قرابة 16 يومًا تبقت على انتهاء المهلة التي مُنحت لعضو الكنيست "يائير لبيد" رئيس حزب" يش عتيد"، لتشكيل الحكومة، دون بوادر تدعو للتفاؤل، وتضاؤل الخيارات التي كانت محتملة لنجاح تشكيل الحكومة، خاصةً بعد تصريح عضو الكنيست "نفتالي بينيت" رئيس حزب "يمينا"، الذي اعلن عدم انضمامه لحكومة مع لبيد، وتوقف الاتصالات بينهما، وهو الأمر الذي بعثر الأوراق مرة اخرى، وزاد الأمر تعقيدًا.

ويستشرف محللون سياسيون خمس امكانيات واردة امام فشل او نجاح تشكيل الحكومة:

1-حكومة وحدة

في تصريح له قبل اسبوع، اقترح عضو الكنيست "شلومو كرعي" على "يائير لبيد"، العمل على إقامة حكومة وحدة مع رئيس الحكومة نتنياهو، مع نيابة، لأن غالبية الكنيست من اليمين. لكن في نهاية الأسبوع بدت الصورة غير مترابطة في الساحة السياسية، حين كشف بينيت انه يميل نحو حكومة وحدة بمشاركة الليكود وتكفا حدشاة وكحول لفان. اما في يش عتيد، فيرفضون هذا السيناريو.
حالة الطوارئ والظرف الأمني الذي تشهده البلاد في هذه الفترة، سيكون ورقة اقناع لاستغلال الوضع نحو امكانيات للتوحد، مثل حكومة وحدة كما كانت مع يتسحاك شمير وشمعون بيرس عام 1984، والتي شُكلت بعد حرب لبنان الأولى، الا ان تصريح حزب "يش عتيد" عن الغاء نتنياهو، وانه ليس في حساباتها، وانهم لن يجلسوا مع رئيس حكومة موجود تحت طائلة الاتهام، قلبت الفكرة.

2-حكومة يمين

حين دفن بينيت فكرة تشكيل حكومة يسار، ادار اتصالات مع نتنياهو لإقامة حكومة يمين، بمشاركة جدعون ساعر وبنيت وجانتس.

في معسكر اليمين يأملون باستكمال استقطاب صوتين من الـ 61 بواسطة اعضاء كنيست خارجيين، والعضوان المرشحان لهذا هما ساعر وجانتس، واذا لم ينجح اليمين باستقطابهما، فهم يأملون باستقطاب احد اعضاء هذين الحزبين، مثل يوعاز هندل والكن وشارن سكل وبنينا تمنو شيطا.

لكن حين يعرض الليكود امام هؤلاء خيارات كثيرة فإن الإغراء امامهم سيكون اكبر، ولمنع الاحتمال الأول الذي من خلاله، هؤلاء الاعضاء لا يريدون ان يكونوا تحت حكم نتنياهو، ففي الليكود ينوون عقد اتفاق يُعين من خلاله "يريف لفلين" رئيسًا للحكومة مؤقتًا حتى وقت القسم او لمدة سنو ونصف، لكن حتى الآن فجميع الصلاحيات السياسية والأمنية بيد نتنياهو.

3-اقامة حكومة وحدة ويسار

تبقت 16 يومًا لانتهاء المهلة التي وكُلت للبيد لتشكيل الحكومة، والتي تأتي في ظل حملة عسكرية وتصعيد. من جهته صرّح لبيد يوم الخميس الماضي: "سوف اقلب كل حجر لكي اشكل الحكومة، نريد ومباشرة بعد انتهاء الحرب، خلال اسبوع او اسبوعين، ان تكون لنا حكومة ثابتة". ورغم الغاء حلم اقامة حكومة يسار برئاسة بينيت، لكن احتمالية اقامة حكومة برئاسته لبيد بقيت محتملة.

وكلما مرت الأيام تتضاءل امكانيات تشكيل حكومة، وفي الجهة المقابلة فإن لبيد لا ينوي اعادة مهمة التفويض الى رئيس الدولة، فيما يبدو ان الامكانية الوحيدة التي تبقت له هو القائمة العربية المشتركة، واذا نجح في هذا فلن تكون حكومة وحدة.

4-انتخابات مباشرة

بالنسبة لنتنياهو هناك حل للأزمة السياسية التي تعصف في البلاد، وهناك عدد كبير يؤيدونه، وقال في تصريح للإعلام، ان الحل هو اختيار رئيس الحكومة مباشرة من قبل الجمهور دون حلّ الكنيست.

اقتراح قانون انتخاب رئيس الحكومة، بحاجة في المرحلة الاولى الى رفعها في لجنة المنظمة للكنيست، وكلما كان ميكي زوهر رئيسًا للجنة المنظمة للكنيست، والتي يجب رفع اقتراح القانون عليها، فإن امكانية دفع القانون للمصادقة عليه ستكون اعلى، لكن اقتراح القانون لن يرفع للتصويت بسبب نقص موافقة القائمة الموحدة التي ما زالت تتخبط في هذا الأمر.

واذا انضمت القائمة الموحدة برئاسة منصور عباس سيكون هناك 63 صوتًا وغالبية في الكنيست، لكن لكي يُصادق على هذا يجب رفع المقترح على اللجنة، من قبل يش عتيد، فيما الحزب من جهته غير معني بهذا. وفي حزب "تكفا حدشاة" قالوا: "ليس هناك اي تغيير في موقفنا، لا نريد الانضمام الى حكومة برئاسة نتنياهو، ونعارض انتخابات مباشرة". اذن فإن الفرضية تقول بعدم احتمال اقامة حكومة تغيير لأن بينيت الغى ذلك من حساباته.

5-انتخابات خامسة

هذه الفرضية بات توقع تحقيقها الآن، اكثر من اي وقت مضى، وفي شهر اغسطس وسبتمبر ستجد اسرائيل نفسها في دوامة اضافية من انتخابات الكنيست، بعد فشل جميع احتمالات تشكيل حكومة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]