فوجئ افراد عائلة شريف حيفا، ليلة عيد الفطر الفائت، بينما يتحضرون لوجبة الإفطار وتوديع شهر رمضان، باعتداء اليمين الفاشي على البيوت العربية بسبب الأوضاع المتوترة.
ولم يخطر على بالهم، ان هذا الاعتداء سيطالهم، فسمعت السيدة ليلى شريف، أصوات وصراخ خارج بيتها، الا انه تمت مهاجمتها – على حد اعتبارها-.
وكسر اليمين الفاشي في حيفا، كتف السيدة ليلى شريف بعد الاعتداء عليها بالعصي والسلاح، وذلك ليلة عيد الفطر الفائت.
وأسفر الاعتداء على بيت عائلة شريف في حيفا، عن خسائر مادية فادحة الى جانب الإصابات البشرية الطفيفة.
وقال زوج السيدة ليلى - المحامي سامي شريف لبكرا: كنا جالسون ليلة العيد مع الاخوة والحجة الام نحضر انفسنا للفطور، سمعنا صراخ لطفلة بشكل هستيري فصار عنا اندفاع لنعرف ما الذي يجري وزوجتي كعادتها تحب مساعدة الناس خرجت للشارع باتجاه الصوت فشاهدت مجموعة من الناس شباب يهود يحملون الاعلام الإسرائيلية بلباس موحد باللون الاسود عليه شعار نجمة داوود مجموعة كاخ الفاشية. المستوطنون اعتدوا على صبايا صغار بشارع اللنبي بجانب بيتنا. توجهت زوجتي نحو هذا التجمع وتحدثت معهم باحترام وسالتهم عن سبب افعالهم هذه واذهبوا من هنا. عندما سمعوها تتكلم باللغة العربية هجم الجميع عليها بشكل جنوني. انا شخصيا لم أكن اتصور ان يحدث هذا في حيفا وفي العالم اجمع ان اناس بكميات كبيرة فوق 200- 500 شخصا مثل قطيع الخنازير ان يهجموا بهذه الطريقة.
وتابع: عندما تركت زوجتي ذلك المكان هروبا وابتعادا عن المشكلة لحقها جميعهم وواحد من المستوطنين أشهر سلاحه عليها. واصيبت بضربة جامدة بكتفها الامر الذي ادى لوجع كبير جدا. هروب زوجتي منهم موثق بالفيديوهات وكيف انهم لحقوها وبدأوا برمي الحجارة عليها وعلى مدخل العمارة. اضطررنا لإغلاق باب العمارة وللأسف زوجتي بقيت خارجا ومع هذا كان هناك ضرر كبير للعمارة.
الخطوات القانونية
وعن الخطوات القانونية، قال: نحن لا نتنازل عن حقنا وسنتوجه للجمعيات المسؤولة والتي تحافظ على حقوق المواطن العربي خاصةً على اساس اخذ حقنا قانونيا ونأخذ الاجراءات القانونية ضد الشرطة والمواطنين. الشرطة تقاعست جدا، قمت بالاتصال بهم والتوسل إليهم للقدوم ومع هذا وصلوا متأخرين والامر الذي استغربت منه كيف كانت الشرطة في الوسط. قسم من المستوطنين ورائهم والقسم الاخر من امامهم والشرطة لم تفعل شيئا. استغربت أيضا ان المراقبين من بلدية حيفا لم يفعلوا شيئا رغم انهم يتحدثون العربية والاغرب من هذا كيف انهم كانوا سيتهجمون على زوج اختي. فلذلك من حقنا القيام بالإجراءات القانونية ضد المستوطنين وضد الشرطة الاسرائيلية.
ووجه المحامي شريف رسالة للمجتمع العربي عبر "بكرا" رسالتي للمجتمع العربي: الزمن علمنا، نحن لا نعتدي على أحد ويجب الحفاظ على حقنا وكل مواطن يجب ان لا يخاف ان يأخذ حقه فنحن موجودون في امتحان. نحن موجودون في الداخل الفلسطيني تحت ميكروسكوب من السلطات يحاولون الضغط علينا ماديا ومن كل النواحي. يجب علينا تعليم ابناءنا ان لا يخافوا من أي شيء، الرسالة الاهم هي انه يتوجب على الاحزاب العربية في الداخل الفلسطيني السير بطريقة صحيحة من اجل ان ننال حقوقنا. والشباب العربي يجب ان يكون لديه نطاق تعليمي مثل نوادي كي لا ينجر لعالم الاجرام - وهذا بخصوص ما يدعي الطرف الاخر-
وضع غير مقبول
ومن جانبه، قال الطالب أدم سامي شريف لبكرا: غير مقبول علينا تماما ما حصل، حيفا لم تكن بهذا الوضع من قبل، والدتي خرجت لتفحص ما حصل مع الفتيات لأنه لا يمكن لها ان تغض البصر عن الخطأ، وفجأة هجم عليها عدد كبير من اليهود المتطرفين، وعندما اعتدوا على شقيقي وابن عمتي برشهم بالغاز المسيل للدموع، جئت للدفاع عنهم فهاجموني.
