اهتمت الصحافة العبرية الصادرة اليوم، بشكل خاص، بمنصور عباس، حيث تصدّر العناوين، فقد اعتبرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" بعنوان رئيسي، "الشخص الرئيسي"، وقالت إنّ منصور عباس أصبح "صانع الملوك" في السياسة الإسرائيلية، مشيرة الى أنّ قائد الحزب الإسلامي بالذات هو الذي قد يقرر من يشكل الحكومة، نتنياهو أو لبيد، وأضافت بأن رئيس القائمة العربية الموحدة ينوي اللعب بأوراقه حتى النهاية، مستفيدًا من موقع القوة المفاجئ، حيث يبقي جميع الخيارات مفتوحة ولا يسارع الى الرد على الهاتف، وهو منشغل الآن باحتفالات النصر ويردد "لسنا في جيب أحد، إنما فقط في جيب المواطنين الذين انتخبونا"، مؤكدًا "وصلنا الى الكنيست لكي نعمل، لدينا الكثير من المطالب ونريد أن نأتي بنتائج".
وقالت الصحيفة تحت عنوان "بأيدي عبّاس"، إنّ الانقلاب الكبير في الانتخابات، على الأقل حتى الآن، حدث أمس الساعة التاسعة صباحًا. البشرى التي وصلت من لجنة الانتخابات المركزية ومفادها أنّ القائمة العربية الموحدة اجتازت نسبة الحسم، حوّلت منصور عباس في لحظة الى العنصر الأكثر طلبًا في السياسة الإسرائيلية: "صانع الملوك، الشخص الذي بدونه لن تشكل حكومة جديدة".
وتساءلت الصحيفة: هل زعيم الحزب الإسلامي هو بالذات الذي سيمنح الفوز لبنيامين نتنياهو؟ واعترف كبار الشخصيات في الليكود أمس، بأن رئيس الحكومة لا يلغي ولا يستبعد عباس، وقالوا "من المؤكد أننا سنتحدّث معه قريبًا"، وإن كان من الواضح للجميع أن نتنياهو سيحتاج الى ألعاب بهلوانية، معقدة حتى بالنسبة له، لكي يمرر هذه العملية والتغلب على المعارضة داخل حزبه، ولا سيما معارضة حلفائه سموتريتش وبن غفير اللذين صرّحا أمس بأنهما لن يجلسا في حكومة يتم دعمها من الخارج من قبل القائمة الموحدّة.
وكان لبيد قد اهتم هو أيضًا بالاتصال بعباس أمس، وحاول تحديد لقاء معه في نهاية الأسبوع بهدف الحصول على التزام منه بأنه لن يدعم حكومة برئاسة نتنياهو، لكن زعيم الموحدة يلعب بأوراقه حتى النهاية ولا يسارع الى اللقاء وغير مستعد أن يلتزم، موضحًا "سأتحدث فقط مع من يرى في نفسه مرشحًا لرئاسة الحكومة، وليس مع الملحقين به مثل بن غفير، وأنا لا ألغي أحدًا مسبقًا، إنما فقط من يقوم بإلغائي".
واستطردت "يديعوت أحرونوت": عباس (47 عامًا)، طبيب أسنان تخرّج من الجامعة العبرية، ومن الصعب التقليل من حجم الثورة التي أحدثها في السياسة الإسرائيلية، حيث وضع له هدفًا بالاندماج في مركز السياسة الإسرائيلية، واستغلال قوته الانتخابية لكي يجلس في الحكومة، وتحصيل ميزانيات وتمرير قوانين لصالح المجتمع العربي، مشيرة الى أنّ هذا النموذج يمكن أن نجده في أحزاب الحريديم ، وخاصة حزب شاس.
وأضافت الصحيفة: لقد تشكك الكثيرون بالمجتمع العربي في قدرة عباس على خوض الانتخابات لوحده واجتياز نسبة الحسم، ولكن على أرض الواقع نجحت مغامرته بشكل كبير، لدرجة أنه تغلب في كثير من البلدات العربية على القائمة المشتركة بفارق أصوات كبير. ويوم أمس كان يومه الأكبر، حيث احتفل مع مؤيديه في المساء وقال إنه تلقى الكثير من المكالمات من مسيحيين ودروز ويهود قاموا "بتهنئتي وباركوا لي وباركوا طريقي". وأضاف "هدفنا هو أن نعيش بأمان والحصول على حقوق وخدمات من الدولة".
وكان من المهم لعباس أن يصرّح أمس أنه على استعداد للجلوس مع نتنياهو ومع لبيد أيضًا: "نحن لسنا في جيب أحد، نحن في جيب المواطنين الذين انتخبونا، والذين يعانون في الدولة، وجمهورنا يجب أن يكون شريكًا في القرار مع من نذهب، لدينا مطالب كثيرة، والضغط الذي سنمارسه يمكنه أن يؤثر ويجلب نتائج".
وأشارت الى أنّ الجميع في المجتمع العربي ينتظرون ليروا هل سينجح عباس في تطبيق سياسته وينضم الى ائتلاف يتشكل من اليمين أو اليسار. وقالت: على الرغم من نشوة عباس، هناك العديد ممن يعتقدون بأنه لا توجد إمكانية حقيقية للتعاون بينه وبين حكومة يمين يجلس فيها سموتريتش وبن غفير.
عبّاس يقسّم الليكود
وتحت عنوان "عبّاس يقسّم الليكود" قالت الصحيفة إنه بعد وقت قصير من الإعلان عن اجتياز القائمة الموحدة نسبة الحسم، جرت مواجهة شديدة بين أعضاء من الليكود حول مسألة التعاون مع من يقف على رأسها، منصور عباس، وفي أعقاب ذلك أعلن رئيس الحكومة نتنياهو عن "منع المقابلات الإعلامية حول هذه المسألة الحساسة القابلة للتفجر".
وكان الوزير تساحي هنغبي قد صرّح أمس في القناة 12 بأنه يؤيد التعاون مع القائمة الموحدة لإقامة حكومة برئاسة نتنياهو، وذلك من أجل منع اللجوء الى انتخابات خامسة، في حين ردّ عضو الكنيست شلومو قرعي على تصريح هنغبي بقوله: "لا. ولا بأي شكل من الأشكال". كما أنّ الوزير ايلي كوهن أعلن عن معارضته لدعم القائمة الموحّدة لحكومة برئاسة نتنياهو. ولهذا السبب أمر نتنياهو بحظر المقابلات للإعلام، تفاديًا للإحراج في هذه المسألة.
[email protected]
أضف تعليق