نظّمت جمعية مواطنين من أجل البيئة جولة تعليمية بالتعاون مع اتحاد مدن لجودة البيئة حوض البطوف، وذلك لمجموعة النساء المشتركات ضمن مشروع "بلدي" لبناء قيادات جماهيرية بيئية في المجتمع العربي.
يعمل مشروع "بلدي" على تقديم مواد تعليمية وإثراء المعرفة وترجمتها إلى عمل نشاطي مجتمعي لأجل تغيير الوضع الراهن، تغيير العادات المجتمعية، تحسين من جودة الحياة ورفع الحصانة المجتمعية. ينشط المشروع هذه السنة في كل من البلدتين عسفيا وطرعان، مع مجموعتي نساء قياديات محليّتين.
تخلل البرنامج جولة في كافة أقسام مركز اتحاد مدن لجودة البيئة حوض البطوف، حيث قاموا بعرض نشاطاتهم المختلفة والتي تشمل برامج في المدارس حول التربية والبيئية، إشراف على البلدات المشاركة في الاتحاد على الصعيد البيئي، منح ترخيص للمصالح الجديدة، تركيز جمع النفايات، وتخطيط بناء ومساحات عامة مشتركة. بعد عرض فعاليات المركز، تحدثوا عن أسلوب البناء الودودي للبيئي من خلال التطرّق إلى مبناهم الذي يعنى بالبيئة من جهة، وجميل المظهر من جهة أخرى. استمعت المشاركات إلى محاضرة بعنوان "ثمن الوفرة: الثمن الأخلاقي، الاجتماعي، والبيئي لثقافة الاستهلاك"، والتي تتطرّق إلى الانتقال من الحياة التقليدية إلى الحياة العصرية وما يحمله هذا الانتقال من آثار وثمن كبير على البيئة المحيطة بنا، وماذا يمكن للسكان العمل لمحاولة تبنّي نهج حياة ينبذ ثقافة الاستهلاك المُفرطة ويضع الاعتبارات البيئية في سلم أولوياته. اشتركت النساء المشاركات في ورشة بعنوان "الأزمة البيئية والاجتماعية"، والتي تتطرّق إلى العلاقة ما بين الضرر البيئي والمس بحقوق الإنسان على المستوى العالمي.
وفي تعقيب للعاملة الاجتماعية جهينة بدر-نمارنة، مركزة العمل الجماهيري في جمعية مواطنين من أجل البيئة، قالت: "نحن في جمعية مواطنين من أجل البيئة نؤمن بالتعلّم من تجارب الآخرين وملائمتها لبيئتنا. هدف هذه الجولة (والتي تأتي ضمن سيرورة تأهيل للناشطات) الانكشاف على برامج في مجال البيئة في بلدان مختلفة وتحليلها بما يتلاءم مع احتياجاتنا المحلية وامكانياتنا. خلال الجولة قمنا بكشف المشتركات على حلول عملية وسهلة المنال لمعضلات بيئية محلية مثل اهمية الزراعة البيتية، نوع البناء، المساحات الخضراء، استعمال الطاقة، طريقة الاستهلاك، كما وزوّدنا المشتركات بأدوات يومية لإدارة اسلوب حياة مستدامة".
وفي حديث مع السيّد حنان صبّاح – مستشارة مكانة المرأة في مجلس طرعان المحلي ومركزة المجموعة النسائية في برنامج "بلدي"، حول الجولة، قالت ان "الجولة قيّمة جداً وغنية في المعلومات حول الاستدامة والحفاظ على الموارد البيئية، وتوسيع الآفاق من منظور التفكير في البيئة قبل الاستهلاك. المكان بحد ذاته جميل جداً وكمبنى مثير للاهتمام في جوانبه البيئية، واهميته بالخدمات التي يقدمها للمدن والقرى المجاورة من تثقيف بيئي ومعالجة ظواهر بيئية".
عبّرت صبّاح عن أهمية الجولة ونجاحها، وأهمية التعاون ما بين البلدات الأخرى لتشارك الخبرات والتجارب لأجل تطوير بلداتنا وضمان الاستدامة بهم.
أمّا السيدة امتياز منصور – مشتركة في مشروع "بلدي" في قرية عسفيا، قالت: "انا انضممت لمشروع بلدي منذ اليوم الأول في شهر تشرين اوّل 2020. كان لقاء اليوم ملهما جدا، إذ تعرّفنا على بناية صُمّمت هندسيا للتناغم ما بين المبنى والرؤيا للمحافظة على البيئة. ان البناء العصري، وحياة الوفرة وتأثيره على الاستهلاك الشخصي، والاقتصاد المحلي والعالمي، يؤكد اهمية التربية والتوعية من اجل المحافظة على التوازن البيئي واستبعاد الاستهلاك والسلع التي بأغلبيتها نحن في غنى عنها. أهمية الاستهلاك الحكيم. لقاء غني ومهني كما عوّدونا من جمعيّة مواطنين من اجل البيئة".
تعمل جمعية مواطنين من أجل البيئة على تطوير الوعي الجماهيري نحو القضايا البيئية، مساندة ودعم التنظيمات الشعبية المحلية، دعم وتشجيع القيادية لأجل الحفاظ على البيئة وتحسين الجاهزية الجماهيرية لحل مشاكل محلية مستمرة ومواجهة أزمات مفاجئة. تؤمن الجمعيّة بأن التنظيم والعمل الجماهيري لا يتجزأ وأن النشاط لحل مشاكل بيئية يجب أن يكون مرتبطا ومتداخلا مع العمل الجماهيري عامة وأن من واجبها دعم وتشجيع مجموعات المتطوعين/ات من خلال مرافقتهم ودعمهم لتحقيق أهداف المجموعة وتعزيز دورها في الحصانة المجتمعية والتحضر لأزمات مستقبلية متوقعة.
[email protected]
أضف تعليق