كشف تحقيق صحفي أن عددًا غير قليل من المرضى الذين توفوا في أقسام الكورونا بالمستشفيات لم تكن وفاتهم نتيجة مباشرة لفيروس الكورونا، إنما بسبب إهمال وإخفاقات وزارة الصحة والمستشفيات. وتحدّث التحقيق عن سلسلة طويلة من الإخفاقات، استنادًا الى شهادات وشكاوى من أطباء كبار ومديري مستشفيات وعشرات من أبناء عائلات المرضى الذين ماتوا في أقسام الكورونا في الأشهر الأخيرة. 

ويظهر من الشهادات أنّ رقود مرضى الكورونا في المستشفيات غير منظم بتاتًا، حيث أنّ توزيع المرضى في المستشفيات يتم بشكل عشوائي، ويحدث أحيانًا وجود عدد كبير من مرضى يعانون حالات حرجة في مستشفى ما أكبر من قدرة الطاقم الطبي، بينما في مستشفى آخر يوجد عدد قليل من المرضى. وحسب أقوال أطباء كبار ومديري مستشفيات فإن هذا الأمر يعتبر من أصعب المشاكل في علاج مرضى كورونا، ويؤثر بشكل يومي على العديد من المرضى ذوي الحالات الحرجة، والذين لا يتلقون رعاية جيدة وكافية ولا يحظون بالاهتمام التام لإنقاذ حياتهم.
ووفقًا لمعطيات وزارة الصحة، فإن الاكتظاظ والعبء الأكبر على أقسام كورونا يقع في مستشفيات القدس والشمال، بينما الاكتظاظ في بعض مستشفيات مركز البلاد وجنوبها أقل بكثير.

كما أظهر التحقيق إصابة بعض مرضى كورونا بالبكتيريا القاتلة في المستشفى، نتيجة عدم التزام الطاقم الطبي بالقواعد الاحترازية لمنع انتقال العدوى للمرضى. كما حصلت حالات وفاة للمرضى الموصولين بجهاز التنفس نتيجة أخطاء قاسية في تشغيل جهاز التنفس أو فشل في المراقبة، وذلك لأنه في بعض أقسام العناية المركزة لمرضى كورونا تعمل ممرضات لا يمتلكن المهارة الكافية في التعامل مع أجهزة التنفس. وجاء في التحقيق أنّ هناك أيضًا حالات حدثت فيها أخطاء جسيمة بما يتعلق بالرعاية الطبية غير متعلقة بمرض الكورونا، مثل التأخير القاتل في إجراء عمليات الإنعاش للمريض، والعلاجات الخاطئة بالأدوية، بالإضافة الى الفشل في علاج مرضى كورونا الذين يعانون من أمراض سابقة مثل مرضى القلب أو مرضى السكري.

ويؤكد التحقيق أن العديد من أبناء عائلات مرضى توفوا في أجنحة كورونا أفادوا أن بعض المرضى توفوا نتيجة الإهمال لأن الممرضات في أقسام كورونا لا يتواجدن داخل القسم إلا قليلا، وفي أغلب الأحيان يشاهدن المرضى من خلال استخدام كاميرات من غرفة التحكم، حيث يبقى المرضى بمفردهم لعدة ساعات وقد لا يتمكن البعض دائمًا من طلب المساعدة، وحتى عندما يتم ذلك فإن المساعدة لا تصل دائمًا في الوقت المناسب، علمًا أن التأخير في تقديم العلاج لمريض بحالة حرجة قد يكلفه حياته.

وتجدر الإشارة الى أن معطيات مرض كورونا تشير الى تفاقم الوضع مع مرور الأيام، سواء من ناحية عدد المرضى المتزايد والاكتظاظ في أقسام كورونا في المستشفيات، خاصة المرضى الذين يعانون حالات حرجة أو في عدد الوفيات.
وفي آخر تحديث لوزارة الصحة، تم تشخيص 8174 حالة إضافية لمرض كورونا في جميع أنحاء البلاد يوم أمس الأربعاء، وبذلك ارتفع عدد المرضى الإيجابيين إلى أكثر من 82 ألف مريض، من بينهم 1132 في حالة حرجة. ويبلغ عدد الموصولين بأجهزة التنفس 317 مصابًا بكورونا، علمًا أن أقسام الكورونا في جميع المستشفيات تعاني اكتظاظًا شديدًا، وبعضها أغلق بوابات أقسام الكورونا لعدم تمكنها من استقبال المزيد من المرضى، وقد بلغ عدد الوفيات 4179 بينهم 29 يوم أمس.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]