يعيش المجتمع العربي حالة من الانفلات الامني في الآونة الأخيرة، حيث بلغ عدد جرائم القتل منذ بداية العام الـ58 (يشمل الذين قتلتهم الشرطة).
حول هذا الموضوع تحدث مراسلنا مع بعض الناشطين السياسيين والاجتماعين.
ومن بين القتلى هنالك 8 نساء، آخرهم كانت أمس ميسر عثمان (28 عامًا) بعد قتلها في شقتها السكنية بمدينة حيفا.
وأشار الموقع، إلى ما نشر أمس من تقرير “مراقب الدولة” والذي تناول الفشل في مكافحة العنف الأسري.
من الصعب استيعاب الأرقام
الناشطة النسوية ورئيسة مجلس نعمات في المثلث الجنوبي، ميسم جلجولي: من الصعب استيعاب هذه الارقام ولكن الاهم ان وراء هذه الارقام عائلات ثكلى، أطفال، زوجات وأزواج، أمهات وأباء أخوات وأخوة فقدوا أعز ما لديهم، مجتمعنا في حالة انهيار أخلاقي والشعور هو أننا فقدنا البوصلة، بالطبع هناك مسؤولية مجتمعية، لقد غضضنا الطرف عن الكثير من الظواهر السلبية على مدار سنوات طويلة، سمحنا لعائلات الجريمة باختراقنا وبعضنا تعاون وما زال يتعاون مع هذه العائلات.
وتابعت جلجولي: الفشل المركزي هو فشل الدولة ومؤسساتها ولكن وبما ان توقعاتنا من الدولة والتي ترى بنا خطر ديموغرافي ليست كبيرة، هذا لا يعني بأن نعفي الحكومة من مسؤولياتها بل علينا تكثيف الضغط الشعبي عليها، ولكن وبالأساس علينا بناء اليات مجتمعية بمشاركة المواطنات والمواطنين والسلطات المحلية والقيادات السياسية ولجنة المتابعة ومنظمات المجتمع المدني، على هذه الاليات وضع خطة تعمق من مشاركة الجمهور في مكافحة العنف.
العنف والجريمة يضربان بمجتمعنا.
اما وجدي جبارين نائب رئيس بلدية ام الفحم: لا زال مسلسل العنف والجريمة بل الارهاب المنظم يضرب بمجتمعنا، ولا زال يسقط الضحايا واحدا تلو الاخر، رجالا ونساء، باثا روح اليأس والاحباط والرعب والترويع في نفوس اهلنا ومجتمعنا.
وأضاف: ليس من شك ان ما وصلنا اليه من استسهال القتل والاجرام مرده الى الجهل والتعصب وقلة الوعي وغياب الافق الحياتي والاقتصادي، حتى اصبح سلب حياة الانسان، ذكر او انثى، اسهل على القاتل والمجرم من شرب المياه، وهو امر مؤسف ومخيف بنفس الوقت من هنا فإن وقف هذا النزيف لا يكون عبر التوعية والنصح والارشاد فحسب، بل عبر تدخل فاعل وقوي لأجهزة الامن لوقف هذا الارهاب، وباتخاذ وسائل ردع سريع وقوية.
واكمل الحديث: وقفة جماهيرنا العربية وباضيه ام الفحم من بينها تقدمنا بخطة شاملة ومتكاملة لمؤسسات السلطة للعمل على حل ووقف الجريمة، ولكن السلطة المركزية لا تحرك ساكنا، وتحاول بدلا من ذلك فرض خطتها غير المجدية على جماهيرنا، وترى ان زرع مراكز للشرطة هو الحل، وهو بنظرنا ليس الحل، فالجرائم ترتكب على مرأى ومقربة من المراكز القائمة دون رادع، ولهذا على السلطة ان تبدأ اليوم قبل الغد بالعمل الجدي والمخلص بكل الوسائل التي تمتلكها لوقف الجريمة، وبالمقابل فأننا كمجتمع وشعب يجب ان نفعل كل مؤسساتنا من مدارس ومساجد وكنائس ومؤسسات مجتمعية وبلدية لنبذ ومحاربة لعنف والجريمة وعلى لجان الاصلاح تكثيف عملها ونشاطها بهذا المجال، ولكن الاساس بنظري يبقى بيد الحكومة واجهزتها.
