"يافا تعيش نكبة مستمرة، هذه الأيام هي أصعب أيام تمر على يافا منذ النكبة"- يقول محمود عبيد، وهو صحافي وناشط اجتماعي، ويضيف حول الأحداث التي حصلت في يافا الأحد: "قسم كبير من بيوت يافا، سيطرت الدولة وفق قانون أملاك الغائبين، وحتى البيوت التي بقي أهلها بها، صادرت الدولة ثلث ملكيتها وقدمتها لشركات حكومية مثل عميدار وحلميش، وهذه الشركات على طوال السنوات الماضية، كانت تقاسم أهل يافا بيوتهم، تجبي منهم مبلغًا شهريًا كايجار (بحدود 400 شيكل) ومؤخرًا بدأت ببيع حصصها هذه.
وأضاف: في الشهور الثلاثة الأخيرة ارتفع عدد حالات محاولات البيع بشكل مخيف، يأتون للعائلة ويقولون لها " لديك 60 يوم لتوفير ثمن ثلث المنزل، وإلّا سنعرضه في مزاد علني"، وهذا حصل معنا في بيت عائلتي أيضًا، وكما تعلم، معظم العائلات في يافا، أوضاعها المادية متواضعة والحديث عن مبالغ مثل هذه هو تعجيز، مليون شيكل أو مليون ونصف، واذا لم تتدبر العائلة أمرها يتم عرض العقار في مزاد علني، فتشتريه جماعة "النواه التوراتية" هذه أو جهات محسوبة عليها، وهذا ما حصل مع بيت عائلة جربوع، تم شراء ثلث منزلهم، ثم بدأ الشخص الذي اشترى المنزل بالتضييق عليهم وعرض عليهم شراء المنزل بمبلغ كبير جدًا ثم بدأ يجلب الشارين ويرافقه الراف مالي بشكل استفزازي، حتى وقعت المواجهة مساء الأحد وهوجموا من قبل أصحاب المنزل.
وأضاف: بعد ذلك تم اعتقال الشابين، وفي المساء وصل أتباع الراف مالي للتظاهر أمام المنزل، فأبعدتهم الشرطة عن المكان، ولكنها ابعدتهم إلى منطقة مجاورة للمنزل، وبدأت المظاهرة وكان أهل يافا في المسجد، فخرجوا وبدأت المناوشات وقد تدخلت الشرطة واعتقلت 4 أشخاص وأصابت 5.
تضييف مخيف
وقال عبيد: في يافا الأوضاع سيئة جدًا، تضييق مخيف في موضوع المسكن، فقدان للأمن الشخصي ومشاكل معيشية بسبب اغلاقات الكورونا، مما أوصل الشباب إلى مرحلة ليس لديهم ما يخسرونه بها، وباعتقادي هذا مخطط لتهويد يافا، فأنا شخصيًا رصدت ما يقارب 45 عائلة قد تركت يافا في السنوات الأخيرة وتوجهت لمدن وبلدات أخرى، وما يعزز هذه الفكرة، بأن هنالك مخطط يحوم حول يافا، أن هذه الشركات الحكومية لديها أملاكًا كثيرة خارج يافا، لماذا تأتي لبيع أملاك يافا فقط؟ العامل المادي مهم ولكن هنالك عوامل أخرى بلا شك.
وأنهى كلامه : هنالك من يقول أن هؤلاء هم سكان يافا ويجب التعايش معهم، ونقول أننا نتعايش مع سكان تل أبيب وحتى اليهود في يافا منذ سنوات، ولكن هؤلاء الذين جاءوا من كريات اربع ومن المستوطنات، هؤلاء لا يريدون التعايش ولا يعرفون شيء عن قيم السلام وقيم العيش المشتركة، هؤلاء مجموعة عنصريين يريدون تهويد يافا وطرد سكانها.
[email protected]
أضف تعليق