تحدث المحلل السياسي إيهاب جبارين لـ "بكرا" حول الخارطة السياسية الحالية والسيناريوهات المتوقعة خلال الأيام القادمة في ظل اقتراح مشروع قانون التصويت المباشر قائل: على قدر ما أن الصورة تظهر وكأنها مركبة، إلا وأنها مركبة لجهة واحدة لا غير، نتنياهو، فمؤتمر لبيد الصحفي هو بمثابة ورقة ضغط ثالثة أمام نتنياهو، فمن جهة لديه سموتريتش الذي يلعب دور الولد المدلل والذي يراهن على عامل الوقت فهو يعلم أن لديه 16 يوما ليزيد من أسهمه وفي حال الذهاب لانتخابات خامسة سيشرب بعض الأصوات المتشددة. ساعر والذي تديره زوجته من زوايا شخصية فبالتالي مغازلات نتنياهو له لن تجدي نفعا ولا استجداؤه، والان لبيد يلوح بقدرته على تشكيل الحكومة، ويدير اجتماعاته ومفاوضاته المبكرة وكأن التوصية قد وصلت إليه فعلا.

تشكيل حكومة بدعم الموحدة

وتابع: السيناريوهات المطروحة الآن هي إما تشكيل حكومة بدعم الموحدة، أو سيضطر نتنياهو أن يعود التوصية للكنيست أملا عدم قدرة لبيد على تشكيل أغلبية فبالتالي الطريق ستكون سريعة أكثر مما نتوقع لانتخابات خامسة. وأيا كانت الطريق، نتنياهو سيستند على تفاهماته مع الموحدة، إما لإقامة حكومة بمقابل قضايا حيثية للمجتمع العربي، دونما موافقة بن جڤير، أو أقله سد الطريق أمام لبيد من تشكيل أية حكومة بدعم الموحدة، أي كانت الخيارات فطريقنا لانتخابات خامسة ستكون على عام في أحسن حال.

وتطرق الى مشروع قانون التصويت المباشر لرئاسة الحكومة وقال: هذا مما سيستدعي نتنياهو لكي يقوم بكل الوسائل لتمديد حياته كرئيس حكومة، وأخرها مقترح القانون الجديد قديم الذي لطالما عارضه، التصويت المباشر لرئاسة الحكومة، عن طريق تعديل القانون المطروح سيضمن واحد من اثنين، إمام إطالة عمر حكومته محدودة الصلاحية نصف سنة أخرى ما بين مفاوضات ومد وجزر، والتي في نهايتها غالبا لن يستطيع تشيل حكومة بواسطة الكنيست الموجودة اليوم، وإما سقوط الكنيست مرة أخرى والذهاب لانتخابات برلمانية موازية لرئاسة الحكومة، وبها سيراهن أنها ستفرز عن نتائج كنيست مغايرة، غالبا ستعطي قوة أكبر لأحزاب الصغيرة، فمن يصوت لليكود لشخص نتنياهو سيكون بإمكانه التفويت له بشكل مباشر، وبالمقابل التصويت لأي حزب أقرب له إيديولوجيا؛ لذلك وفي حين زادت الترجيحات الأخيرة من الممكن أن نرى بينت يساند هذا القانون.

مشروع قانون التصويت المباشر لرئاسة الحكومة يهدف بالأساس لزيادة الاستقرار بالحكومات الاسرائيلية

الخبير في العلوم السياسية راني حسن قال لـ "بكرا": حتى اليوم وبعد اسابيع من انتهاء الجولة الانتخابية الرابعة خلال عامين لم تتضح معالم تشكيل الحكومة القادمة، هذا إن تشكلت في هذه التركيبة المعقدة، فمن ناحية نتنياهو بحاجة الى دعم من العربية الموحدة والاحزاب اليمينية المتطرفة كحزب الصهيونية اليهودية في حال قبل بينيت الانضمام لحكومة تتكئ على احزاب عربية، ولذلك مهمة تشكيل الحكومة معقدة ومركبة الى شبه مستحيلة في ظل هذه المعطيات ، بالمقابل الطرف الذي يريد استبدال نتنياهو لا يمتلك اغلبية بدون دعم الاحزاب العربية ولذلك احتمال تشكيل حكومة بمعسكر "لا نتنياهو" ايضا صعبة وغير موفقة بهذه الظروف، لكن يبقى سيناريو واحد وممكن بالرغم من هذه التعقيدات ان يقوم نتنياهو باستقطاب عضوا كنيست من المعسكر المناهض لنتنياهو للائتلاف دون حاجة لدعم من الاحزاب العربية، وكما نعرف ومن تجاربنا الماضية هو الساحر السياسي والذي استطاع ان يفاجئ الجميع كما حصل مع منافسه بيني غانتس ليضمه لحكومة ائتلاف وطنية تحت ذريعة الكورونا ، لذلك احتمالية حصول انتخابات خامسة بنفس نسبة تشكيل الحكومة بالمناصفة على يد نتنياهو ، بالتأكيد كلما اقتربنا اكثر من انتهاء المهلة المعطاة لنتنياهو لتشكيل الحكومة كلما زاد التوتر وارتفعت حرارة الحراك والمفاوضات الحزبية ، ننتظر لنرى كيف ستؤول الامور واكاد اجزم ان نتنياهو يعرف كيف يجد لنفسه وحزبه مخرجا وانتصارا رغم كل الصعوبات، اعتقد ان الاتي من الايام سيعلمنا فصلا جديدا من الحنكة والدهاء السياسي غير المسبوق ، بكل الاحوال عربيا لن تتغير كثيرا الصورة خاصة وان لا احد يريد هذا الدعم حاليا.

