50% من الشبان والشابات في المجتمع العربي من جيل 18 وحتى 25 عاما لا يعملون، معطيات يجب ان تؤخذ بعين الاعتبار حين البدء ببلورة خطة محكمة لمحاربة الجريمة والعنف وتطبيقها لتشمل خلق أماكن عمل لهذه الفئة لإبعادها عن الفساد والضلالة واتباع خط الجريمة والانحدار نحو الهاوية.

ليست الشرطة مسؤولة عن تربية اولادنا داخل بيوتنا

ناريمان أبو احمد ناشطة اجتماعية قالت بدورها حول هذه الظواهر: لقد لوحظ في السنوات الاخيرة خاصة في المجتمع العربي انتشار كلمة عنف حتى انها أصبحت من الكلمات الاكثر تداولا في وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي والأحاديث اليومية، وأصبحنا نصحوا كل يوم على أكثر من خبر قتل او اطلاق رصاص حتى الاطفال في الحضانات لم يسلموا من العنف.
وتابعت: المشكلة ليست في وجود العنف بحد ذاته، انما بوجود الانسان واتساع مساحات ممارسة العنف وازدياد جرائم العنف. إذا سألت متى تبدأ تربية الطفل؟؟ اغلب الاجابات ستكون عند ولادة الطفل والاصح ان تربية الطفل تبدأ قبل ان يولد أي انه على الاهل ان يكونوا مؤهلين لتربية ابنائهم.
ونوهت: للأسف يظهر من خلال مجتمعنا ان الاهل لا يملكون الوقت لتربية أبنائهم أصبحت الحياة أكثر مادة دون وعي او اخلاق او توعية للتصدي للعنف المتفشي والمنتشر بكافة انواعه. لا ننكر تقاعس الحكومة والشرطة في جمع السلاح، لكن هذا لا يعطي الاهل حجة لإهمال أولادهم، ليست الشرطة مسؤولة عن تربية اولادنا داخل بيوتنا هذا من مسؤولية الاهل وفقط الاهل، والأمر يحتاج الشفافية والوضوح والنوايا الطيبة ولا ننسى الحوار داخل بيوتنا مع اولادنا منذ الصغر.

عالم الإجرام لطالما استقطب مجموعة من الشباب التي تريد "عمل"

الناشط الاجتماعي امير بشارات قال بدوره ل "بكرا": عالم الإجرام لطالما استقطب مجموعة من الشباب التي تريد "عمل" مربح أكثر بأقل وقت، ورأت في الإجرام مكان عمل مناسب بعيدًا عن الجهد والاجتهاد. ولكن هناك عوامل نفسية لهذه الظاهرة واجتماعية سببها انعدام أطر شبابية في البلدات العربية، ابتعاد الأحزاب عن الجمهور والشارع والرغبة بالرجولة المزيفة في جيل مبكر.
وتابع: لهذا نرى هبوط في نسبة الأكاديميين الشباب، مقابل ارتفاع في نسبة الأكاديميات النساء. هذه الإحصائيات تؤثر بشكل مباشر على سوق العمل في المجتمع العربي، أضف الى ذلك عدم وجود خطة وزارية لزيادة اماكن العمل في بلداتنا العربية (مثل بناء مناطق تشغيل) وعدم ملائمة الخطة الموجودة لانخراط أكاديميين في سوق العمل للأكاديميات والأكاديميين العرب.

لفقدانها الأمل بدأت تبحث عن الربح المالي السريع دون اي اعتبار لأخلاقيات

اما المختص والناشط الاجتماعي والخبير الاقتصادي هاني نجم فقال: مجتمعنا شاب وغالبيته تحت سن ال 30، الكثافة السكانية تزيد والضغط السكاني يؤدي الى تدهور اقتصادي واجتماعي ويزيد من التوتر بين الناس وهذ العملية مستمرة دون حلول ودون أمل.
وأضاف قائلا: للأسف جزء كبير من الشباب فقدت الأمل ولا تجد برامج او استراتيجيات او خطط عمليه يمكنها ان تعالج ما يحدث ليعطيها املا في حياة كريمة طيبة تشمل امتلاك منزل وبناء عائله، مجموعة كبيرة منها فقدت الأمل بالتعلم او العمل ولم تعد تراهم وسيله لتضمن لهم الصمود امام مصاريف استهلاكية مغرية لحياة يرغبونها.
ونوه: للأسف جزء من هذه المجموعات فقدت قيما اجتماعيه شخصية ونفسية هامة مثل القناعة الذاتية ومفاهيم السعادة واهمية التمييز بين الحلال والحرام واهمية تفعيل منظومة الضمير الشخصي في كل خطوه وغيرها من الادوات التي تضمن اتخاذ قرارات سليمة تحمي الشخص والمجتمع ولفقدانها الأمل بدأت تبحث عن الربح المالي السريع دون اي اعتبار لأخلاقيات او قيم فمنهم من توجه للأسواق غير المشروعة ومنهم من يعمل اجيرا ليشارك في عمليات اجرامية واخر يشارك في توزيع مواد غير مشروعه معتقدين ان هذا سيضمن لهم حياة كريمة فيها المال السريع وفيها امكانيات الصرف والبذخ والعيش بسعادة، وقد نسوا ان هذه الطريق نهايتها دمار ذاتي عائلي ومجتمعي وخساره حقيقية للدنيا وللأخرة وان من يدخل هذه الطرق مهما اعتقد بداية انه وجد طريق السعادة سيكتشف ان هذه بداية نهاية حياة طبيعية كباقي الناس سيدرك انه مهدد دائما وانه اصبح عنصرا سلبيا بين الناس وانه جلب الحزن والخوف لأمه ابيه وعائلته وانه خسر رضى الله ومحبة المجتمع .
وختاما قال: يجب ان نبني أملا لكل الشباب في عيش كريم نعم يجب بناء خطط حقيقيه للنهوض بكل الشباب التي سقطت في حفرة الاغراءات ونعم يجب ان نعزز من اهمية القيم التربوية والأخلاقية في حياة بناتنا وابنائنا لإنقاذهم من خطر طرق اصعب بكثير من كثافة سكانية او ازمة ماليه.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]