على ما يبدو بان هناك متضررا اخرا عقب انتخاب رئيس جديد من الديمقراطيين للولايات المتحدة الامريكية غير الرئيس السابق دونالد ترامب الذي لا يزال يطعن بمصداقية التصويت حتى الان وزمرته، اذ ان نتائج الانتخابات الامريكية لم تخطر على بال رؤوس المال وأصحاب الأموال والشركات الكبيرة حيث تعهد بايدن بحال انتخابه الى فرض ضرائب جديدة على هذا السوق مقابل مساعدات وتعديلات تجرى على المواطنين البسطاء ذوي الاجور المتواضعة، بكلمات أخرى اعلن بايدن عن نيته بقلب النظام الرأسمالي من خلال استهداف حيتان رؤوس المال في الدرجة الأولى عدا عن تعديلات إصلاحية أخرى توقعها اقتصاديا عالميا وعلى مستوى الولايات المتحدة في اعقاب فوز رئيس جديد للولايات المتحدة ذات نهج مغاير لربما سيغير الموازين الاقتصادية. علما ان بايدن وترامب لهما نفس التوجه في السياسات الخارجية الاقتصادية. كما يرى محللون اقتصاديون.

انعاش الاقتصاد الأمريكي مجددا

د. أنس سليمان اغبارية محاضر ومستشار اقتصادي قال معقبا حول الموضوع أعتقد أن العامل الاقتصادي هو الأهم ، في فترة الرئيس الأمريكي المنتخب ، فاليوم في ظل انتخاب جو بايدن للرئاسة الأمريكية وسيطرة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ من المؤكد ستكون حزمة مالية جديدة للخروج من مأزق الاقتصادي في ظل كورونا ، وعليه ستقدم الحكومة الأمريكية على الأقل 2 تريليون دولار من المساعدات للأسر والشركات الصغيرة والمشاريع المتوسطة ، وأتوقع سيكون بعد تنصيب بايدن بشكل رسمي في بداية العام القادم، مما يعني إنعاش الاقتصاد الأمريكي من جديد .

ونوه: من خلال قراءتي لبعض التقارير وجدت أن منذ عام 1947، كان ارتفاع للناتج المحلي الإجمالي الأمريكي في عهد الديمقراطيين أكثر بينما في عهد الجمهوريين أقل. على الصعيد الاقتصادي تعهد بايدن برفع الضرائب على أصحاب الأموال والشركات الكبرى وحتى على الأفراد الذين يكسبون أكثر من 400 ألف دولار، كما سيعيد بايدن معدلات الضرائب وستعيد معدلات الضرائب إلى مستواها قبل سن قانون ترامب الضريبي. ستفرض ضريبة على أرباح رأس المال والدخول وتوزيعات الأرباح التي تزيد عن مليون دولار، وزيادة معدل الضريبة على الشركات من 21٪ إلى 28٪.

وقال: هذا يعني أن الإيرادات المالية ستزيد لدى الحكومة الأمريكية، مما يعني أن الإنفاق سيزيد. لا بد من ملاحظة هامة في ظل كورونا أن بايدن لا يفضل إغلاق بلاده مرة أخرى، لكن مع ذلك يؤمن بتخفيف القيود على الأعمال والأشغال لأن هذا النهج الحذر سيفيد الاقتصاد في النهاية. خطة بايدن الاقتصادية كما ظهرت خلال الحملة الانتخابية ستعمل على استعادة 11 مليون وظيفة فقدت خلال الأزمة الاقتصادية الحالية، وهذا هدف جو بايدن هو العودة إلى التوظيف الكامل في أسرع وقت ممكن. لا بد من التطرق إلى أن بايدن يدعم رفع الحد الأدنى للأجور إلى 15 دولارًا في الساعة، فاليوم كلفة الساعة في حدود 8 دولار.

بايدن سيواصل انتهاج سياسة الرئيس ترامب في مواجهة "الممارسات الاقتصادية الضارة"

الخبير الاقتصادي د. وائل كريم قال بدوره ل "بكرا": في الواقع، هناك توافق نادر بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي بشأن اتخاذ موقف متشدد مع الصين بشأن التجارة وقضايا أخرى. لكن الخلاف يتعلق بطرق تنفيذ ذلك. فبايدن سيواصل انتهاج سياسة الرئيس ترامب في مواجهة "الممارسات الاقتصادية الضارة" التي تقوم بها الصين، لكن بالاشتراك مع الحلفاء، على عكس تفضيل ترامب لاتفاقيات التجارة الأحادية.

