أجرت صحيفة "غلوبس" العبرية مقابلة مع رجل الأعمال الإماراتي الثريّ، سلطان أحمد بن سليم (65 عامًا)، وهو الرئيس التنفيذي لشركة موانئ دبي العالمية (DP World) التي تشغل 78 ميناء في أنحاء العالم وتتنافس على شراء شركة ميناء حيفا. وأكد بن سليم للصحيفة عبر مكالمة فيديو من بيته في دبي أنّ هذه المنافسة هي فقط البداية لسلسلة مشاريع محتملة في إسرائيل.
وكشف خلال المقابلة الصحفية أنّ مجموعته اقترحت على إسرائيل تنفيذ تجارب على شبكة المواصلات السريعة التي تقوم بتطوريها مع مجموعة أخرى. كما كشف أنه معنيّ بفحص إمكانية تطوير مناطق صناعية ومناطق تجارة حرّة، مثل المنطقة القائمة في إيلات، لغرض الأنشطة التجارية للشركات العاملة في دبي.
ويعتقد بن سليم بأن إسرائيل يمكن أن تصبح مركزًا لوجستيًا للشرق الأوسط برمته، وذلك بفضل موقعها الاستراتيجي وبنيتها التحتية التكنولوجية ونظامها القضائي المستقر، على حدّ قوله.
وأشارت الصحيفة الى أنّ بن سليم معروف في دبي منذ سنوات بأنه رجل أعمال نشط وهو الذي يقف من وراء مشروع الجزيرة الاصطناعية وتطوير منطقة جبل علي للتجارة الحرة في دبي. كما يعتبر بن سليم من المقربين لوليّ عهد أمارة دبي محمد بن زايد.
وأكدت الصحيفة أنّ علاقة بن سليم مع إسرائيل بدأت منذ أكثر من عقد وتوثقت جدًا في السنوات الأخيرة، وقالت إنه قام بزيارة إسرائيل في سنة 2018 و2019 ومكث فيها مدّة ثلاثة أشهر في كل مرّة، حيث كانت ابنته تخضع للعلاج الطبي في إسرائيل، وكان سكن مع عائلته في جادة روتشيلد في تل أبيب. وقال للصحيفة إن مكوثه هنا غيّر نظرته لإسرائيل، إذ قال: "لقد خُدعنا من قبل الإعلام الزائف الذي كان ينشر معلومات غير صحيحة عن إسرائيل". وقال إنه عندما سكن في إسرائيل التقى مع العديد من الإسرائيليين ووجد أنهم يصرون على النجاح والابتكار، على حدّ زعمه.
انتقال السلطة في الولايات المتحدة
وحول سؤال فيما إذا كانت عملية التطبيع بين إسرائيل والإمارات ستتأثر بعد انتقال السلطة في أمريكا، قال إنه متفائل بالنسبة لمستقبل العلاقات مع إسرائيل دون علاقة من سيكون الرئيس الأمريكي.
وفي ردّ على سؤال آخر قال إنه تفاجأ من تدفق رجال الأعمال من إسرائيل الى الإمارات بعد توقيع الاتفاقيات، رغم أنه "كانت بيننا علاقات تجارية قبل الاتفاقيات". وأضاف: "عندما سكنت في إسرائيل فكرنا بعقد صفقات تجارية مع إسرائيل عن طريق قبرص، ولكن حينها تم توقيع الاتفاقيات فوصل رجال الأعمال الإسرائيليون إلينا في دبي مباشرة".
وادعى في سياق المقابلة أن هناك فرقًا واحدًا بين إسرائيل والإمارات وهو أنّ "الناس في إسرائيل يهتمون جدًا بالسياسة، بينما نحن فإن السياسة لا تعنينا. الناس عندنا يبدأون بقراءة الصحيفة من القسم الاقتصادي".
يذكر أنّ المقابلة مع بن سليم جاءت على خلفية انضمام غرفة التجارة الإسرائيلية إلى مبادرة جواز السفر اللوجستي العالمي WLP، وهي مبادرة أعلن عنها حاكم دبي في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس عام 2019. وفي هذا السياق قال بن سليم: "أنا مهتم جدًا بإمكانية نقل البضائع عن طريق البحر من موانئنا في أوروبا إلى حيفا أو أشدود ومن هناك إلى الإمارات العربية المتحدة عبر الأردن والعراق، فالمسافة بين أشدود وبغداد لا تتعدّى الـ 1000 كم، ومن بغداد إلى البصرة 600 كم أخرى، بينما المسافة عن طريق البحر تتراوح بين 5-6 آلاف كم"، معتبرًا إسرائيل بمثابة البوابة إلى أوروبا، مشيرًا الى أنّه يمكنها أن تصبح مركزًا لوجستيًا ممتازًا للشحنات ذات القيمة النقدية العالية والوزن المنخفض، والتي تصل إلى وجهتها في وقت قصير.
[email protected]
أضف تعليق