تحدث مراسلنا في لقاء خاص بموقع بكرا مع المحلل السياسي المغربي عبد الرحيم المنار السليمي رئيس المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني حول العلاقات الإسرائيلية المغربية والانباء التي تحدثت عن إمكانية زيارة الملك المغربي محمد السادس لإسرائيل بناءا على دعوة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واجتماعه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله.

وفيما يلي اهم ما جاء في اللقاء:

س: هناك انباء تتحدث عن زيارة الملك المغربي محمد السادس لإسرائيل والاجتماع بالرئيس الفلسطيني محمود عباس هل هناك تأكيد لذلك؟

هذا الخبر ما زال ليس مؤكدا , نحن نعتمد على وزارة الخارجية او على بيانات الديوان الملكي, ولكن دعني أوضح بان المغرب خلال الأسابيع الماضية كان هناك تواصل كبير مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس , لا ننسى ان الملك محمد السادس هو رئيس لجنة القدس , ومن يعود الى التاريخ يجد ان المغرب لعب في محطات مختلفة دورا أساسيا على مستوى محاولة حل القضية الفلسطينية , المغرب كان دائما يتشبث في حل الدولتين كما جاء في العديد من القمم العربية, واتوقع ان المغرب اليوم بعد التحولات التي حدثت خلال الأسابيع الماضية أتوقع ان يلعب دورا جديدا على مستوى حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

, فالحديث عن ان هناك لقاءات او زيارة ملكية هي مسألة ليس مؤكدة ولكن هناك قضية مؤكدة وهي الدعوة لاجتماع لجنة القدس قريبا , خاصة بعد ان اصبحت الظروف مواتية لذلك, المغرب الان له دور اخر سيلعبه على مستوى محاولة البحث عن حل للقضية الفلسطينية.

س: لماذا لم يكن التطبيع بين إسرائيل والمغرب مفاجئا؟

نحن في المغرب لا نستعمل مصطلح "التطبيع" نحن نعتبره مصطلح شرق اوسطي , من يعود للتاريخ يجد ان المغرب له خصوصية في علاقاته باليهود المغاربة الموجودون داخل إسرائيل , المغرب هو الدولة الوحيدة في العالم التي لها مليون يهودي مغربي موجودين داخل إسرائيل وداخل مركز القرار, الكثيرون لا يدركون ان الامر لا يتعلق بالتطبيع لان العلاقات ظلت موجودة , كان هناك مكتب في الرباط ونتيجة موقف معين اغلق المغرب هذا المكتب الذي كان دوما في الدفاع عن القضية الفلسطينية , نحن نتحدث عن أعادة للعلاقات , وعندما نتحدث عن "الملاّح" فهو اللقب الذي كان وما زال يطلق على الحي اليهودي بالمدن المغربية العتيقة وكل المغاربة يعرفون هذا اللقب بحيث كانت هناك علاقات عائلية مع هذا الحي. فمثلا المرأة اليهودية كانت تترك طفلها عند المرأة المغربية المسلمة وترضعه لذا كانت هناك علاقة خصوصية لا يعرفها الكثيرون , لذا المغرب سيفيد كثيرا القضية الفلسطينية عن طريق علاقته باليهود المغاربة الموجودين في إسرائيل, هذه المسالة يجب توظيفها لان العلاقات لم تتوقف ويجب ان نتذكر وهنا اعطي مثال عندما استقبل الملك محمد الحسن الثاني شمعون بيرس عام 1986 وكان الهدف هو التمسك بحل القضية الفلسطينية وان المغرب لن يتخلى عن مدينة القدس.

س: "التطبيع" بين المغرب وإسرائيل: كيف يختلف عن غيره ؟

لا يمكن ان نقارن العلاقات المغربية الإسرائيلية مع العلاقات الإسرائيلية الإماراتية او البحرينية لماذا؟ لخصوصية وجود اليهود المغاربة , شاهدنا في استقبال الملك محمد السادس لجاريد كوشنر، صهر الرئيس دونالد ترامب وكبير مستشاريه ومائير بن شبات مستشار الأمن القومي الإسرائيلي الذي هو مغربي كيف تحدث الأخير باللغة المغربية وكيف قدم الولاء للملك محمد السادس كونه يهودي مغربي, والكثير من اليهود المغاربة ما زالوا يزورون حي الملاح , هذا النوع من الخصوصية غير موجود مع دول أخرى لا مع الامارات ولا البحرين.

اذن التركيز الان على الدور الذي يمكن ان يلعبه المغرب لصالح القضية الفلسطينية انطلاقا من هذه الخصوصية.

س: من الرابح من عملية التطبيع هذه المغرب ام إسرائيل؟

العلاقات الدولية مبنية على المصالح , المغرب وإسرائيل كلاهما ربحا , إسرائيل ربحت لان هناك مليون يهودي مغربي سوف يتمكنون من زيارة إلمغرب بسهولة , والمغرب ربح على مستوى جاليته التي ستعود بسهولة , كما سيربح على مستوى الاقتصاد وسيربح أيضا على مستوى السياسة الخارجية وقدرته على لعب دور على مستوى القضية الفلسطينية في مسالة المفاوضات الممكنة بين إسرائيل والفلسطينيين.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]