وتابع: كانت السياسة التي تنتهجها إدارة ترامب قد نجحت في حشد تأييد عالمي لمقاطعة تكنولوجيا الاتصالات الصينية. ويعد هذا جزءاً من تصعيد خطير في الجهود الأمريكية ضد بكين على عدة جبهات، مما دفع بالعلاقات بين البلدين إلى أدنى مستوى لها منذ عقود. ويقود هذه الحملة صقور إدارة ترامب المناهضين للصين، ويعتبرون أنها منافسة استراتيجية، في حين يراها محللون مواجهة استراتيجية. فيما سيسعى بايدن إلى إيجاد مجالات للتعاون مع الصين الصاعدة. يقول بايدن إنه يريد إحياء القيادة الأمريكية ومن المرجح ان تعود امريكا الى الانضمام لاتفاقية باريس لحماية البيئة، وكذلك الرجوع الى منظمة الصحة العالمية لبناء نظام صحي عالمي جديد لمواجهة الكورونا والاوبئة الاخرى التي يمكن ان تواجه العالم.

وأضاف كريم لـ "بكرا": من الجدير ذكره ان بايدن يرث اقتصاد منهك بعد الكورونا وعجز هائل في الموازنة الامريكية، تماما كما ورثها اوباما بعد الازمه الاقتصادية في عهد الجمهوريين الذين سبقوه، لذلك فان قدرته على مجابهة الصين سوف تكون أضعف بكثير، علما ان العالم بعد الكورونا بدأ يتخطى فيه الاقتصاد كل الحدود وبات يعتمد على التواصل الالكتروني بشكل خاص، من هنا فإن امريكا سوف تضطر لدخول اتفاقيات تجاره عالميه كثيره كانت قد تنازلت عنها في عهد ترامب.

وختاما قال: الخلاصة الأهم هي العالم ما بعد ترامب وبعد الكورونا سوف لن يشبه كثيرا العالم قبلهما، على الصعيدين السياسي والاقتصادي، وان انفتاح العالم الى العولمة المنضبطة سوف يكون سيد الموقف وذلك رغما عن السياسيين مع الثمن الأهم وهو تراجع السياسة امام الاقتصاد.

بايدن سيتجه الى العدالة الاجتماعية

د. رمزي حلبي الخبير الاقتصادي قال بدوره لـ "بكرا": امام الرئيس الأمريكي جو بايدن المنتخب تحديات كبيرة جدا في عدة مجالات اقتصادية، عليه ان يجابه وباء الكورونا وتأثيره على الاقتصاد الأمريكي وعندما نأخذ بعين الاعتبار ان نسبة البطالة في أمريكا حوالي 7% وهو شيء غير عادي هناك فرق ما بين بايدن وترامب حيث ان الأول يتحدث عن الحذر والالتزام ولكن كما نعرف ان ترامب كان يتعامل مع الموضوع باستهتار واستعلاء وهذا الامر قد اثر، القضية الأخرى هي الضرائب اذ انه في ومن ترامب كان هناك اعفاء للشركات الكبرى واعطاءهم الأفضلية وأيضا لأصحاب رؤوس الأموال التي كلفت الخزينة الامريكية حوالي ترليون ونصف الدولار بينما يتحدث بايدن عن فرض ضرائب بنسبة 28% على هذه الشركات، ما يمكن ان يسعف هذه الشركات الكبرى هو ان الكونغرس الأمريكي ممكن ان يبقى بيد الجمهوريين وانا اتحدث عن فيسبوك امازون مايكروسفت ابل نتفليكس وكل من عرف بانه كان من المنتفعين خلال هذه الازمة ومن قضية الانتخابات، وهناك أيضا قضية الرفاه الاجتماعي حيث انه كان ضمن برنامج ترامب الغاء أوباما كير وكل التأمينات الصحية ولكن ممكن ان يستثمر بايدن بهذه القضية ويرصد ترليون دولار ونصف الترليون لسد الفجوات الاجتماعية.

وتابع: أتوقع أيضا ان يعود بايدن الى الاتفاقيات العالمية التي الغاها ترامب في قضية جودة البيئة والتجارة والأمور التي تتعلق بعلاقات التجارة خاصة اذا تطرقنا الى حرب العمولات والتجارة مع الصين سيعود بايدن الى اتفاقيات دولية تحفظ مكانة أمريكا، اما بالنسبة الى الشرق الأوسط فأرى ان ترامب تعامل معه كرجل اعمال اذ اتخذ قرارات خلال نصف ساعة بدون فحص او معطيات كافية ولكن أرى ان بايدن سيغير هذه الأمور وممكن ان يكون عودة الى المفاوضات والحل السلمي مع الجانب الفلسطيني وهذا بالأساس يدعم الاقتصاد والنمو الاقتصادي الإسرائيلي والفلسطيني، هناك قضايا أخرى ممكن ان نتحدث عنها مثل ارتفاع البورصة واسهم شركات التكنولوجيا التي ممكن ان تربح وممكن ان يتأثر الشيكل بحال الدولار ارتفع.

وختاما قال: ستكون انعكاسات للتطورات في أمريكا على الاقتصاد الإسرائيلي والمرافق الإسرائيلية وان يكون هناك حاجة لتقليص في ميزانيات الحكومة في إسرائيل وأيضا ممكن ان يكون هناك رفع ضرائب على الأغنياء وأيضا تقليص أجور أعضاء الكنيست والوزراء وأصحاب الدخل العالي، ممكن بايدن ان يتوجه الى العدالة الاجتماعية عكس ترامب.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]