يصادف اليوم 25 تشرين الثاني، اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد النساء، ومنذ بداية العام تعرضت 20 امرأة في البلاد للقتل، من بينهن 16 امرأة عربية، أي أن 80% من النساء ضحايا القتل هن عربيات، وهذه النسبة هي أربعة اضعاف نسبتنا كعرب في البلاد التي تشكّل ال 20%.


موقع بُـكرا، أجرى في هذه المناسبة لقاء مع عدد من النساء الناشطات في حقوق المرأة.

وفي حديث مع ميسم جلجولي الناشطة الاجتماعية و رئيسة نعمات لواء مثلث الجنوبي فقالت لـ "بكرا: " بعد كل جريمة قتل لامرأة، وخاصة إذا كانت عربية ، تظهر أصوات كثيرة تتهم المرأة والثقافة التي أتت منها، يبذل المسؤولون قصارى جهدهم لتوضيح أن الضحية لم تتقدم بشكوى أو ترفض التعاون مع السلطات ، بسبب الحواجز الثقافية وفي الطريق لا تنسوا التبشير بالأخلاق للأنشطة النسوية التي يتهمون الشرطة بها زوراً بانعدام القانون.

وتابعت: "بأي منطق يجب إخراج الضحية من منزلها وليس المعتدي؟ لماذا يجب الضغط على المرأة لتقديم تنازلات وتسوية "صلحة" أو "سلام منزلي"؟ إلى متى تستمر الدولة وأذرعها في الحفاظ على الآليات الأبوية التي تهدف إلى الحفاظ على المكانة المتدنية للمرأة؟ لماذا ترفض الدولة الاعتراف بظاهرة العنف ضد المرأة كحالة طوارئ، وبدلاً من ذلك تختار تسميتها بعبارات مغسولة - العنف المنزلي!

يجب تنفيذ خطة الحكومة

وأكملت جلجولي: كخطوة أولى، يجب أن تدرك الحكومة الإسرائيلية أننا في حالة طوارئ، يجب تنفيذ خطة الحكومة التي تمت الموافقة عليها في وقت مبكر من عام 2017 على الفور. سئمنا الحديث، سئمنا من التعبيرات اللحظية عن التضامن من جانب قادة البلاد الذين "صُدموا" بعد كل جريمة قتل، تحتاج النساء إلى الحماية من الرجال، الذين يريدونهم في أفضل الأحوال خاضعين، لكن في نفس الوقت، هم بحاجة إلى حماية من مؤسسات الدولة وخاصة الشرطة التي تحافظ على آليات قمع النوع الاجتماعي وفي حالة المرأة العربية وطنية أيضًا.

واجبنا المطالبة بتشكيل لجنة تحقيق حكومية والتحقيق

من واجبنا المطالبة بتشكيل لجنة تحقيق حكومية والتحقيق في الإغفالات التي لا تغتفر في الحفاظ على حياة النساء، حياة النساء ليست أقل مساواة، لن نقبل بالتمييز والظلم، نطالب بحلول حقيقية ولا خداع، ولا وقت لدينا للانتظار، لأن جريمة القتل القادمة يجب أن نمنعها!

يجب أخذ الدور لمواجهة ظاهرة العنف

وفي حديث لمراسلنا مع د. منال شلبي، باحثة وناشطة نسوية، ومديرة جمعية آذار: المنتدى المهني لمحاربة جرائم قتل النساء قالت" نحن في جمعية آذار نقوم بفعاليات وبرامج وانشطة ابتداءً من 26.10 حتى 25.11 من كل عام، نقوم خلال هذا الشهر بإلقاء المحاضرات وتمرير ورشات العمل والتواصل مع كافة الشرائح من جميع الفئات العمرية في المجتمع، لحثّهم على أخذ دورهم ودورهن كلّ من موقعه ومكانه لمجابهة هذه الظاهرة.

وارتفاع نسبة العنف ضد النساء والفتيات

مؤخراً، وفي ظلّ هذه الظروف الصعبة التي تعصف بمجتمعنا من استفحال العنف والجريمة والاجرام وارتفاع نسبة العنف ضد النساء والفتيات (الجندري) ، والعنف في العائلة عامة، ومع انتشار جائحة كورونا، وفي ظل غياب الحلول العملية المطروحة لتوفير الخدمات وأطر الحماية للفتيات والنساء وجميع ضحايا العنف ،اطلقنا ، نحن في جمعية آذار المنتدى المهني لمحاربة جرائم قتل النساء، سلسلة نداءات متتابعة، نستنكر بها مجددا مراراً وتكراراً لما سبق وقمنا به على مدار السنوات الطويلة السابقة هذه الظواهر برمّتها، نعمل على رفعها على جدول العمل المجتمعي والمؤسساتي ونسعى الى إيجاد حلول لها ومعالجتها.

نشهد سلسلة من جرائم قتل النساء البشعة التي لا تتوقف

وأضافت: نشهد سلسلة من جرائم قتل النساء البشعة التي لا تتوقف والتي كانت اخرها الجريمة النكراء التي حدثت بمدينة عرابة في وضح النهار وامام المارة في الشارع الرئيسي، قبل ما يقارب أسبوعين والتي راحت ضحيتها السيدة وفاء عباهرة- كناعنة 37 عاماً وأم خمس أطفال، كما وقُتلت منذ بداية العام 20امرأة في البلاد،16امرأة منهن عربيات، أي أن 80% من النساء ضحايا القتل، هن عربيات، وهذه النسبة هي أربعة اضعاف نسبتنا كعرب في البلاد التي تشكّل ال 20%.

