بدأ بائع الملابس محمد بارود بعرض بضائعه الجديدة في محله الواقع في شارع عمر المختار وسط مدينة غزة، مع بدء المواطنين الشراء لموسم العيد.

بارود الذي أوصى بكمية أقل من الملابس عن كل عام بسبب جائحة كورونا والتخوفات من استمرار الاغلاق، يرى أن مستلزمات العيد من "المسلّمات" بالنسبة للفلسطينيين.

ورغم إدراك بارود أن الوضع الاقتصادي وتوفر السيولة يلعبان دورا مهما في نجاح الموسم من عدمه، إلا أنه يؤكد أن التدهور الاقتصادي على مدار سنوات الحصار لم يُفقد الفلسطينيين عاداتهم الشرائية.

ولا ينكر بائع الملابس في حديث لوكالة "صفا" أن إقبال المواطنين على الكسوة في المواسم والأعياد قليل، إلا أن العادات باقية بشراء المواطنين ملابس بجودة أقل لرخص سعرها.

عادات مستمرة

فؤاد الهسي الذي يحضر بسطته الواقعة في سوق مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، للبدء بعرض حلويات ومكسرات العيد مع بداية الأسبوع المقبل، يرى أن قلة السيولة لدى المواطنين لم تمنعهم من ترك عاداتهم في المواسم.

وقال الهسي في حديث لوكالة "صفا": "لا شك أن أنصاف الرواتب وقلة الأموال لدى المواطنين دفعهم لتقليل الكميات التي يقتنوها من الحلويات والمكسرات وكذلك بحثوا عن جودة أقل وأرخص سعرًا، إلا أن الفلسطينيين يرون بشرائها بهجة العيد وإكرام الضيف وفرحة للأطفال".

وكغيره من البائعين، اشترى الهسي كميات أقل من كل عام لعرضها في الأسواق، بفعل الإغلاقات وتوقع ضعف أكبر في الإقبال مع استمرار إصابات كورونا.

المواطن محمد الدريني الذي يعيل أسرة مكونة 6 أفراد، أكد أنه من الصعب مجيء موسم العيد دون كسوة الأطفال وشراء ما يلزمهم من ملابس وألعاب.

وقال الدريني الذي قابله مراسل وكالة "صفا" يشتري الملابس لأطفاله في سوق الشجاعية شرقي مدينة غزة: "كيف لي أن أقنع أطفالي بالوضع الاقتصادي الصعب.. لا يمكن لفرحة العيد أن تكتمل عند الأطفال دون شراء الملابس والحلوى".

وأوضح أنه اضطر لشراء الملابس من "سوق البسطات" لأن أسعارها أرخص من المحال التجارية، مضيفًا: "صحيح بكسي لأطفالي، بس قلة الأموال دفعتني لشراء ملابس رخيصة".

الوضع الاقتصادي

بدوره، ذكر الأكاديمي والمختص في الشأن الاقتصادي معين رجب، أن المواطنين بدأوا يتوجهون نحو شراء حاجيات العيد من ملابس ومستلزمات.

وقال رجب في حديث لوكالة "صفا": "لا تزال حركة شراء مستلزمات العيد خفيفة بسبب انتظار صرف الرواتب وعادة المواطنين بتأخير الشراء، إلا أنها بدأت في الأسواق".

وأوضح أن أغلبية المواطنين يؤخرون شراء ما يريدونه حتى ليلة العيد أو نحو ذلك للحصول على سعر أفضل.

وعن السلع التي يزداد الإقبال عليها خلال موسم العيد، أوضح رجب أن أبرزها الملابس والأحذية والحلوى والمكسرات.

ولفت رجب إلى أن بائعي الملابس ينتظرون موسم العيد "على أحر من الجمر" لتعويض الكساد الذي يصيبهم في معظم أشهر العام، "فالحركة على شراء الملابس والأحذية تتضاعف خلال موسم الأعياد".

وبيّن أن العادات الشرائية باقية كما هي، "ولكن هناك قلة في الإقبال بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة والسيولة النقدية تفرض نفسها في هذه المواقف".

وأضاف الأكاديمي الاقتصادي "لم نلحظ تغيّرًا في العادات الشرائية خلال السنوات الماضية، رغم الحصار الاقتصادي على غزة، ولكن الدخل المتاح هو ما يحكم شراء ملابس جيدة بسعر مرتفع أم رديئة بسعر رخيص، وكذلك جودة الحلويات والمكسرات".

وتابع "العيدية كذلك تأثرت وتقلصت بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية، لذلك نستطيع القول إن السيولة النقدية لدى المواطنين تلعب دروا كبيرا في تحديد مدى توسعه بالعادات الشرائية، وليس في بقائها من عدمه".

وتشتد حركة الأسواق مع اقتراب عيد الفطر وتلقي الموظفين رواتبهم المتوقع نهاية الأسبوع.

ويأمل التجار بموسم جيد رغم تفشي جائحة كورونا، بسبب الرواتب الكاملة التي تلقاها موظفو السلطة في غزة بعد نحو أربع سنوات من أنصاف الرواتب، وكذلك تحسن نسبة صرف رواتب موظفي غزة.

المصدر: صفا

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]