حاور موقع "بكرا" الخبير الاقتصادي د. رمزي حلبي، حول تأثير الإضراب الذي ساد المجتمع العربي يوم امس، على المناحي الاقتصادية في الدولة، وجدوى وفعالية الإضراب بشكلٍ عام.
*قرار الاضراب في المجتمع العربي هل هو خطوة فعّالة؟
قرار الإضراب في المجتمع العربي هو خطوة فعّالة، من الناحية السياسية والاقتصادية، لأن المجتمع الإسرائيلي يعتمد كثيرًا على العمّال والموظفين من المجتمع العربي، في كثير من المجالات: الهايتك، والمواصلات التي تضررت بنسبة 50% بسبب الإضراب، وأيضًا في فروع البناء والتجارة، لذا فبلا شك هناك تأثير للإضراب.
التأثير يمكن ان يكون ايجابيًا من الناحية السياسية من خلال الضغط على صانعي القرار في هذه الدولة، لكن من الناحية الاقتصادية سيسبب الخسائر على مستوى الإنتاج وخسارة اماكن عمل، والمجتمع العربي يكوّن اكثر من 20% من المجتمع الإسرائيلي، لكن في الإنتاج هو يكوّن حوالي 9%، فإذا رأينا ان هناك تراجعًا في الاقتصاد الإسرائيلي، فقرابة 10% من هذا التراجع هو بسبب الإضراب في المجتمع العربي.
*هل اثبت الإضراب نجاعته في السابق؟
لاحظنا في اضرابات سابقة انها تسببت بخسائر قُدرت بـ 3.5 مليار شيكل، في الإنتاج في اسرائيل، منها 2 مليار في السياحة، ومليار ونصف في الاستهلاك والأغذية والوقود ووسائل الترفيه، لذلك اتوقع أن يكون لقرار الإضراب افرازات سلبية على الاقتصاد الإسرائيلي، وهذا هو الهدف من ذلك، ان يكون هناك احتجاج يُكلّف المجتمع الإسرائيلي ثمنًا باهظًا.
*تأثير الإضراب على المناحي الإقتصادية في المجتمع العربي والاسرائيلي؟ وتقديرات بحجم الخسائر؟
الإضراب جاء في وقت يعاني من خلاله الاقتصاد الإسرائيلي تراجعًا بنسبة 11.5% في النمو الاقتصادي، وأيضًا على مستوى العلاقة ما بين الديون الخارجية والإنتاج، نرى أن الديون الخارجية تصل الى حوالي 73% من مجمل الإنتاج ، فمعنى ذلك ان الاقتصاد الإسرائيلي يعاني تراجعًا في كل المؤشرات، ونرى ان الشيكل يتراجع مقابل الدولار بنسبة 1%، وسندات الدين الحكومية الإسرائيلية تهبط ايضًا، لذا اي اجراء من هذا النوع يؤثر سلبًا على الاقتصاد الاسرائيلي.
احدى الظواهر المقلقة جدا هي إقالة موظفين وعمّالًا عربًا من اماكن عملهم بسبب الإضراب، لذا ارى انه يجب ان يكون هناك عملية تنظيمٍ مقابل هذه الأماكن، وتهديدًا بالتوجه الى اماكن العمل، لأن من حق العامل ان يأخذ يوم اجازة، ويتظاهر لموضوع يهمه بدون تأثير، ولاحظنا على سبيل المثال أن شركة سلكوم صرحت انها تتضامن مع مثل هذا الاضراب، وهذه ظاهرة جيدة بحد ذاتها.
برأيي يجب ان يكون هناك عملية تنظيم من ناحية قانونية للدفاع عن موظفين وعمالٍ تضرروا بسبب الإضراب، ونعلم ان هناك الكثير من العمال لا يمكنهم ان يخرجوا الى العمل من مكان سكناهم، لذا ارى انه يجب ان يكون هناك تعاونٌ وتكاتفٌ من المجتمع العربي لدعم هؤلاء المضربين وعدم فقدان اماكن عملهم.
*هل عامل الإضراب بشكلٍ عام يمكن أن يحقق مطالب الشعوب؟
طالبت بعدم المس بمكان عمل العمال بسبب الاضراب، خاصة اننا نتحدث عن وجود اكثر من 8500 مهندس ومهندسة عرب في صناعة الهايتك، وهي تؤثر ايضًا على هذه الصناعة، ونتوقع زيادة هذا العدد اكثر، فمعنى هذا ان العرب يدخلون في جميع المجالات الاقتصادية ويؤثرون على مستوى الانتاج، لذا فإن اضرابًا ليومٍ واحدٍ، هو اضرابٌ تحذيريّ وإعلان موقف، وهناك تأثير للإضراب على الاقتصاد بشكلٍ او آخر، لكن يمكن التعافي منه بشكل سريع.
[email protected]
أضف تعليق