الكورونا أتت لتظهر الكثير من حالات العنف وتكثّفها وتبرزها اكثر من الأول، فعلى سبيل المثال بالإضافة الى ارتفاع عدد النساء ضحايا القتل، شهد شهر نيسان في الشهر الأول لانتشار جائحة كورونا والاغلاق الذي لحقها، ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة 760% لتوجهّات الفتيات والفتيان لطلب المساعدة واللجوء لخطوط الطوارئ التي توفر لهم الدعم. هذه المعطيات تؤكد مدى خطورة اسقاطات جائحة كورونا على العائلة وعلى المجموعات المستضعفة بداخلها كالأطفال والفتيات والنساء.

ما هي الحلول.

في أعقاب تفاقم ظاهرة العنف منذ بداية الاغلاق وانتشار جائحة كورونا، بادر وزير العمل والرفاه والخدمات الاجتماعية ايتسيك شمولي الى إقامة طاقم خاص مكوّن من مهينات ومهنيين، جمعية آذار دُعيت للمشاركة في هذا الطاقم متعدد الوزارات الخاص وذلك من تطوير وتوسيع برامج المنع والوقاية من حالات العنف في العائلة. سنقوم من خلال هذا الطاقم بالعمل على مدار شهرين لنقدّم في نهاية لقاءاته، نماذج وخطط عمل عينية في ثلاث مجالات اقتراح برامج عمل من أجل فتح امكانيات أكبر للنساء ضحايا العنف للحصول على علاج ، توسيع امكانيات، دمج وتجنيد الرجال العنيفين في مسارات علاجية ، تطوير برامج علاجية للنساء الخارجات من الملاجئ من أجل دمجهن في المجتمع من جديد.

علاج الرجال العنيفين هو جزء لا يتجزأ من الخطة المستقبلية

موضوع علاج الرجال العنيفين هو جزء لا يتجزأ من الخطة المستقبلية للوزارة وايضاً هو جزء مهم للعمل من قبل مكاتب الخدمات الاجتماعية والاطر المختلفة. اخضاع الرجال العنيفين لعلاج هو امر مهم جداً ويشكلّ عنصراً مهماً في سيرورة إيجاد حلول للعنف الذي يمارسه الرجال ضد النساء والفتيات، بالمقابل مهم جداً العمل على حماية الفتيات والنساء الموجودات بدائرة الخطر، اخراجهن الى اطر تحميهن وابعادهن عن الرجل العنيف ومتابعة حالتهن لا يمكن توفير الحماية للفتيات والنساء بدون متابعة مكثّفة وبناء برنامج علاجي للنساء أنفسهن لإعادة الثقة بأنفسهن وبعائلتهم ومجتمعهن.

كذلك مهم جداً، وهذا ما ناشدنا به في النداء الذي اطلقناه، ان يكون عمل جماعي ومجتمعي، اذ علينا ان نكون جميعنا بالمرصاد لظاهرة العنف والاجرام وان نقوم بكل ما نستطيع القيام به, كلٌ من مكانه ومكانها كأفراد وكمؤسسة وكاطار مهنيّ لمنع وتقليص ظواهر العنف ضد الفتيات والنساء وانتهاك حقوقهن في المدرسة وفي والبيت وفي الشارع وفي جميع المؤسسات سواء كانت ممارسات عنف جسدية او تحرّشات جنسية أو غيرها من كافة أشكال الاساءة والاستغلال والتهجم.

كما نؤكد على رفضنا لكافة ممارسات العنف وعلى عدم توانينا عن فضح العنيف والمتحرش جنسياً مهما كانت مكانتهم الاجتماعية والسياسة والدينية سواء كانوا منتخبي جمهور أو شخصيات اعتبارية او جماهيرية أو أكاديمية.

مِن هذا المنطلق، علينا ان نتعاون جميعنا وان نراقب أنفسنا وسلوكنا وحديثنا وتعاملنا مع النساء والفتيات في البيت والعمل والحيّ وفي جميع الأماكن التي نتواجد بها، آن الأوان ان نراجع أنفسنا ونراقب كيف نتصرّف مع غيرنا ونعمل على تقويم الخطأ إذا وُجد ونعمل على تحسين علاقتنا مع الاخرين وإذا عرفنا عن ضحية عنف في محيطنا القريب ان نقوم بمساعدتها واستشارة من هم مهنيين ومهنيات حولنا لنوفر لها المساعدة والحماية. كلنا يجب ان نرى بأنفسنا مسؤولات ومسؤولين عن الحدّ من ظاهرة العنف والقضاء عليها.

العنف ضد النساء فهو قتل يستهدف لبنة هذا المجتمع

من جانبها قالت زهريه عزب، وهي ناشطة اجتماعية : يوم مناهضه العنف ضد المرأة لا يمكن ان أستثنيه عن العنف العام المستشري بمجتمعنا في كل جوانب الحياه ان كان عنف ضد الممتلكات العامة او عنف ضد الكائنات الحيه ايه كانت فهي ظاهره بغيضه تعكس ضعف وهشاشه مجتمع .
اما العنف ضد النساء فهو قتل يستهدف لبنة هذا المجتمع فالمرأة هي الاساس والاحق بالثناء والتكريم لدورها واهميته وحين تكون مستهدفه بهذا الشكل فهو امر يدل على مدى ضعفنا وسوء حالنا ،استهداف الضعيف والتنكر لدوره وعدم سماع استغاثته يدل لأي مدى نحتاج لعنايه مكثفه بالإصلاح .
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]