أبرزت الصحف ووسائل الاعلام الاسرائيلية المظاهرة التي أقيمت بالأمس في تل أبيب من أجل السلام والمساواة.
أكثر من 3000 شخص، عرب ويهود، شاركوا مساء السبت، 22.5، بمسيرة مهيبة جابت شوارع تل أبيب، واختُتِمت بمظاهرة حاشدة ضد الاحتلال والعنف، ومن أجل السلام، المساواة والحرية لكل من يعيشون هنا. تأتي هذه المظاهرة بعد يومين من وقف إطلاق النار وانتهاء العدوان على غزة، وذلك بهدف إطلاق صرخة واضحة: دورات التصعيد المتتالية لا تجلب سوى الدمار والموت لكلا الشعبين - الفلسطيني والإسرائيلي. حان الوقت لنرى مساعٍ جدّية للتقدم نحو سلامٍ عادل يضمن الأمان والحرية والكرامة للجميع. يُذكَر أن أحزاب، حركات وجمعيات عديدة ساهمت بالتنظيم والحشد للمسيرة، منها الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، كاسرو الصمت، ميرتس، سلام الآن، مقاتلون من أجل السلام، سيكوي وغيرها.
هذا واختُتِمت المسيرة بمظاهرة تخللتها كلمات لسياسيين وشخصيات اعتبارية. وفي الكلمة المشتركة التي ألقتها سالي عبد مع إيتمار أفنيري، كلاهما من حراك نقف معًا، قالوا: "نتنياهو يهتم بمصلحته هو فقط، وهذا ما جعله يُدخِل الكهانيين للكنيست من أوسع أبوابه. الكهانيون الذين يؤمنون بأيديولوجية الاحتلال، الاستيطان والترانسفير. أما نحن، فلا نريد أن نعود لروتين ما قبل التصعيد. لسنا على استعداد لتقبّل واقع الاحتلال، الحصار على غزة، تهجير عائلات من حيّ الشيخ جرّاح، وتوسيع الاستيطان لإبعادنا أكثر عن السلام والأمان. نحن لا نريد 'تعايش'؛ نحن نريد شراكة حقيقية، متكافئة، تناضل من أجل المساواة الحقيقية والعادلة، ومن أجل الحرية. ومعًا نكوّن أغلبية هنا تخلق روتينًا جديدًا، يكون مبنيًا على السلام، الحرية والاستقلال للشعبين. واقع لا نتحدث به عن الخوف، إنما عن الأمل".
أما رئيس القائمة المشتركة، النائب أيمن عودة، فخاطب حشود المتظاهرين قائلًا: "أستمع لسياسيين ورجال أمن يتحدثون عن دورة تصعيد أخرى بعد عدة شهور أو أعوام ولا يرون أمامهم ٧ ملايين فلسطينيًا يعيشون بين البحر والنهر. يوجد هنا شعبين ولكليهما الحق بتقرير المصير. هم تائهون - نحن نعرف الطريق: طريقنا هو طريق مشترك يسلكه اليهود والعرب، معًا - فقط معًا - يمكننا أن نتقدم نحو إنهاء الاحتلال والحصار، نحو السلام، المساواة، الديمقراطية والعدالة الاجتماعية".
الكاتب والصحفي عودة بشارات تحدث هو كذلك في المظاهرة قائلًا: "يجب أن نرجع دائمًا للجذور، جذور شجرة السم. شجرة السم هي الاحتلال، شجرة السم هي الحصار. شجرة السم تنمّي غصون عبارة عن حواجز، اقتحام غرف أطفال في منتصف الليل، آلاف يقبعون داخل السجون، أولاد يُقتَلون خلال مواجهات. شجرة السم تُزهر اعتداءات على الرعاة، حرق أشجار زيتون، منع مصلّين من الوصول للقدس، إلقاء قنابل صوت داخل المسجد الأقصى. شجرة السم تولّد الحقد والكراهية، النضال، والتقطيب داخل المجتمع الإسرائيلي. غزة تُدمَّر لرابع مرة. آلاف الضحايا وقعت في العقد الأخير. كمية الدماء التي أُرقيت هناك مرعبة، وهي تنادينا لنفعل شيئًا ما. تواجدنا معًا هنا عرب ويهود هو الرد السليم المفعم بالأمل، لنقول أن هذا ليس قدرنا، وأننا بإصرار وعزيمة سنرسم طريقًا آخر، لنا ولأبنائنا."
[email protected]
أضف تعليق