ورأى حسن ان مشروع قانون التصويت المباشر لرئاسة الحكومة يهدف بالأساس لزيادة الاستقرار بالحكومات الاسرائيلية ولمنع تكرار الانتخابات بفترات قصيرة، ولكن ايضا يتوجب بموجب هذا المشروع على رئيس الحكومة الحصول على ثقة الكنيست ما يعني اذا لم يحصل على ثقتها سنذهب مجددا لانتخابات، قد يكون حلا لمعضلة الانتخابات المتكررة ولكن لا احد يضمن حصول اي من المرشحين المتنافسين على اكثر من نصف اصوات المنتخبين حتى يصبح رئيسا للحكومة ولذلك اعتقد انها محاولة جيدة ولكنها لا تضمن تحقيق الهدف المنشود.

لا توجد قياده بديله لنتنياهو او قياده منافسه لنتنياهو

وقال المحلل السياسي زيدان بدران ل "بكرا": الانتخابات الاخيرة افرزت عدة تكتلات واحزاب وكذلك افرزت تكتلات داخل الاحزاب نفسها. فرأينا ع الصعيد في الوسط العربي انشقاق في المشتركة ما قبل الانتخابات وما بعد الانتخابات كل حزب من الاحزاب يقوم في فحص بيتي واستخلاص العبر من الفشل الذي كان فأصبح وضع المشتركة مهمش وكذلك ما توقعناها اليمين قد همش منصور رئيس القائمة الاسلامية الجنوبية وسنرى مستقبلاً انه ستخوض المعركة الانتخابية ثلاثة تركيبات الحركة الإسلامية الجبهة والحزب ويبقى العربية للتغيير والتجمع حيث يمكن ان ينضم كل واحد منهم الى إطار، او الدكتور الطيبي يُغامر ويخوض الانتخابات مستقل مع تعزيز من حركات أخرى اليسار الاسرائيلي سيبقى منقسم كما هو الحال لكن هو يحاول جاهداً ان يُركب الحكومة وهذا شبه مستحيل لأن معسكر اليمين أكبر ولا اتكلم عن المعسكر ضد بنيامين نتانياهو

ونوه: اعتقد ان قوة غانتس اذا ما كانت هناك دوره اخرى من الانتخابات ستزداد ع حساب حزب العمل وعلى حساب يائير لبيد اما المعسكر في اليمين اذا لم الحكومة وستذهب الكنيست الى انتخابات هناك احزاب ستختفي كلياً منهم سموتريتش بن غفير ساعر لن يحافظ ع قوته ستنتقل المقاعد الى الليكود والى لبرمان وكذلك قسم منها الى بينت البيت اليهودي في الاجمال لا توجد قياده بديله لنتنياهو او قياده منافسه لنتنياهو من المحتمل اذا لم يتسنى لنتنياهو تركيب الحكومة هناك الرأي السائد هو إيجاد شيء بديل لنتنياهو واسناد تركيب الحكومة لعضو كنيست من الليكود وبذلك سيدخل ساعر الى الائتلاف ومحتمل غانتس او توكيل الامر لنفتالي بنت وفي ذلك شك في الامر حيث سيتاح لساعر دخول الائتلاف والحالة الأخيرة هي نتانياهو يقوم في اغراء وفتالي بنت وزمرته وسموترتش وزمرته على ان يوافقوا بأن منصور عباس وزمرته ان يدعموا الحكومة من الخارج مقابل تحصيلات للوسط العربي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]