وتابعت: جرحت بجروح طفيفة لمحاولتي بالدفاع عن بيتي وأهلي وحارتي. الشرطة كانت تقف الى جانبهم ولم تدافع عنا بل كانوا يدافعون عن اليمين المعتدي.
وأنهى حديثه: اتصلت للشرطة مرارا وتكرارا للدفاع عنا، لأننا دائما نستنجد بالشرطة عندما نتعرض للخطر، لكن في هذه الدولة للأسف لا يوجد من يحميك والشرطة تذكرت ان تتصل لنا مع ساعات الفجر لتسألنا عن حالنا وعن الحادثة بعد مرور اكثر من ساعتين.
إرهاب
ومن ناحيتها، روت السيدة ليلى شريف ما حدث بحرقة والم، قائلة لبكرا: اعتدت على مشاهدة هذه الاحداث على التلفاز وليس وجها لوجه فلأول مرة بحياتي أواجه حدثا من هذا القبيل. كيف لقطيع من العنصريين والإرهابيين أن يهاجموننا؟ هذا الإرهاب بعينه فهم يهاجمون أناس مسالمة في بيتها فقط لأنهم تحدثوا باللغة العربية وهجموا علينا بصورة وحشية ورفعوا علينا السلاح والسكاكين وكله تم توثيقه.
وأضافت: هم هاجمونا، لأن أولادي ناشدوني بأن ادخل الى البيت لحظة رؤية هؤلاء القطيع بالحي، وعندما سمعوني اتحدث بالعربية، بدأوا بالهجوم، نحن لم نهاجم أحد ولم نعمل أي شيء، وللأسف ان الشرطة ترافقهم حيث نادى اليمين بـ "الموت للعرب"، نحن لم نتحرك من مكاننا، كنا في بيتنا، لكن هم باغتونا وهاجمونا.
سكوت
وردا على سؤالنا حول تأثير الاحداث على العلاقات العربية – اليهودية في حيفا، قالت: سيؤثر على النسيج الاجتماعي في حيفا لأننا منذ خمسة أيام نعيش أوضاع متوترة، هناك معارف وأصدقاء يهودي ولم نر أي شخص منهم يعترض على هذا الامر، عند معارضتك لهذا الامر، يجب ان تعلن موقفك على العلن وليس ابقاءه مخفيا في القلب فالسكوت على الرضا.
وأوضحت السيدة شريف: وبالنسبة لي كليلى، تأثرت كثيرا وهناك وسائل للامتناع عن أي تعامل مع اليهود وسيقتصر التعامل على أمور بسيطة للغاية.
وعن الاضرار التي ألمت بها، قالت: ضرر نفسي وقلة ثقة وأمان، نحن في بيتنا، فكرنا طوال الوقت ان حيفا رمز للتعايش، ولكن على العكس، حيفا رمز للتعايش لهم ليأكلون في وادي النسناس، عن أي تعايش يتحدثون؟ كتفي مخلوع وهناك وجع رهيب في منطقة الكتف وخضعت لتصوير مقطعي اعاني من تمزق بالوتر.
وأكملت ليلى: المشكلة ان هذا الهجوم استمر لفترة طويلة وحينما أرادوا رشنا بالغاز المسيل للدموع، حاولت منعه من رشه على اولادي، فقام بضربي على كتفي وخلعه. الخوف كان لحظة، انه ممكن يتعرض أي شخص من الضيوف لأي اذى، كان هناك خوف من حدوث حالات موت فخفت كثيرا على الأشخاص المحيطين بي.
ولفتت الأم المصابة الى ان: المشكلة لا تكمن بالهجوم، بل في كمية الضالعين بالهجوم، نحن لا نتحدث عن شخص او عشرة اشخاص الذين من الممكن مجابهتهم، لا فهنا يدور الحديث عن 150 شخصا كحد أدنى. زوجي اتصل بجميع القيادات العربية، للأسف لم يتمكنوا من الحضور بسبب محاصرة الشرطة للجميع في وادي النسناس، وتوجهنا للبلدية، ولكن لم نلق رد وتجاوب من أي طرف.
وأنهت حديثها: التقصير مورس بحقنا من قبل الشرطة الإسرائيلية، فهم حضروا الى بيتنا بعد ساعة ونصف من الهجوم، وقالوا لنا ان هناك احداث أكبر من هذا الحدث، هم استهتروا بحياتنا. لولا قدر الله ولطف، لكان هناك قتيل وحالات إصابات بالهلع ونوبات قلبية من الخوف والرعب. انا لست خائفة من احد، لو كانوا عشر اشخاص، كنت سأجابههم ، لكنهم فوق الـ150 شخص مع أسلحة، وهذا خطير ومقلق، انا اختبأت وهربت ، لو انهم لاحظوني لحدثت مشكلة كبيرة.
يذكر أن الأوضاع في حيفا متوترة منذ فترة بسبب أحداث القدس، الأقصى، الشيخ جراح وقطاع غزة.
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]
[email protected]
أضف تعليق