أكد تقرير صادر عن مصلحة التشغيل الإسرائيلية امس، الثلاثاء، أن المجتمع العربي هو الأكثر تضررا من الناحية التشغيلية خلال جائحة كورونا. ووفقا للتقرير، فإن نسبة العاملين العرب، في نيسان/أبريل الماضي، كانت أقل بـ11.7% من النسبة في كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير من العام الماضي، أي قبل انتشار فيروس كورونا.
وأضاف التقرير أن نسبة العاملين بين الحريديين انخفضت بـ8.4% وبين اليهود غير الحريدييم انخفضت بـ7.2% في الفترة نفسها. كذلك تبين أن الرجال اليهود غير الحريديم كانوا أول الذين عادوا إلى العمل طوال فترة انتشار كورونا والإغلاقات، بينما استغرقت عودة العرب والحريدييم إلى العمل فترة أطول بكثير.
وأكدت المعطيات الواردة في تقرير مصلحة التشغيل على أن نسبة التشغيل في المجتمع العربي كانت أقل منها في المجتمع اليهودي قبل جائحة كورونا. فقد كانت نسبة التشغيل في المجتمع العربي 41.4%، في بداية العام 2020، بينما كانت هذه النسبة 52.9% بين الحريدييم، و66.5% بين اليهود غير الحريدييم.
وأضاف التقرير أنه في شهر نيسان/أبريل الماضي، أي بعد شهرين من الإغلاق الثالث، كانت نسبة التشغيل في المجتمع العربي 36.6% فقط.
بطالة ولا يبحثون عن عمل
عن هذا الموضوع تحدث مراسلنا مع الباحث الاقتصادي في مصلحة التشغيل نيسان افراهم والذي قال:" لا شك ان هذه المعطيات مقلقة جداً، ويستدل من ذلك بان نسبة الرجال العرب العاطلين عن العمل ارتفعت بعد ازمة الكورونا ، وهذا ليس فقط انما أيضا يصرحون بانهم لا يبحثون عن عمل، ويدخلون في حالة يأس، حيث نرى ان في فترة الكورونا ارتفعت هذه النسبة لدى الرجال في المجتمع العربي وأيضا اكثر مما عليه في المجتمع اليهودي، والكثير منهم يفتقرون للتأهيل الرقمي وللشهادات الاكاديمية، يستصعبون العودة الى العمل، باستثناء المسيحيين العرب، وعليه يصبح موضوع البطالة لديهم كمرض مزمن واعتمادهم الوحيد يكون على مخصصات إضافة الدخل، والبطالة المزمنة، موجودة بشكل كبير في المجتمع البدوي في النقب، ربما يعتمدون على العمل "الأسود" لا يدفعون ضريبة وهذا امر خطير جدا، ولكن اذا منحتهم الدولة دورات تأهيلية فيمكن دمجهم في سوق العمل، مع كافة الشروط والطروف الجيدة التي تخدمهم عند خروجهم للتقاعد".
انفجار كبير
وأضاف:" نحن في مصلحة التشغيل قلقون جدا، وخاصة من وضع المجتمع العربي، ولدينا العديد من البرامج من اجل حل هذه الازمة، المعطيات الأخيرة من التقرير سنقدمها للحكومة، ونأمل ان يعمل هذا ضجة إعلامية، والا سنكون امام انفجار كبير، وخاصة لدى المجتمع البدوي في الجنوب، وعرب القدس الشرقية ، لأن العرب في شرقي القدس وفي النقب يواجهون مصاعب في تقليص الفجوات والاندماج في سوق العمل، وأن ارتفاع عدد طالبي العمل بين الشبان في القدس الشرقية كان مرتفعا جدا قياسا بالمجموعات الأخرى.
الرجال اكثر من النساء
واردف :" تضرر الرجال أكثر من النساء في المجتمع العربي. وكانت نسبة التشغيل بين الرجال العرب في نهاية نيسان/أبريل الماضي، أقل بـ14% من الشهرين اللذين سبقا انتشار كورونا، بينما نسبة تشغيل النساء العربيات كانت أقل بـ7.4% في الفترة نفسها. وارتفاع نسبة البطالة في المجتمع العربي سيكلف خزينة الدولة 6 مليلر شيكل في كل سنة وهذا مبلغ خيالي ، لذلك يتوجب معالجة هذه الازمة في اسرع وقت ممكن ، الوضع كان سيئ قبل انتشار الكورونا ولكن مع انتشار الكورنا ازداد الوضع سوء، وهذا يحتاج الى وقت طويل من اجل إعادة الوضع الى ما كان ليه"
اللغة العبرية تشكل عائق
واسهب :"هنالك عدة برامج وخطط من اجل انقاذ الموقف، مثل تعليم اللغة العبرية التي يحتاجها العامل العربي ، ويستدل من المعطيات ان العرب لا يخرجن للعمل خارج مكان سكناهم وانما يفضلون العمل داخل بلداتهم، وهذا بسبب عدم تمكنهم من التحدث بالغة العبرية بشكل جيد، لذلك هذا الامر يحدد حركة العامل العربي خارج بله، اضف لذلك يتوجب تحسين المؤهلات الرقمية لدى المجتمع العربي، والتشجيع على التعليم الجامعي ، لكي تمنع ازمة قد تحدث في المستقبل
خطط لإعادة العاطلين المزمنين عن العمل
واختتم:" أوصت مصلحة التشغيل بزيادة الوظائف المطروحة لصالح المجتمع العربي، بواسطة تحسين البنية التحتية والمواصلات، توسيع الخطط لإعادة العاطلين المزمنين عن العمل في المجتمع العربي إلى دائرة العمل، وخاصة ذوي المستوى التعليمي المتدني، والنساء ومن هم فوق سن 35 عاما، والذين لديهم قيود صحية وتاريخ من الحاجة إلى مخصصات. كما أوصت المصلحة بتوسيع برامج تحسين الكفاءات الرقمية.
[email protected]
أضف تعليق