"لو استطاع الناس ان يشاهدوا بأعينهم ما يحدث للمرضى في أقسام الكورونا، وكيف تتدهور حالاتهم الى الموت، لكانوا قد خرجوا من حالة اللامبالاة والاستهتار بالمرض". بهذه الكلمات تحدث د. يوسف مشهراوي الذي فقد صديقًا عزيزًا قبل أيام هو خميس أبو العافية، من مدينة يافا. وتابع د. مشهراوي يقول متسائلا: "هل نحن على استعداد للمخاطرة والرهان على حياتنا التي قد نفقدها بسبب فيروس نحن نستطيع ان نقي أنفسنا منه؟ فهذا ليس مرض موجود في الهواء او في الغذاء، وانما هو فيروس ينتقل من انسان لإنسان وكل واحد يستطيع ان يحمي نفسه منه إذا اتخذ سبل الوقاية -وهي بسيطة جدًا ومعروفة للجميع. فأنا لا أستطيع أن أفهم ذلك الشخص الذي يخاطر بحياته وحياة الآخرين هكذا سدى!!! فلا أحد منا يعرف كيف سيتعاطى جسمه مع الفيروس ولا أحد يعرف مدى قوة مناعة جسمه، والكل معرّض للإصابة والكل معرّض للموت أيضًا".
وأضاف يقول: "كل شيء حذرنا منه في الماضي نراه يحدث أمامنا وفي مجتمعنا اليوم. حذّرنا من السفر الى تركيا والبلاد الحمراء، وحذرّنا من الأعراس والمناسبات وها نحن نشاهد نسب العدوى التي تحلّق في السماء. أي استهتار هذا، كيف نخاطب هؤلاء الناس؟! نحن نتحدث عن أرواح، ومن منا على استعداد لتحمّل مسؤولية موت أمه او أبيه أو أي من أفراد عائلته بسبب فيروس هو حمله إليهم؟! أو لكي يقيم عرس ويفرح!! أو بعد عودته من السفر! أي ضمير انساني يسمح لشخص أن يراهن على حياة والده أو والدته ويقتله ويكون هو السبب في وفاتهم؟!"
من جهة أخرى يقول د. مشهراوي: "نحن غالبا ما نسعى لتحميل المسؤولية للآخرين ونرفض ان نكون نحن المسؤولين، وننظر الى الخطأ في الآخرين وليس في أنفسنا، وفي موضوع الكورونا نحن مستهترون الى حد ترفضه كل الأديان وكل الأخلاق وكل ضمير انساني وعقل بشري. أنا فقدت أعز أصدقائي ولم أشارك في العزاء. كيف أكون قدوة للآخرين وأنا أشارك في عزاء عزيز توفي بسبب الكورونا؟!"
[email protected]
أضف تعليق