نظّمت جمعيّة الثّقافة العربيّة، مساء الأحد، أوّل أيّام أسبوع الاقتصاد الوطني، بازارًا شعبيًّا في ساحة المركز الثّقافي العربيّ في حيفا، لتسويق المنتجات الفلسطينيّة البديلة عن المنتجات الإسرائيليّة، ضمن حملة "اشتري من بلدك" والّتي انطلقت في الدّاخل المحتلّ وفي فلسطين دعمًا للمشاريع المحلّيّة والصّناعة الفلسطينيّة.
وشهد البازار نجاحًا بارزًا بحضور أكثر من 1500 شخص للتّبضّع من المنتجات الموجودة، والّتي تنوّعت بين منتجات التّموين والغذاء المختلفة، مواد تنظيف من إنتاج شركة النّزهة الفلسطينيّة في أمّ الفحم، مأكولات بيتيّة وكعك وحلويات بصنع منزلي لعدّة مشاريع نسائية من ناشطات حيفاويّات، خضار وفواكه ومخللات، ألبان وحليب من شركة "جت"، إكسسوارات ومشغولات يدوية من صنع كلّ من رانيا مخلوف، ونائلة ناصر، ومريم حداد، وبلوزات من تصميم مهند أبو غوش وشركة فوفيرو الفلسطينية، وحليب اللوز "جبل"، وغيرها.
وتخلّل البازار الّذي امتدّ من الّساعة الخامسة مساءً وحتّى العاشرة ليلًا، رسم غرافيتي وجداريّات رسمها الأطفال وعبّروا من خلالها عن مشاعرهم وأفكارهم حيال الأحداث الأخيرة، ومحاضرة للنّاشطة والباحثة ريّا الصّانع عن الاقتصاد السّياسيّ الفلسطينيّ وأسبوع الاقتصاد الوطني. كذلك فقد تخلّل البازار فقرات فنّيّة متنوّعة، إذ قدّمت طالبة منحة روضة بشارة عطا الله، نور عابد، فقرة عزف على الكمان، كما قدّم الأطفال عمرو وصالح وآية حسن فقرات عزف، واختتم البازار الشّابّان رامة ورازي بدارنة بفقرة عزف على العود والقانون وشاركهما الإنشاد الحاضرون في البازار.
وقد لاقى البازار الشعبي في مدينة حيفا نجاحًا فاق توقعاتنا في جمعيّة الثقافة العربيّة، وانعكس ذلك بالمشاركة الجماهيريّة الضخمة من مختلف أحياء وشرائح مدينة حيفا ومن خارجها، حتّى تحوّل البازار إلى تظاهرة شعبيّة وطنيّة، كما انعكس ذلك بكمّ التوجهات التي تصلنا وتطالبنا بتنظيم البازار بشكل دوري ودائم في حيفا، وهي فكرة نقوم بدراستها حاليًّا بحسب إمكانياتنا، الأمر الذي يُظهر مدى تعطش الناس وحاجتهم لمثل هذه الأنشطة التي تجمع ما بين دعم الاقتصاد الوطني، وتوفير فضاء للّقاء الاجتماعيّ الأهليّ والنشاط الثقافيّ، ضمن حراك سياسيٍّ فلسطينيٍّ مستمرّ منذ الهبّة الأخيرة، وهي هبّة نرى أنها أصبحت تأخذ أشكالًا جديدة مختلفة في تجلّياتها الشعبيّة المدنيّة مثل "أسبوع الاقتصاد الوطني" لها أهميّة قصوى كونها تفسح المجال أمام شرائح أوسع من الناس للانخراط فيها.
وتدعو جمعيّة الثقافة العربيّة إلى تعميم تجربة البازارات الشعبيّة في بلداتنا العربيّة، وإلى إقامة نشاطات مماثلة خلال وبعد أسبوع الاقتصاد الوطني وحملة "اشتري من بلدك"، لدعم أصحاب المصالح العربيّة الناشئة والمنزليّة بالإضافة للشركات العربيّة التي يُمكن أن تكون بديلًا للمنتوجات الإسرائيليّة، لتكون مرحلة جديدة في تنظيم مجتمعنا وتمكينه وتعزيز استقلاليّته وتكافُلِه الاجتماعيّ، الأمر الذي يفتح الفرص مستقبلًا أمام مبادرات اقتصاديّة فلسطينيّة جديدة للظهور والنجاح.
وتشكر جمعيّة الثقافة العربيّة جميع من شاركها وساهم في إنجاح هذا اليوم الوطني، من أصحاب مصالح ومتطوعين وناشطين ومشاركين، على أن نلتقي في نشاطات شبيهة مستقبلًا.
[email protected]
أضف تعليق