تستمر فعاليات مهرجان المثلث للافلام في الحيز البديل لجمعية تشرين، للأسبوع الثاني على التوالي في عروض سينمائية تهدف لتسليط الضوء على قضايا سياسية اجتماعية ونسوية على وجه الخصوص .
أختتم الأسبوع الثاني للمهرجان بأجواء حماسية وطاقات عالية وذلك بعد عرض لفيلم "200 متر" للمخرج أمين نايفة يوم الخميس والذي يعرض لأول مرة في أراضي 48، بالإضافة لعرض فيلم "شقيقة موسوليني" يوم الجمعة للمخرجة جونا سليمان.
يسرد فيلم "200 متر" قصة عائلة فلسطينية فرقها جدار الفصل العنصري الإسرائيلي حيث صار الأب يسكن في الجانب الفلسطيني، والأم والأبناء في الجانب الإسرائيلي. في أحد الأيام يدخل أحد الأبناء المستشفى وهو لا يبعد سوى 200 مترًا عن والده. يحاول الأب الوصول إليه لكنه يحتاج للسفر في رحلة تمتد لمئتي كيلو متر.

وقد حضر العرض مخرج الفيلم أمين نايفة بالإضافة لجزء من طاقم الممثلين منهم الممثل معتز ملحيس، بالإضافة لأقارب المخرج والذي استوحى قصة الفلم من حياته الشخصية .

تفاعل الجمهور بشكل كبير وعميق حول فحوى الفيلم بعد عرض الفلم وقامت رناد مصلح جبارة مديرة جمعية تشرين بإدارة الحوار، ان مصداقية الفلم واتقانه والاهتمام بتفاصيل إخراجه تتمثل في ان المخرج هو صاحب قضية وقصة الفلم، وهو يسرد لأحداث عاشها مع والدته وأقاربه حيث منعهما جدار الفصل العنصري من التواصل العائلي، فهي قصة الاف الفلسطينيين الذين منعوا من العيش بكرامة . خلال الحوار مع الجمهور أكدوا أن أحد أكثر الأشياء التي لامستهم هو استضافة المخرج وأقاربه في الحيّز البديل والذي يقع جغرافيا في خط متوازي مع أحداث الفيلم والذي يشرح بطريقة واقعية كيف استطاع جدار الفصل العنصري أن يقطّع أوصالنا كعائلة فلسطينية واحدة، وهذا ما لمسناه عند مشاركة أقارب المخرج بتجربتهم مع الجدار، ومن الجدير بالذكر أن مخرج الفيلم هو ابن مدينة طولكرم بينما يعيش أقاربه في عرعرة المثلث.

وعلى صعيد متصل كان عرض فيلم فيلم "شقيقة موسوليني" للمخرجة جونا سليمان وهو فيلم وثائقي مع اندفاعة من الخيال ، يدخلنا الفيلم في ذهن العجوز هيام، فلسطينية من الناصرة. نراها عند مصفف الشعر ، وهي تشمع شفتها العليا بالشمع وتنتقل إلى الفراش. تكتسب الطبيعة اليومية للحياة اليومية طبقات إضافية من المعنى لأن المخرجة جونا سليمان - حفيدتها - ترافق العديد من المشاهد مع مونولوجات داخلية من هيام. تدريجيًا نحصل على صورة لماضيها: زواجها وعائلتها وشقيقها الثري الذي يحمل الاسم الأول الرائع لموسوليني. أوشكت حياة هيام على الانتهاء. لم يتبق سوى عدد قليل من الخيوط لربط هذه المرأة التي تشعر بالوحدة والمرارة بالعالم الخارجي: الهاتف والتلفزيون ومدبرة منزلها وابنها البالغ من العمر 55 عامًا.

يطرح الفلم سؤالا حول متى يصبح الحاضر تاريخًا ، حيث تتحول أجزاء من الأخبار التلفزيونية تدريجياً إلى لقطات قديمة لحفل الزفاف. من خلال عالم بطل الرواية الصغير القمعي، تتخذ أخت موسوليني نهجًا أصليًا ومنضبطًا تجاه الموضوعات الكبيرة ، مثل الزواج المرتب والوحدة والانحدار والعنصرية.

وفي حوار أدارته الكاتبة بكرية مواسي مع مخرجة الفيلم تم التطرق لعدة محاور سينمائية واجتماعية بالإضافة لكواليس العمل والذي امتد ل ستة سنوات وتقول المخرجة " كان لدي حاجة للبحث وصناعة فيلم يحكي عن حياتنا كما نعرفها، ولا اريد ان اصنع فيلم موجه للغرب ولا يحكي لغتنا كفلسطينيين" خلال الحوار مع الجمهور أكد الجمور على تواصله مع شخصية هيام، وأهمية التعمق في حياة المرأة الفلسطينية بطريقة لا تضعها في دور الضحية، وإنما تتمركز على نقاط قوتها وعنفوانها. كما أكد الحضور على ان النكبة كانت حاضرة في الفيلم بشكل واضح في نهاية الفيلم وهو الامر الحاضر دائما في اذهاننا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]