في اذار المرأة اغتصبت فتاة بالرغم من اعاقتها وانتهكت كرامتها وحرمتها، على يد مجموعة من المجرمين في احدى البلدات العربية بالجليل، تناوبوا على هذا الفعل القذر دون رحمة او ضمير رادع، الشرطة حققت بالقضية واعتقلت الشبان وجمعيات نسوية نددت واستنكرت واستعرت مواقع التواصل الاجتماعي بموجة من الغضب الاشمئزاز والاستياء ولكن هذه الجريمة تتكرر يوميا، منها من يكشف عنه ومنها من يبقى مستورا تحت عباءة مجتمع آثر الانتهاك المقزز على يد عديمو الرحمة على الفضيحة المشرفة التي تكشف عن هؤلاء المجرمين وتنادي بإنزال اشد العقوبات عليهم ليكونوا درسا لمن تسول له نفسه ان يتبع نهجهم.

مجتمع يربي الذكور ليفعلوا ما ارادوا دون رادع

الناشطة النسوية والاجتماعية سماح سلايمة عقب قائلة ل "بكرا": ان الاوان ان نسمي الامور بمسمياتها. ما حصل في احدى القرى في الشمال مع الفتاة الضحية هو جريمة بشعة وليست حادثة. اسمها اغتصاب جماعي وليست اعتداء وتحرش، اسمها المجني عليها وليست فتاة مجهولة.

وتابعت: هذه جريمة اغتصاب ممنهجة ومخطط لها من قبل شبان فوق الجيل القانوني ولذلك عليهمُ تحمل مسؤولية افعالهم وعلى منظومة القضاء معاقبتهم وتحمل المسؤولية كاملة ليتم اقتصاص العدل لهذه الضحية المسكينة.

وأضافت سلايمة: جريمة الاغتصاب التي مزقت قلوب الالاف هي صفعة على وجهه مجتمعنا العربي الذي يتغنى بأنه محافظ وتقليدي ولا ينتهك حرمات البيوت واجساد النساء، بينما هو مجتمع يربي الذكور ليفعلوا ما ارادوا دون رادع، ليتحكموا بأجساد النساء ويعتبرون اجساد الفتيات وكرامتهن أداه لتفريغ الغرائز الجنسية دون حسيب او رقيب. هذا المجتمع الذي يخرج الى العالم مجرمين ذكور ويسكت عن الاخ الذي يصفع اخته ويضربها لأنه يخاف على شرفها، والمجتمع الذي ينافق فيه الرجال بين اقوالهم وافعالهم. سيبكي الرجال هذه الفتاه ويطالبون بإيقاع أقسى العقوبة على المغتصبين بينما يساهم معظمهم في تشويه وقذف النساء والفتيات واتهامهن بالانحلال الأخلاقي اذا تحدثن/لبسن/ او خرجن عن الطاعة للذكور.
ونوهت: سيحاسب المجرمين قضائيا، ولكن من سيحاسب كل الذكوريين في المجتمع؟ وماذا سنفعل مع مشاريع المتحرشين المغتصبين والعنيفين اللذين يكبرون بيننا ويتغذون من رسائلنا المزدوجة ومعايير الاخلاق المشوهة التي نبثها لهم. لهذا لا بد ان نكمل مسيرة التحرر من الذكورية والعنف والتسلح لينهض شعبنا وينتفض ضد كل هذه الآفات والطفرات العنيفة التي تطور نفسها دون توقف.


بكاء النساء في عيد النساء، سخرية القدر تتجلى في مجتمعنا

المحاضرة د. ورود جيوسي بدورها قالت ل "بكرا": بكاء النساء في عيد النساء، سخرية القدر تتجلى في مجتمعنا الفلسطيني الضائع حينما يحتفلون بيوم المرأة ثم يغتصبونها، يقتلونها، يقتلون بناتها وابناءها. في الامس تم اغتصاب وتعذيب فتاة لا حول لها ولا قوة للتصدي للمجرمين ذوي الغرائز الحيوانية. بماذا فكروا وكيف سمحوا لأنفسهم الحقيرة فعل ما فعلوا. وفي الامس يقتل فتى في ريعان شبابه، كل ذنبه انه ولد بمجتمع ضائع. حال امه لا يعلمها الا الله.

