تلقت الحكومة المصرية ومجتمع الأعمال والقطاع الخاص وشركات المقاولات بترحيب كبير، المبادرة التي أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بتخصيص نصف مليار دولار لإعادة إعمار غزة، بمشاركة الشركات المصرية المتخصصة في هذا المجال.
وبحثت الحكومة المصرية والقطاع الخاص في اجتماعات منفصلة سبل المشاركة في مشروعات البنية التحتية والمقاولات ضمن المبادرة المصرية في غزة، وذلك فور التوصل إلى اتفاق إطلاق النار في القطاع.

وقال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في اجتماع للحكومة الأربعاء إنه سيتم بدء التنسيق الفوري مع الوزارات والجهات المعنية لتنفيذ مبادرة الرئيس السيسي.

وعلق رئيس مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية الدكتور عبد المنعم السيد في تصريحات خاصة لـ"سكاي نيوز عربية" قائلا إن المبادرة المصرية ستعطي دفعة للقطاع الخاص المصري، وتحديدا في قطاع المقاولات.

وأضاف السيد أنه بخلاف العائد السياسي من إعمار غزة، فإن هناك عائدا اقتصاديا يتمثل في مزيد من النشاط لقطاع المقاولات المصرية، وبالتبعية كافة صناعات مواد البناء، والصناعات القائمة عليه، التي تمتد إلي قطاعات أخرى، مثل الأثاث والمفروشات والأجهزة الكهربائية.


4 وزارات تتولى المهمة

وقالت مصادر حكومية في تصريحات خاصة لـ"سكاي نيوز عربية" إن وزارت الاسكان وقطاع الأعمال العام والتجارة والصناعة والمالية ستكون في مقدمة الجهات المعنية بإعادة إعمار غزة بما تمتلكه هي وشركات المقاولات الحكومية من إمكانيات، وسيعقد ممثلون عنها اجتماعات مكثفة خلال أيام لبحث خطوات بدء التنفيذ على الأرض.

وأوضحت المصادر أن تلك الاجتماعات الحكومية سيحضرها ممثلون عن القطاع الخاص، وفي مقدمته اتحاد مقاولي البناء والتشييد، الذي يضم أكثر من 30 ألف شركة مقاولات، بجانب اتحاد الصناعات المصرية، لبحث إمكانات الشركات المصرية المناسبة لعملية إعادة الإعمار.

وأضافت المصادر الحكومية أن نسبة كبيرة من عملية الإعمار ستقع على عاتق قطاع المقاولات المصري، وشركات مواد البناء، وشركات حكومية كبرى تمتلك خبرات كبيرة خارج القطر المصري.


مشاركة اتحاد الصناعات

ورحب اتحاد الصناعات المصري بمبادرة إعمار غزة، وقال إنه مستعد للمشاركة فيها، وأن القطاع الصناعي جاهز لتسخير إمكاناته لتنفيذها.

وقال أحمد عبد الحميد رئيس غرفة صناعات مواد البناء باتحاد الصناعات في بيان إنه سيتم دعوة الشركات المصرية للانضمام للمبادرة وتوفير احتياجات مشروعات الإعمار من صناعات مواد البناء.

وأوضح عبدالحميد في تصريحات خاصة لـ"سكاي نيوز عربية" أن قطاع مواد البناء مستعد لعمليات الإعمار سواء في غزة، أو ليبيا، أو العراق، ويمتلك طاقات إنتاجية كافية وبأسعار تنافسية لتغطية متطلبات التنمية داخل وخارج مصر.

وأضاف أن الاعتماد على الشركات الوطنية في تنفيذ المشروعات القومية والكبرى للدولة في السنوات الأخيرة أكسب الشركات الخبرة، والمقومات البشرية والمادية والصناعية الكافية للتوجه خارج مصر مع التوسع في المشروعات الوطنية.
حاويات رخام.. وفوائض أسمنت وحديد

وأعلنت شعبة المحاجر والرخام بالغرفة التجارية للقاهرة، تخصيصها حاويتين من الرخام كمساهمة في إعادة الإعمار.

وتمتلك مصر فوائض إنتاجية في السلع الأساسية من مواد البناء، حيث يوجد نحو مليون طن حديد تسليح فائض عن الإنتاج، بينما يوجد نحو 33 مليون طن فائض في صناعة الأسمنت.

وقال أحمد الشناوي عضو لجنة التشييد والبناء بجمعية رجال الأعمال المصريين، في تصريحات لـ"سكاى نيوز عربية" إن القطاع الخاص المصري حريص على دعم جهود القيادة السياسية وإنجاح مبادرة إعمار غزة.

ودعا الشناوي جميع الشركات المصرية لدعم مبادرة الرئيس وإثبات قدرة الشركات الوطنية تنفيذ مختلف المشروعات القومية والكبرى داخل وخارج مصر.
دور رجال الأعمال

وعن دور رجال الأعمال المصريين قال المهندس عمر صبور عضو جمعية رجال الأعمال المصريين إنه سيتم التنسيق بين منظمات الاعمال والجهات المعنية لسرعة تجهيز متطلبات المبادرة الرئاسية.

وأكد في تصريحات لـ"سكاى نيوز عربية" أن القطاع الخاص المصري قادر علي توفير كافة احتياجات الإعمار ليس في غزة فقط بل في مختلف البلدان التي شهدت توترات خلال السنوات الماضية، وبالأخص في ليبيا والعراق وسوريا.

وتابع صبور أن المكاتب والشركات الاستشارية المصرية وشركات المقاولات لديها كفاءات وخبرات قادرة علي المساهمة بقوة في إعادة الإعمار بجودة وسرعة كبيرة.

وأضاف: "نتابع اشتراطات المبادرة وآلية الاشتراك بها، خاصة مع توفر فرص تحقيق قيمة مضافة لقطاع التشييد والبناء والقطاع الهندسي باعتباره الاساس في عمليات الإعمار".

وأكد صبور أن القطاع اكتسب خبرات كبيرة ومتطورة بعد الطفرة الهائلة والنهضة الإنشائية التي حققتها مصر خلال السنوات الماضية عبر المدن الجديدة بالعاصمة الإدارية والعلمين والمدن الجديدة، إضافة إلى مشروعات البنية التحتية.

الخبرة المصرية في المقاولات

وقال المهندس محمد محلب رئيس شركة "رواد الهندسة الحديثة" إن شركات المقاولات المصرية جاهزة لتلبية احتياجات إعمار غزة، وشدد على أن القطاع الخاص المصري راكم خبرات كبيرة على مدار السنوات الست الماضية نتيجة الطفرة العمرانية ومشروعات البنية التحتية التي تم تنفيذها داخل مصر.

وأضاف محلب لـ"سكاى نيوز عربية" أن خبرة قطاع التشييد المصري جعلته رائدا في تصدير خدمة المقاولات المصرية إلى الدول الإفريقية ودول الشرق الأوسط، وتحديدا في عمليات إعادة الإعمار.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]