قال قائد حركة "أنصار الله" عبد الملك الحوثي، اليوم الأربعاء، إن "تنظيم القاعدة والتكفيريين يدمرون الدول العربية خدمة للعدو الاسرائيلي وأميركا"، مضيفاً أن "مخططهم السيطرة المباشرة على الأمة بعد الوصول بها إلى الانهيار التام".

وأشار الحوثي خلال خطاب اليوم بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد حسين بدر الدين الحوثي، إلى أن "التكفيريين كانوا الأداة الرئيسة لتنفيذ المشروع الأميركي الغربي الإسرائيلي"، معتبراً أن "الأعداء أرادوا أن يتصدر الخطاب التكفيري واجهة الأمة الإسلامية وكأنهم هم الذين سيدافعون عنها".

كما أردف قائد "أنصار الله" أن "التكفيريين نموذج مصنوع لتحقيق السيطرة الأميركية وهم يتحركون وقف الأهداف التي وضعتها أميركا"، مشيراً إلى أن "القاعدة" نفذت جرائم في إيران وسوريا والعراق ولبنان واليمن والخليج ومصر وأفريقيا وأوروبا.

"واستثنى تنظيم القاعدة كيان العدو الإسرائيلي من جرائمه" وفقاً للحوثي، الذي قال إن "تحرك التكفيريين يوازيه تحرك أميركي غربي لخداع الشعوب تحت عنوان مكافحة الإرهاب".

وفي هذا السياق، رأى الحوثي أن "موقع اليمن الاستراتيجي وشعبه وثرواته دفعت الأميركيين لوضعه في مقدمة المستهدفين في أمتنا"، مضيفاً أن "الاستهداف الأميركي لبلدنا خطير وشامل".

واعتبر أنه "إذا قرر شعبنا التنصل عن مسؤوليته في التصدي فهذا قرار بالاستسلام وخسارة كل شيء"، مشيراً إلى أن "بعض البلدان لا تحتاج معها أميركا للاجتياح بل تخضع سلطاتها وتنشئ فيها قواعد عسكرية".

كذلك، قال الحوثي إن "السيطرة العسكرية الأميركية كانت أيضاً بالسيطرة على الجيش اليمني تحت عنوان التدريب". وبحسب الحوثي فإن "الأميركيين أرادوا التوسع في اليمن ليزيدوا انتشار قواعدهم ليضمنوا السيطرة العسكرية على اليمن".

وأضاف أن "الأميركيين استغلوا الجيش اليمني لتنفيذ عمليات تقيهم الخسائر البشرية"، قائلاً: "لقد دمر الأميركيون قدرات الدفاع الجوي والقوة البحرية للجيش اليمني لسلبه قدرة المواجهة".

وأشار الحوثي إلى أن "الأميركيين وضعوا برنامجاً لتدمير القدرات الصاروخية اليمنية بما فيها الصواريخ بعيدة المدى"، مضيفاً أن "السيطرة العسكرية كان من أشكالها استباحة اليمن وفتح المجال لتنفيذ أي ضربات جوية أو برية".

قائد "أنصار الله" اعتبر أن الأميركيين نشروا عناصر"تنظيم القاعدة" في اليمن ووزعوهم على مختلف المحافظات، لافتاً إلى أنهم "تحكموا في السياسة الأمنية وتفاصيل الوضع الأمني في اليمن".

ووفقاً للحوثي فإن واشنطن "استهدفت الشعب اليمني بالسيطرة على القرار السياسي وعلى العملية السياسية"، معتبراً أن "الأميركيين أداروا العملية السياسية في اليمن بما يساهم في صناعة وضع مأزوم".

وذكر الحوثي أن "الأميركيين أنشأوا علاقات مع مختلف القوى السياسية اليمنية لتتنافس هذه القوى بمن يتقرب إليها"، مشيراً إلى أن "حزب الإصلاح كان يستقوي بأميركا على المؤتمر وبالعكس".

وأضاف أن "الأميركيين سعوا للسيطرة على الخطاب الديني والمساجد وعمموا عليها خطاباً معيناً"، مضيفاً أنه "وصل الحد بالأميركيين إلى محاربة القرآن وحذف نصوص منه في المناهج المدرسية".

الحوثي شدد على أنهم "عملوا على السيطرة على الإعلام في اليمن بدءاً بالإعلام الرسمي"، متابعاً: "كما سعوا للسيطرة على الاقتصاد اليمني وهذا كان واضحاً في السياسات الاقتصادية للنظام".