وتابعت: عنف وبكاء النساء. هذا أصبح حالنا اليومي. المشكلة اننا نرفض هذا الحال، ولكننا لا ننجح في قمعه. لكن في هذه اللحظات اسال نفسي: اليس لهؤلاء المجرمين أمهات؟ هال امهاتهن يعين ما يجري. هل لم ترب هذه الأمهات هؤلاء المجرمين؟ لقد تزعزعت ثقتي بنفسي وثقتي بشعبي وثقتي ببعض نساء شعبي.

وناشدت د. جيوسي نساء المجتمع العربي وقالت: يا نساء شعبي، كافحن وناضلن من اجل مستقبل أفضل. لا تعتمدن على أحد. لن يغير حالنا الا نحن النساء. لم اعد أؤمن بالمظاهرات ولا بالشعارات على المنصات وعلى وجه الشاشات.

هذه الوحشية والتدهور نحو الحضيض من القيم تحتم علينا ان نكون أكثر وعيا

وتحدثت نائلة تلس محاجنة محاضرة في أكاديمية القاسمي بقسم التربية الخاصة متخصصة في عسر اللغة والعسر التعلمي عن اهمية توعية ذوي الاعاقة والاحتياجات الخاصة في مجال الحماية الذاتية وقالت: هذه الوحشية والتدهور نحو الحضيض من القيم تحتم علينا ان نكون أكثر وعيا وأكثر مسؤولية تجاه ابناءنا وبناتنا عامة وتجاه ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل خاص. هذا التعرض السافر للقيم يملي علينا ان نتبنى خطط ومنهجية عمل تربوية تساهم في توعية هذه الفئة للمخاطر التي قد يتعرضون اليها في خضم هذه الحياة القاسية. وكجزء من مهارات الاستقلالية هو توعية هذه الفئة في مهارات الوعي الذاتي والحماية الذاتية وكيفية التعامل مع المواقف المختلفة بالذات حين يكون الامر متعلق بالتعامل مع الاغراب او لاي اختراقات او تعرض لخصوصيات حدود الجسم والملكية الذاتية، من خلال تنمية مفاهيم المدافعة الذاتية والوعي الذاتي والتمكين الذاتي.

وتابعت: من المهم جدا ان تكون هذه الخطط والمنهجية التربوية بالتنسيق مع اولياء الامور والعمل المشترك على اسس توعوية لكل من الاهل والطلاب في تطوير هذه المهارات وهنا يأتي دور المستشارين والمعالجين الوظيفيين والطب المساند في تطوير مهارات المرافعة والمدافعة الذاتية من خلال عروض ارشادية ومناقشة حالات ومحاكاة التي تمنح الاطراف التمثيل للحالة وكيفية التعامل معها وتطوير طرق وحلول مناسبة اذا ما تعرض اي فرد لحالة مشابهة كطرق وقاية تمنح ابناءنا واهاليهم التمكين المناسب لمواجهة المخاطر المحتملة.

وأشارت قائلة: من جهة اخرى علينا ايضا ان نكون بمستوى المسؤولية كمجتمع وتوعية جميع افراده بالتحلي بالقيم الاخلاقية تجاه هذه الفئة المستضعفة حتى نكون مجتمع يحتوي جميع افراده وينبذ الظلم والعنف.

الناشطة النسوية نبيلة اسبنيولي قالت بدورها: هذا أكبر دليل اننا بعيدين كل البعد عن الاحتفال بيوم المرأة كيوم عيد للمرأة انه يوم نضالي لنراجع انفسنا الى اين وصلنا وما هي التحديات امامنا والتحديات كثيرة فاكثر الفقراء ما زالت المرأة واول المعطلات عن العمل مرأة، والنساء هن اكثر المتضررات من الكورونا وتبعيتها والنساء ما زلنا يعبرن عن شعورهم بعدم الامان في البيت مكان العمل الشارع، فهن يعانين من العنف الجنسي الجسدي النفسي الاقتصادي والاجتماعي، والنساء مع اعاقة يعانين من هذا بشكل مضاعف.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]