافعة قوية لمستقبل أفضل.
وأكد أ.د. أبو كشك دعم جامعة القدس للطلبة انطلاقاً من إيمانها بالإبداع وصقل مواهبهم لتلبية احتياجات السوق المحلي والعالمي، وشكر أ.د. أبو كشك السيد منيب المصري، والبنك الوطني لدعمه للمؤتمر، ولكل من ساهم في إنجاح المؤتمر.
وقالت منسقة المؤتمر طالبة الطب البشري حنين الشرباتي: "إنه رغم الظروف المحيطة بنا بسبب وباء كورونا قررنا وزملائي تنظيم المؤتمر تحت شعار “إن لم نكن نحن، فمن إذا؟" والذي يدل على ضرورة المثابرة للعمل والاجتهاد والإرادة، ومن هنا انطلقنا لإيماننا بأهمية أن يكون لنا كشباب دور في المجتمع، مقدمةً شكرها لجامعة القدس لدعمها المتواصل ولكل الداعمين".
وبين أحد منسقي المؤتمر طالب الطب مصطفى النابلسي أن تنظيم المؤتمر تم بجهود 14 طالب وطالبة من مختلف كليات الجامعة، مشيراً إلى أن متحدثي المؤتمر تم اختيارهم من مختلف فئات المجتمع للحديث عن تجاربهم وحياتهم، فمنهم المهندسين والفنانين، وأطباء، وفلاسفة، ورياضيين للاستفادة من خبراتهم وتجاربهم الملهمة.
وتناول المتحدثون السبعة مواضيع إلهامية مختلفة، فتحدث المحاضر والباحث في كلية الصيدلة في جامعة القدس د. حسين حلاق عن كيفية تحديد الأولويات لاختيار وصنع قرار سليم بما يتناسب مع كل شخص وما يحبه، وعدم النظر إلى الخلف وتحديد الهدف للانطلاق.
وتناول المهندس المدني أحمد جمل في حديثه عن أهمية الحفاظ على الموروث المعماري الفلسطيني وتطبيقه لذلك من خلال شركته التي تؤرشف تفاصيل التحف المعمارية باستخدام التكنولوجية، مع تأكيده على رفع مستوى الوعي بهذا الموروث للحفاظ عليه.
وتطرق الفنان التشكيلي المعاصر سليمان منصور إلى الحديث عن مسيرته الفنية وحياته ودراسته ولوحته المشهورة "جمل المحامل" المتمثلة برجل عجوز يحمل مدينة القدس على ظهره والتي تدل على معاناة الشعب الفلسطيني عبر التاريخ.
أما لاعبة كرة السلة المحترفة نور النابلسي تحدثت عن كيف يمكن للإنسان أن يكتسب مهارات مميزة يمكن تطبيقها، وروت مسيرة حياتها برياضة كرة السلة رغم التحديات التي واجهتها، مؤكدةً أنه بالإرادة يمكننا تحقيق ما نريد.
وبينت الأخصائية النفسية والناشطة الاجتماعية جمانة كبلانيان في حديثها عن تجربتها الشخصية والصعاب التي واجهتها حتى أصبحت تدير مؤسسة للتوعية والتثقيف النفسي في فلسطين.
وتناول نضال غيث وابنه الطفل عبد اللطيف من ذوي الاحتياجات الخاصة الحديث عن الصبر والتحدي الذي صنعه الطفل من خلال إرادته التي تحدى بها المرض بمساعدة أسرته.
وتناولت الفنانة التشكيلية نادين طوقان الحديث عن الفن المعماري وربطته بالآثار والرسم وعرضت بعضاً من رسوماتها التي ركزت فيها على مدينة القدس.
وطرحت المتحدثة الدكتورة صفاء الظاهر المحاضرة في جامعة القدس العديد من المحطات في حياتها التي كانت تتغير بشكل جذري كل 18 عاماً، منذ بداية زواجها وهي في عمر 18 وانفصالها بعد 18 عام من زواجها، وحصولها على درجة الدكتوراه بعد 18 عاماً أخرى، ملقية الضوء على الصعاب التي واجهتها بسبب العادات والتقاليد في مجتمعنا وكيف استطاعت أن تتغلب عليها بالعلم والإرادة والعمل.
وتحدث الطبيب مجد أبو الرب الباحث في المبادرة الفلسطينية لعلوم الأعصاب سابقاً عن إمكانية تطوير الكليات الطبية في فلسطين بعدة طرق.
وألقت الفنانة لينا صليبي الضوء على أغانيها وإنجازاتها وعن الموسيقى وأهميتها في حياتها وهي تطمح إلى نقل رسالتها الفنية والإنسانية من خلال صوتها وأغانيها والفعاليات التي تشارك فيها، وقد شاركت في العديد من المهرجانات الموسيقية المحلية والإقليمية والدولية.
وتخلل المؤتمر عرضاً موسيقياً من الفرقة الموسيقية "مزاج" مستلهم من المعاناة اليومية للإنسان الفلسطيني، وباستخدام لهجة مقدسية متميزة مستمدة من رمزية أسوار القدس، ويشار إلى أن المؤتمر اقتصر على 70 مشاركاً من الحضور تماشياً مع البروتوكول الصحي المتبع للحد من انتشار فيروس كورونا. يسلط الحدث الضوء على القوة التي يمتلكها الجيل الشاب لإحداث التغيير في المجتمع، وذلك من خلال عرض المتحدثين لأفكارهم وقصصهم بهدف إلهام الحضور وتمكين الشباب وحثهم على إحداث التغيير.
ويذكر أن جامعة القدس تقدم الدعم المعنوي والمادي لطلبتها خلال مسيرة حياتهم العلمية والعملية لإيمانها بأفكارهم وقدراتهم الإبداعية على مختلفة الأصعدة، وقد سجلت جامعة القدس بصمات لها على المستويين المحلي والدولي من خلال مشاركة طلبتها بالعديد من الأنشطة والمؤتمرات الفعالة.
ومن الجدير ذكره، أن TEDx هي مبادرات محلية منبثقة عن المبادرة العالمية الأم TED، تم إنشاؤها لنفس الأهداف والتي تتمثل باكتشاف الأفكار التي تستحق الانتشار ويجري تنظيمها بشكل مستقل من قبل أفراد متحمسين يسعون الى اكتشاف أفكار جديدة وملهمة، بالإضافة الى مشاركة أحدث ما توصلت إليه الأبحاث في مناطقهم، للدفع باتجاه إثارة الحوار حول هذه الأفكار في المجتمعات.
[email protected]
أضف تعليق