يجتمع أعضاء الكلية الانتخابية (Electoral College)، اليوم ، الاثنين، 14 كانون الأول، بحسب ما هو منصوص عليه في الدستور الأميركي، للإدلاء بأصواتهم لاختيار الرئيس المقبل للولايات المتحدة.

وليس هناك وقتًا محددًا لاجتماع أعضاء الكلية الانتخابية.

وينص الدستور على أن يجتمع أعضاء هذه الهيئة في أول يوم اثنين بعد ثاني يوم أربعاء من شهر كانون الأول من العام الانتخابي، لاختيار الرئيس الأميركي الجديد بناء على تصويت ممثلي الولايات الأميركية.

ويحتاج مرشحو الرئاسة إلى الفوز بغالبية أصوات أعضاء الكلية الانتخابية (المجمع الانتخابي) وعددهم 538، أو 270 صوتًا لضمان الوصول إلى البيت الأبيض.

ومن خلال هذه الهيئة الانتخابية، يتم عد الأصوات التي يحصل عليها كل مرشح والتي لا تعبر عن إجمالي عدد الأصوات الشعبية للأميركيين.

وقد فاز المرشح الديمقراطي جو بايدن بـ 306 مقابل 232 للرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب.

ويعكس عدد أعضاء الكلية الانتخابية من كل ولاية، عدد المشرعين ممن يمثلونها في مجلس النواب بالكونغرس، الذي يضم 435 عضوًا، إلى جانب العضوين اللذين يمثلانها في مجلس الشيوخ وعددهم 100.

ولدى العاصمة واشنطن، التي لا تمثيل لها في الكونغرس، ثلاثة أعضاء في الكلية الانتخابية.

ويمكن أن تتجاوز الأصوات الشعبية التي يفوز بها مرشح رئاسي، الأصوات داخل الكلية الانتخابية.

وقد وصل خمسة رؤساء أميركيين إلى البيت الأبيض رغم عدم فوزهم بالأصوات الشعبية، بينهم الرئيسان الجمهوريان دونالد ترامب وجوج بوش الابن.

لكن هذه العملية الدستورية مختلفة هذا العام بالنظر إلى عدم اعتراف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بـ"الهزيمة" في الانتخابات وعدم اتصاله بخصمه الديمقراطي الذي أعلنت وسائل إعلام فوزه، جو بايدن، لتهنئته بحسب الأعراف.

وطعنت حملة ترامب في النتائج، التي تشير إلى فوز بايدن بـ306 أصوات في المجمع الانتخابي، بينما حصل هو على 232 صوتًا فقط.

والتصريحات الأخيرة لفريق ترامب القانوني تشير إلى رغبتهم في تغيير النتائج عن طريق المجالس التشريعية في الولايات الحاسمة التي يسيطر عليها الجمهوريون.

محامو الحملة، قالوا إن هذه المجالس يجب أن تستخدم سلطاتها لتعيين المندوبين في المجمع الذين يصوتون لترامب وليس بايدن عندما تجتمع تلك الهيئة الانتخابية في 14 ديسمبر.


لكن قضاة ومشرعين جمهوريين لم يتحمسوا كثيرا لتحقيق هذه الرغبة، بحسب صحيفة نيويورك تايمز، التي تتوقع أن يصوت غالبية أعضاء الكلية الانتخابية لصالح بايدن.

وأسقطت محاكم أميركية في الآونة الأخيرة غالبية الشكاوى التي قدمتها حملة ترامب، ورفضت المحكمة العليا دعوى قضائية رفعتها ولاية تكساس بدعم من ترامب سعيا لإلغاء نتائج الانتخابات في أربع ولايات.

تختار الأحزاب السياسية في الولايات مندوبيها (حقيقة الحزبين الديمقراطي والجمهوري)، وعادة ما يكونون من النشطاء السياسيين والمانحين والأشخاص الذين تربطهم علاقات وثيقة بالمرشحين، ما يعني أنهم في الغالب سوف يصوتون للمرشح الذي تعهدوا بدعمه.

وفي عام 2016، خالف سبعة مندوبون هذه القاعدة، لكن تصويتهم لم يكن مؤثرا.

ولا يجتمع مندوبو الولايات كافة في آن واحد. بعض الاجتماعات ستعقد صباحا وبعضها بعد الظهر، والمكان يختاره المجلس التشريعي للولاية، وغالبا ما يكون عاصمتها. والعديد من الولايات سوف تبث الحدث على الهواء مباشرة. ونيفادا هي الولاية الوحيدة التي سوف تعقد الاجتماع افتراضيا هذا العام.

ويدلي المندوبون بأصواتهم لاختيار الرئيس ونائب الرئيس عن طريق الاقتراع المكتوب. تطلب 33 ولاية، بالإضافة لمقاطعة كولومبيا (أي العاصمة واشنطن)، من المندوبين اختيار المرشح الحاصل على غالبية الأصوات الشعبية، لكن 17 ولاية أخرى لا "تلزم" مندوبيها بذلك، ما يعني أنهم يستطيعون التصويت وفق قناعاتهم.

وبعد التصويت، يتم الفرز، ويوقع المندوبون على الشهادات التي تظهر نتائج التصويت. وتُرسل الشهادات إلى نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، بصفته رئيس مجلس الشيوخ، ومكتب السجل الفيدرالي، والأمناء العامين للولايات (وزراء الدولة في كل ولاية)، ورؤساء قضاة محاكم المقاطعات.

وسوف يترأس بنس جلسة مشتركة للكونغرس، يوم السادس من شهر كانون الثاني 2021 المقبل في مجلس النواب، ويقوم بفتح شهادات النتائج المرسلة، بالترتيب الأبجدي للولايات ويقدمها إلى أربعة "فارزين"، اثنان من مجلس النواب واثنان من مجلس الشيوخ، الذين يقومون بفرز الأصوات، وعند حصول مرشح على أصوات 270 مندوبا يعلن بنس نتيجة المرشح الفائز.

وفي الماضي كانت الاجتماعات شكلية وفقط لإضفاء الطابع الرسمي بعد أن تكون نتائج الانتخابات قد أعلنت فور إغلاق صناديق الاقتراع (3 تشرين الثاني لهذا العام على سبيل المثال) ، إلا أن إصرار الرئيس دونالد ترامب المنتهية ولايته على أن الانتخابات زورت وقضاياه المستمرة في المحاكم لقلب الانتخابات لصالحه، وكذلك إصرار مؤيديه في الولايات المختلفة وفي الكونغرس الأميركي، جعل أمر اجتماع الكلية الانتخابية لهذا غير شكلي على الإطلاق، خاصة وأن لا أحد يضمن عدم انشقاق بعض المندوبين والتصويت لترامب بدلا من الرئيس المنتخب جو بايدن حسب توصيات الولاية.

وكانت المحكمة العليا قد رفضت يوم الجمعة (11/12) النظر في دعوى تقدمت بها سلطات تكساس بمشاركة الرئيس الأميركي دونالد ترامب و126 نائبا جمهوريا من مجلس النواب الأميركي لإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية في أربعة ولايات، ميشيغان، ويكونسون، بنسلفانيا و جورجيا، كما رفضت الادعاءات الأخرى ذات الصلة.

وقال حكم المحكمة الصادر باسم كل القضاة التسعة :" ليس من حق ولاية تكساس أن تقرر للولايات الأخرى كيف تصوت، وبالتالي فإن هذه القضية باطلة، طالبين من الرئيس الأميركي المنتهية ولايته الكف عن تضييع وقت المحكمة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]