يبدو أنّ التفجير الذي أصاب السفينة الإسرائيلية، الأسبوع الماضي، نتيجة استهدافها في الخليج الفارسي، قد أبرز، بشكل ملفت، الخلافات القائمة في وجهات النظر بين رئاسة الموساد وقيادة الجيش الإسرائيلي بما يتعلق بالمواضيع العملانية والاستراتيجية، كما أفاد موقع "واينت" العبري.

ويعود سبب هذه الخلافات التي برزت، في الآونة الأخيرة، بين رئيس الموساد، يوسي كوهن، ورئيس الأركان، أفيف كوخافي، الى مسألة طريقة الردّ على إيران التي تشير إليها أصابع الاتهام باستهداف السفينة المذكورة، حيث يطالب كوهن بردّ قوي وجريء، بينما يؤيد كوخافي ردًا "أكثر اعتدالا"، ويبدو أن هذا الرد قد تم تنفيذه عندما هاجمت إسرائيل، وفق تقارير أجنبية، معسكرات تدريب إيرانية قرب دمشق.

وذكر الموقع أنّ الصراع على القيادة ورسم السياسة العملانية في مواجهة إيران الذي يدور بين رئيس الموساد ورئيس الأركان تم الكشف عنه بعد أنّ أبدى كوهن معارضته لخطاب كوخافي الذي أعرب فيه الأخير عن معارضته لأي اتفاقية مع إيران.

يقوم الموساد بنشاط سريّ، يهدف الى المتابعة الاستخباراتية وإحباط مخططات السلاح النووي الإيراني. وكذلك يساهم بشكل هام في إحباط جهود تعاظم قوة إيران وفي إحباط "النشاط الإرهابي" الموجّه ضد إسرائيل، على حدّ ما جاء في "واينت". كما أنّ الشاباك يتركز عمله، بالإضافة الى إحباط الإرهاب في إسرائيل والمناطق المحتلة، في تأمين المنشآت والمعلومات في البلاد أيضًا.

ويتلقى الموساد والشاباك المعلومات والاستخبارات الضرورية لعملياتهما من وحدة الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي (أمان)، علمًا أنّ الشائع هو الاعتقاد بأن الموساد هو المسؤول الوحيد عن جمع المعلومات الاستخباراتية وعمليات الإحباط والاغتيال في الأماكن البعيدة، مثل إيران. وهذا ينطبق على العلاقات السياسية والعسكرية غير الرسمية مع المسؤولين في دول الخليج.

ومن الناحية العملية، يشارك الجيش الإسرائيلي في العديد من عمليات المواجهة مع إيران في منطقتي الخليج الفارسي والبحر الأحمر (اليمن ومضيق باب المندب)، وفي رصد النشاط في المنشآت النووية العسكرية الإيرانية والنشاط البحري. كما يقيم الجيش الإسرائيلي اتصالات مع القيادة المركزية الأمريكية المسؤولة عن الشرق الأوسط، وكذلك مع الأسطول الأمريكي الخامس المتمركز في البحرين.

منع وإحباط تواجد ايران 

وأشار الموقع الى أنّ المعلومات الاستخبارية عالية الجودة التي تقدمها الاستخبارات العسكرية في الوقت الحقيقي هي بمثابة البنية التحتية الأساسية لعمليات الجيش الإسرائيلي (المعركة بين الحروب) والغرض من هذه العمليات هو منع وإحباط تواجد إيران وحلفائها (حزب الله والميليشيات الشيعية) في العراق وفي الدول المحيطة بإسرائيل، وبالذات لبنان وسوريا، بالإضافة الى مرتفعات الجولان وسيناء.

ويلجأ الجيش الإسرائيلي في عملياته المذكورة، عادة، الى التعتيم الإعلامي ولا يرد رسميًا عندما تنشر معلومات من مصادر عربية أو إيرانية أو أجنبية أخرى عن عملية عسكرية ما تُنسب إلى إسرائيل، ناهيك عن أنّ جزءًا كبيرًا من العمليات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي تبقى في طيّ الكتمان ولا تصل الى وسائل الإعلام أطلاقًا. بيد أنّ هناك عمليات يتم نشر بعض تفاصيلها في كثير من الأحيان، مثل "العمليات الموضعيّة" التي تقوم بها طائرات القوات الجوية الإسرائيلية أو الوحدات الأرضية التابعة للجيش الإسرائيلي وتلحق أضرارًا مادية بالأملاك الإيرانية أو تصيب الأشخاص المستهدفين، حيث من الصعب إخفاء مثل هذه العمليات.

وأشار موقع "واينت" الى أنّ هذا النمط من العمل قد بدأ منذ عام 2013، عندما بدأ الجيش الإسرائيلي بشنّ غارات عبر سلاح الجو على سوريا ولبنان من أجل وقف شحنات الأسلحة من إيران عبر سوريا إلى لبنان. ويبدو أنّه على هذه الخلفية، يجري الصراع وراء الكواليس بين رئيس الموساد ورئيس الأركان الذي يُعزى له نجاح الجيش الإسرائيلي في ردع الإيرانيين، أكثر من نجاح الموساد في تأخير التقدم في البرنامج النووي الإيراني.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]