ألقت النائبة عايدة توما-سليمان (الجبهة، القائمة المشتركة)، مساء اليوم الأحد، في مدينة قلنسوة، محاضرة حول العنف ضد النساء على شرف اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء. وأتت هذه المحاضرة في ظل، وبالرغم من حملة التحريض التي شنّها نفرٌ في محاولة لمنع المحاضرة. ويذكر أن المحاضرة أقيمت في بيت الرفيق الدكتور ثابت أبو راس بحضور العشرات من الأهالي بالاضافة إلى المئات من المشاركين عبر تطبيق الزوم والبث المباشر.

وفي مستهل محاضرتها تطرقت توما-سليمان إلى الهجمة التحريضية من قبل بعض الأفراد قائلة:" كنت في قلنسوة مرات عديدة من قبل ودخلتها من الباب الواسع، مرةً شاركت في مظاهرة ضد هدم البيوت وأخرى التقيت بشبابها الرائعين الذين دعوني لأشاركهم نشاطهم تحت عنوان "أسبوع ضد العنف". دخلت قلنسوة والتقيت بنسائها مرات ومرات، قلنسوة كباقي البلدات والمدن العربية، جميعها بلداتي وكل الناس أهلي".

وتابعت توما-سليمان:" لو وافقنا جميعًا على كل المسائل والموضوعات لما كان حاجة أصلًا للحوار المتبادل، الاختلاف في المواقف الاجتماعية هو أمر صحي وجزء من تطور مجتمعنا، وبدوري سأبقى أدافع عن الحريات الفكرية بتعددياتها المختلفة بما يخدم مسيرتنا الوطنية وتقدم مجتمعنا وتطوره وسأستمر في الدفاع عن حقوق شعبي أمام الآخر المحتل. ولكن في اللحظة التي نبدأ بممارسة بطولاتنا على بعضنا سنفشل في مواجهة وحاربة السلطات التي تضمر لنا شرًا".

وأكملت النائبة المحاضرة بالتطرق لازدياد حالات العنف ضد النساء في الفترة الأخيرة قائلة:" معركتنا على عدة مستويات، وتمييز المؤسسة ضد النساء العربيات هو أضعاف الاهمال الذي تواجهنه باقي النساء، لهذا واجب علينا الاستمرار في الضغط على المؤسسات من جهة ونبذ هذه الافة من بيوتنا وبلداتنا في ذات الوقت".

عن وفاء عباهرة 

وأكملت:" قضية وفاء عباهرة الأخيرة والتي قتلت على يد طليقها امام اعين المارة وفي وضح النهار هزتنا جميعًا، وفاء عباهرة مثل غالبية النساء اللواتي قتلن وكُنَّ معروفات لدى اقسام الرفاه، وفاء مثل ٣٠% من المغدورات اللاتي كن معروفات للشرطة، وفاء لم تجلس في البيت، انما طرقت جميع الأبواب، ولكن هذا الجهاز الذي يدار من قبل الحكومة فشل بحمايتها، وأنا اليوم لا اعتبر ذلك مجرد اهمال قاتل من قبل السلطات، إنما سياسة موجهة ضدنا نحن النساء للعربيات".

كما تطرقت النائبة إلى عملها البرلماني الذي قامت به في الأسبوع الأخير وللقانون الذي طرحته وشرع بالقراءة التمهيدية والقاضي بالزام الرجال العنيفين تلقي العلاج قبل الافراج عنهم، وإلى الخطوات المستقبلية التي ستقوم باتخاذها برلمانيا في كل ما يتعلق بالعنف ضد النساء.

وفي ختام محاضرتها شكرت النائبة دكتور ثابت أبو راس الذي استضاف المحاضرة في بيته، بالرغم من الضغوطات، ووجهَّت رسالة لكل من هاجمها في الايام الاخيرة: "انا على استعداد للخوض بكل نقاش، وبكل القضايا، نقاش مباشر نحافظ فيه على احترام بعضنا البعض، وليس من وراء الشاشات والشتائم. كلكم ابناء شعبي وفقط بالحوار نستطيع ان ننهض بشعبنا وبأبنائه."

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]