وقال الحوثي إن "المعتوه بومبيو" قدم تصنيفه لأنصار الله بعنوان "منظمة إرهابية"، لكن في الواقع "أنصار الله" ليس منظمة، بل "أمة وجماهير"، مؤكداً أن "عنوان أنصار الله هو عنوان قرآني يعبر عن الاستجابة العملية لتوجيهات الله وليس إسماً لمنظمة أو حزب".

وأردف أن مسمى "الحوثيين" ليس تسمية نطلقها على نفسنا بل يسميها لنا الأعداء وبعض الأصدقاء ونحن لا نريدها لأنها نسبة إلى مدينة "حوث" ومشروعنا ليس محصوراً في مدينة بل مسيرة قرآنية.

الحوثي قال إن مشروع "أنصار الله" يرسم مسارات محددة وواضحة للنهضة بالأمة في مختلف المجالات وتحول التهديد إلى فرصة سياسياً واقتصادياً وإعلامياً وغيرها"، معتبراً أن "الصرخة التي أطلقها الشهيد القائد" (حسين بدر الدين الحوثي) فضحت أكذوبة "الديمقراطية الأميركية"، حيث أن "الأميركيين لم يحتملوا حتى الهتاف في وجههم".

الحوثي: وجود ملايين النازحين في مأرب كذبة كبيرة
وأردف السيد الحوثي أن "العدو أطلق من مأرب عمليات عسكرية باتجاه صنعاء والبيضاء والجوف وهي جبهة عسكرية أساسية لهم وما أزعجهم هو المن الإلهي على شعبنا بالانتصارات".

ورأى الحوثي أنه "عندما نحقق الانتصارات الميدانية يعبر الأميركيون عن قلقهم ويطالبون بوقف التقدم، ويعبر المبعوث الأممي عن قلقه وهو لا يقلق إلا في مثل هذه الحالات".

وتابع: "الأمم المتحدة والأميركيون والأوروبيون ودول الخليج لا يعبرون عن قلقهم عندما يقتل شعبنا بالقنابل الأميركية بالطائرات البريطانية والسلاح الأوروبي".

ولفت الحوثي إلى أن "وجود ملايين النازحين في مأرب كذبة كبيرة هناك عدد من مخيمات النازحين يهمنا أمرهم وليسوا في إطار الاستهداف"، قائلاً إن "معسكرات المقاتلين ليست مخيمات للنازحين ومشكلة مأرب كباقي الجبهات التي فتحها تحالف العدوان وتحرك بجيوشه ومرتزقته فيها".

وفي السياق، أكد الحوثي "مواصلته في دعم القضية الفلسطينية إنساناً وأرضاً ومقدسات كمبدأ ديني وحق إنساني وواجب أخلاقي"، مستنكراً "التطبيع مع العدو الإسرائيلي من قبل بعض الدول والأنظمة العربية".

الحوثي: حزب الله حقق انتصاراً عظيماً
وفي السياق، أكد قائد "أنصار الله" أن انتصار حزب الله على العدو الإسرائيلي عام 2000 "انتصاراً عظيماً للأمة كلها وله تأثير على واقع الأمة وإحياء الأمل في الأمة".

واعتبر الحوثي أن "الأعداء أدركوا أهمية انتصار حزب الله في لبنان فتحركوا لتفادي ذلك وتثبيت سيطرتهم على بلدان أمتنا الأخرى"، قائلاً إن "أعداء الأمة سعوا لصنع حاجز نفسي وثقافي تجاه نموذج حزب الله الذي يمثل حالة مقاومة شعبية تتمكن من الانتصار وتحقيق الاستقلال والحرية".

كذلك، اعتبر الحوثي أن "الأميركيين والصهاينة يريدون أن تبقى أمتنا في وضعية هشة ومستسلمة وبيئة مفتوحة لمؤامراتهم دون عوائق"، لافتاً إلى أنه "حاول الأعداء ربط الأمة الإسلامية بنموذج آخر هو النموذج التكفيري الفتنوي".

وأكد الحوثي أن "أعداء الأمة سعوا إلى بعثرتها من الداخل عبر الفتن الطائفية لتحويل بوصلة العداء من أميركا والعدو الإسرائيلي إلى الداخل الإسلامي".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]