المجتمع العربي ينزف الدم في اعقاب تغلغل جذور الاجرام.
اما المحامي احمد المالك فقال: لا شك ان المجتمع العربي ينزف الدم في اعقاب تغلغل جذور الاجرام في الوسط ،حيث اصبح موضوع الاجرام يأخذ الحيز الاكبر وذو الأهمية من جميع الاتجاهات، مما افقدنا البوصلة وعدم النظر وعلاج مشاكل اخرى في داخل مجتمعنا فان حصد لـ58 قتيلًا خلال عام هي الكارثة الحقيقة التي لا نحمد عليها، حيث اصبح الخوف يطرق باب الجميع، من احداث عنف استشرت في مجتمعنا من قتل واطلاق نار وتهديد وترويع، وعدم كبح افة الاجرام هي مسؤوليتنا اولا ومن ثم نوجه اصابع الاتهام بالتقاعس والتماطل من قبل جهاز الشرطة لعدم العمل لجمع السلاح غير المرخص في الوسط العربي .
وأكمل حديثه: اما بالنسبة للحديث عن خطة الحكومة المقترحة لا سيما واننا منذ سنوات ننتظر، سنوات والمجتمع العربي بانتظار وضع خطة هادفة لتساهم لكبح الجريمة والعنف، انني لا اعول على الخطة من اجل اخراجنا من دائرة العنف والاجرام ما دمنا لم نزرع بأنفسنا وقلوبنا ثقافة التسامح والتفاهم والعفو، العمل الجاد والملح وتماطل المسؤولين في اخراج تلك الخطة وايداع الميزانيات الكافية من اجل اخراجها الى حيز التنفيذ، فان ستساهم بالمفهوم العكسي في زيادة حالة الفلتان وانتشار الجريمة في مجتمعنا.
من جانبه وصف الخبير بموضوع العنف والجريمة ورئيس حركة "رايتنا"، سامر عثامنة ان وضع مجتمعنا بات خطيرا والقادم على ما يبدو أعظم وأخطر إذا لم يتم البدء بالتعامل بجدية مع هذه الأفة الفتاكة ضمن خطة حكومية شاملة ومتكاملة.
وأضاف عثامنة: العنف بالمجتمع العربي يتطور يوما بعد يوم وبات أشبه بأفلام رعب عجزت عنها هوليود واليوم للأسف استبشرنا بمقتل امرأة وام لأربعة أطفال من حي الحليصة وقبلها بالأيام العديدة السابقة مقتل اكثر من خمسة أشخاص رميا بالرصاص وناهيك عن حالات اطلاق النار على البيوت والممتلكات . من هنا على قيادات المجتمع العربي وبدعم وتمويل الحكومة الخروج بقرارات غير مسبوقة وغير روتينية كيف يجب محاربة ومواجهة هذا الخطر اليومي والفعلي الذي يحصد أرواح الجميع بدون استثناء.
وتابع بالحديث العنف، والسلاح، وعصابات الاجرام، والبيئة الغير الآمنة لجميعنا، يجب ان تكون الشغل الشاغل لكل مسؤول في مجتمعنا، هذا الملف الدموي والخطير يقلق بال الكبير والصغير في مجتمعنا، ويجب ان يتصدر جدول اعمال الحكومة وقياداتنا أن الدوائر الحكومية مهملة جدا لهذا الملف ولا تقوم بدورها وعلى رأسها المؤسسة الشرطية والوزارات المختلفة.
وأختتم عثامنة : لمواجهة هذه الظاهرة الفتاكة يجب التعامل مع الجريمة المنظمة والجريمة بأشكالها بشكل حازم واستئصالي، بكلمات أخرى على الشرطة والدولة ان تكثيف الجهود وبشكل مركز في الاجرام المنظم وامتداده الاقتصادي، برامج توعوية وتربوية لجميع الطلاب من المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية ابتداء تعامل الشرطة مع المجتمع العربي بكل ما يخص العنف والجريمة من منطلق مدني وليس من نظرة أمنية، رئيس الحكومة بينيت بالجلسة الأسبوعية الحكومية لظاهرة العنف هو مبشر ممتاز ولكن يجب ترجمة الأقوال الى أفعال وكلي امل ان تكون هناك بأقرب وقت ممكن خطة فعلية وشاملة.
[email protected]
أضف تعليق