اجرى موقع "بكرا" حوارًا مع الكاتب والصحافي عودة بشارات، حول الواقع السياسي الآني ومستقبل الحكومة الجديدة، كما تطرق الحوار معه الى قانون منع لم الشمل.

استمرار هذه الحكومة منوط باستمرار قيادة نتنياهو لحزب الليكود

كيف تنظر الى الحكومة الجديدة، خاصة وانها مركبة من عدة احزاب ذات ايديولوجيات مختلفة؟ هل تتوقع استمرارها لفترة طويلة، ام انها يمكن ان تُحل؟

استمرار هذه الحكومة منوط باستمرار قيادة نتنياهو لحزب الليكود ودوره البارز في الخارطة السياسية في اسرائيل، هذا ما يوطد العلاقة بين جميع مركبات هذه الحكومة، لأنه يشكل خطرًا عليها، وبالتالي فوجوده بالضرورة يؤدي الى استمرار هذه الحكومة رغم الاختلافات الايديولوجية فيها.

الاتفاقات المشتركة داخل الحكومة قائمة على اساس امرين: الأول انهم بحاجة الى نظام حكم سليم وادارة سليمة للأمور، وهذا ما يحاولون ان يقوموا به، ومن ناحية ثانية حول القضايا السياسية مثل: قضايا الحل السياسي في الشأن الفلسطيني، وما الى ذلك، هذه الأمور تم الاتفاق على تجميدها وهذا هو التوجه، لذا اتوقع انه ما دام نتنياهو موجودًا، فإن هذه الحكومة سوف تستمر وتواصل عملها.

هل تتوقع ان تحقق الحكومة الجديدة التغيير المنشود؟

الحكومة قررت سلفًا انها لن تأتي من اجل التغيير الجذري داخل الدولة، في القضايا المصيرية والأساسية وقضية غزة والدولة الفلسطينية المستقلة والقضايا المستعصية، مثل مستقبل القدس وما الى ذلك، لذا ليس هناك حاجة ان ننتظر شيئا في هذا الصدد، لكن من الممكن ان تكون حكومة تغيير.

بالنسبة للقضايا الداخلية: نظام حكم سليم، انتخاب وتعيين مديرين عامين، سفراء خارج العالم، وما الى ذلك، او اقرار ميزانية الدولة، كل هذه الأمور هي جزء من التغيير القائم، وهذا ما نشهده، وبالتالي هذا الأمر يُسجل لصالحها، فهي بدأت تتصرف كحكومة، وليس كما كان في السابق حين كان نتنياهو يرهن التعيينات، لتكون ملائمة لمواقفه، فهذه الأمور يوجد بها تغيير كبير.

 لدينا مشكلة مع ما يسمى اليسار او اليسار الصهيوني

كيف تنظر الى حزب ميرتس، الذي يحاول التقرب الى جميع الشرائح من خلال مواقفه المختلفة(العرب، اليهود، اليساريين، اليمينيون...)، ويحاول التجاوب والتماهي مع الجميع، هل هذا الموقف صائب، خاصة وان الأحزاب الأخرى تحافظ على مبادئها وايديولوجياتها الخاصة بها.

اعتقد ان لدينا مشكلة مع ما يسمى اليسار او اليسار الصهيوني، بأنه في القضايا المصيرية والقضايا التي تخص الشعيقف مع الإجماع القومي، وهذا ما شهدناه في قضية مستوطنة افيتار، وتجنيد الفتيات اليهوديات المتدينات، والعديد من الأمور، حين تكون معارضة يتخذون مواقف مضادة لمواقف الحكومة، وعندما يكونون في الحكومة احيانا هم حتى اكثر تطرفًا من اليمين، لذلك باعتقادي ان موقف ميرتس الآن هو موقف جيد ويبعث على الارتياح في النفس، حين يقولون انهم يرفضون ان يصوتوا لصالح قانون منع لم الشمل، الذي يعد قانونًا معاديا للإنسانية وللحقوق المدنية المنصوص بها في كل العالم، وهذا الموقف من ميرتس بالذات يجب الاشادة به، وأدعو الجميع وكل من يعز عليه القضايا الديمقراطية وقضايا حقوق الانسان ان تقف ضد هذا القانون المجحف.

 حرب ديمغرافية على العرب

موقفك من قانون لم الشمل، ومن موقف ممثل الشاباك الذي قال ان شريحة الذي يطالبون بلم الشمل من جهة الفلسطينيين من الضفة وغزة، يشكلون خطرًا امنيًا كبيرًا على مواطني الدولة؟

قانون منع لم الشمل هو وصمة عار على جبين أي نظام ديمقراطي، اذ من غير المقبول وغير اللإنساني ان يتم بعثرة الأسرة، والفصل بين البنت والأم والأب، يجب لم شمل هذه العائلات، التي اختارت اقامة عائلة، وليس من حق أي قوة في العالم ان تقرر غير ذلك،

بالنسبة للقضية الأمنية فهي مجرد حجة ممجوجة، استعلمت اكثر من مرة، من اجل تمرير تجاوزات معيبة ضد المواطنين العرب، لان السبب هي حرب ديمغرافية على العرب، لا يريدون أي عربي، فكل عربي، بالنسبة اليهم هو تهديد استراتيجي، هذه هي العنصرية وهذه هي الأثنية بتجلياتها السيئة المعيبة، لذا باعتقادي ان هذا القانون مسيء وهذ القانون يجب ابطاله حالًا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]