في تلخيص للدكتور رمزي حلبي الخبير الاقتصادي عبر "بكرا" للعام الحالي عام 2020 الذي شهد أزمات اقتصادية ضخمة بسبب وباء كورونا بدأ حديثه ل "بكرا" قائلا: وباء الكورونا اثر بشكل سلبي على العالم ونرى حالات من الذعر والضغوطات النفسية التي ارتفعت وكثيرا من الناس لم يتفهموا كيف حصل ذلك في عصر التكنولوجيا والتطور العلمي واصبح هناك نوع من الخوف والغضب وعدم ثقة بالأجهزة الصحية والسياسية الى جانب التفكير بان البشر هم من قاموا بهذا الضرر للكرة الأرضية وهم الان امام محاسبة وقد عدنا الى وباء حدث بالماضي واحد افرازات هذا الوضع من الناحية الاقتصادية هو التفكير اكثر بالمساواة الاجتماعية وفي الاشتراكية بدل الرأسمالية التي طغت على العالم وان نركض ونهتم بجمع الأموال.
وتابع قائلا: على مستوى العالم مع نهاية العام 2020 نرى ان هناك تراجع في النمو الاقتصادي العالمي بنسبة حوالي 5.2% وحدث انه اصبح هناك فجوات وفروقات كبيرة بين الاقتصاد التقليدي وبين الاقتصادي الجديد التكنولوجي، الهوة بين نوعي الاقتصاد تغيرت وأصبحت حياتنا رقمية واكثر مربوطة بالشبكات الاجتماعية، واذا تحدثنا عن ظاهرة الفقر عالميا نرى ان هناك ارتفاع حوالي 150 مليون فقير جديد في العالم أي ان ربع سكان القرى الأرضية تعيش على اقل من 3 دولارات يوميا ما يشير الى ان الكورونا سببت بارتفاع نسبة الفقر والفجوات بين الفقراء والاغنياء عالميا.
ركود اقتصادي
ونوه: على مستوى الاقتصاد الإسرائيلي نرى ان الفجوات ازدادت بين الأغنياء والفقراء كما ان الاقتصاد الأمريكي تراجع انتاجه الثلث حوالي 33% تراجع في الإنتاج الأمريكي والعجز في أمريكا يساوي الإنتاج وهناك تراجع بنسبة 40% بالنمو في أوروبا وفي إسرائيل حوالي 30%، اذ دخلت إسرائيل الى وضع من الركود الاقتصادي والاستهلاك للفرد يهبط بحوالي 45% والاستثمار في البناء يهبط اكثر من 40% ما يشير الى ان الكورونا ضربت الاقتصاد العالمي والإسرائيلي بشكل قاسي.
وأضاف مشيرا: عودة الى الاقتصاد الإسرائيلي نرى ان الهبوط في الفعاليات الاقتصادية بعد الاغلاق الأول والثاني وهناك حديث عن اغلاق ثالث كانت ضربة قاسية، اليوم نتحدث عن نمو اقتصادي سلبي في إسرائيل، تراجع حوالي 7% في العام 2020 بالإنتاج، بينما معتادون ان يكون هناك نمو اقتصادي إيجابي اكثر من 3% نتحدث اليوم عن تراجع بنسبة 7% وحتى في العام القادم نتأمل ان يكون هناك تصحيح لما نتحدث عنه، ما يسمى التضخم المالي هو سلبي وهناك هبوط بالأسعار بدل الارتفاع بسبب تراجع في الاستهلاك و17% من البيوت في إسرائيل على الأقل 1% من المعيلين فقط بقي مكان عمله، لذلك هناك هبوط بين العائلات بين 16 وحتى 23% وحتى عندما حاولوا من خلال بنك إسرائيل تأجيل القروض كان لفترة قصيرة والبنوك لم تتعاون ولم تدعم الناس او تتساهل معهم.
هناك ارتفاع كبير في نسبة الديون الخارجية لإسرائيل إضافة الى ارتفاع في نسبة العاطلين عن العمل
وأوضح: إسرائيل مصنفة عالميا بان لديها تصنيف ائتماني عالي، بعد ان فحصت شركات عالمية اذا كانت إسرائيل ممكن ان تخفض تصريفها الائتماني عندها تكلفها القروض وسندات الدين وتجنيد أموال على مستوى العالم اكثر والسبب في ذلك هو عدم المصادقة على ميزانية الدولة للعام 2020 و2021 والعجز في الميزانية يتخطى ال 13% العلاقة الطردية ما بين الديون الخارجية والإنتاج يصل الى 80% بعد ان كان 60% هناك ارتفاع كبير في نسبة الديون الخارجية لإسرائيل إضافة الى ارتفاع في نسبة العاطلين عن العمل منهم حوالي 600 الف بدون دخل منظم وهذه الأمور تقول بان ما هو مطلوب الان لندخل لعام 2021 بشكل افضل هو المصادقة على الميزانية والدخول في إصلاحات في هيكل الاقتصاد الإسرائيلي وحل ازمة السكن ودعم المصالح بشكل واضح. حتى يكون العام القادم أفضل.
اما بالنسبة للمجتمع العربي فقال: المعطيات مقلقة والبطالة ترتفع بشكل كبير جدا، نحن نتحدث عن بطالة على المستوى القطري حوالي 25% وفي المجتمع العربي اكثر من ذلك بكثير بعد او وصلنا الى معطيات جيدة قبل الكورونا حيث ارتفعت نسبة النساء العربيات في سوق العمل الى حوالي 38% الرجال الذين كانوا يعملون حوالي 76% الان هناك تراجع أيضا بنسبة الدخول الى سوق العمل وأيضا في مستوى الأجور.
الاقتصاد الإسرائيلي هو اقتصاد متين وقوي لذلك ممكن ان ندخل العام القادم بوضع افضل ويكون نمو اقتصادي إيجابي بنسبة حوالي 3% ولكن حتى يحدث ذلك يجب ان يكون هناك بعض الخطوات أولا تطوير القوى البشرية وتغيير في مجالات العمل، والتسويق الديجيتالي وتشجيع المصالح بشكل ناجع وجيد ومساعدة من ناحية مادية وتسهيل كل موضوع القروض والصناديق الاجتماعية لتدعم المصالح، يجب ان يكون هناك استراتيجية جديدة مقابل جهاز البنوك بعد ان فقد المواطن ثقته بهذا الجهاز لانه لم يتساهل مع المواطن بالشكل الصحيح وإيجاد أماكن عمل في السلطات المحلية ومكاتب الحكومة للعمل بشكل انجع مقابل هذا الوباء ودعم القيادات الشعبية لتوجه هذا الامر، أتوقع انه في العام القادم مع بداية التطعيم وبداية اللقاح أتوقع ان يتعافى الاقتصاد الإسرائيلي في 2021 ولكن حتى نعود لوضع ما قبل الكورونا نحتاج بين 5-10 سنوات لان العشرة سنوات الأخيرة من النمو الاقتصادي في إسرائيل ضاعت في العام 2020.
[email protected]
أضف تعليق