رأي خبراء وناشطون سياسيون عرب في إسرائيل ان إمكانية فوز جو بايدن على منافسه ترامب هي الأقرب في هذه المرحلة الا ان هذا الفوز لن يكون لصالح نتنياهو.

نتنياهو ومستشاروه هم من قرروا السياسات في البيت الابيض

الناشطة والخبيرة السياسية ميسم جلجولي قالت بدورها: في هذه اللحظات يتم فرز اخر الاصوات، ومن المرجح ان يكون الفائز بالرئاسة بايدن. سياسة بايدن بالنسبة للقضية الفلسطينية واسرائيل لا تختلف كثيرا عم سياسة ترامب، بايدن وايضا مرشحته للنيابة هاريس يعتبران من أكبر المؤيدين لإسرائيل في الحزب الديمقراطي، وقد صرح بايدن خلال حملته الانتخابية انه لن يعيد سفارة الولايات المتحدة الى تل ابيب، بل سيبقيها في القدس.

وتابعت: الامر الوحيد الذي قال بانه سيقوم به هو ايقاف البناء في المستوطنات. وطبعا اسرائيل ستضرب بعرض الحائط هذا القرار اذا تم اقراره كما فعلت مع قرار اوباما بهذا الشأن. لكن طبعا اليمين الاسرائيلي يفضل ترامب لأنه في الواقع نتنياهو ومستشاروه هم من قرروا السياسات في البيت الابيض في عهد ترامب. لذلك خسارته ستكون معنوية لليمين عامة لنتنياهو خاصة- مع اننا نلحظ في الايام الاخيرة صمت تام من قبله.
ونوهت: فوز ترامب سيعطي جرعة شجاعة لنتنياهو واليمن اذ من المتوقع ان يعلن عن انتخابات قريبة وبذلك يتخلص من غانتس وحزبه. وهذا سيعطيه ايضا قوة تساعده في قمع المظاهرات وسحق ما تبقى من هامش الدمقراطية. فوز بايدن باعتقادي سيسلبهم في تأجيل فكرة الانتخابات وسيجبر نتنياهو على تهدئة الحلبة السياسية. اذ سيسعى الى الوصول الى حلول وسطية مع حزب أزرق ابيض.

اليهود يتدفقون لصناديق الاقتراع

وأشار الخبير في الشؤون السياسية عبد اللطيف حصري قائلا: اشارت استطلاعات الى كثافة تصويت يهود أمريكا للمرشح الديمقراطي بنسبة فاقت الـ 75%، بينما لم تشكل إسرائيل اكثر من 5% من أولويات المقترعين اليهود. وبقدر ما هذه المؤشرات مقلقة لنتنياهو فهي كاشفة لجبن ترامب، فرغم فظاظته وصلفه لا يملك شجاعة أو بالأحرى وقاحة نتنياهو للقول "اليهود يتدفقون لصناديق الاقتراع".

وتابع: ما يقلق نتنياهو بالفعل، هو انعكاس نتيجة الانتخابات الامريكية على الانتخابات الإسرائيلية، فخروج ترامب من البيت الأبيض سيربك حسابات الخارطة الانتخابية في إسرائيل وربما يخسر نتنياهو حليفا قويا بالبيت الأبيض، لكن الدور الوظيفي لدولة إسرائيل يتعدى الأشخاص ويتعدى يهود أمريكا، وسيكون على نتنياهو التكيف مع السياسة الأمريكية حتى لو اختلفت بالظاهر بين جمهوريين وديمقراطيين، فأنها بالجوهر نفس السياسة الداعمة لإسرائيل دون قيد او شرط ما دامت إسرائيل تمثل راس حربة ومخلب جارح لسياساتها في المنطقة. ولا ارى سيناريو انصراف أمريكا من مشروع ترامب المسمى "صفقة القرن"، فقد يخضع المشروع لبعض التجميليات والتحسينات لتسويغ ابتلاعه فلسطينيا تحت مسمى "حل الدولتين"، وهو الحل الذي أفرغته إسرائيل من مضمونه.

محاولة اظهار التوازن بين الطرفين وهذا الامر مهم مع انه لا يفي بالمطلوب

الكاتب والخبير السياسي عودة بشارات قال بدوره ل "بكرا": اولا يجب ان نحذر ان فرز الاصوات لم ينته بعد، ثانيا السياسة الامريكية بشكل عام بخطوطها الاساسية هي تلك التي بتم وضعها وبلورتها من قبل البيروقراطية الامريكية، اي مؤسسات ثابتة. وهذه المؤسسات لديها ثوابت واضحة في المنطقة، منها دعم الانظمة الرجعية في الشرق الاوسط ودعم سياسة الحكومة الاسرائيلية بصرف النظر عن رئيسها.

ونوه: انا اعتقد ان ترامب قد ذهب بعيدا في تلبية مصالح نتنياهو من حيث الاعتراف نقل السفارة الامريكية الى القدس وبذلك فهو قد تخطى الثوابت الامريكية في هذا الامر، وكذلك ابرام ما يسمى معاهدات السلام التي اقيمت مع العالم العربي.

وتابع: يجب التأكيد ان سياسة ترامب هذه جاءت لتلبية مصالحه اولا، من اجل ارضاء اليمين المتطرف لديه لأنهم يضغطون عليه بشكل قوي جدا من اجل دعم اسرائيل، لا اعتقد ان سياسة بايدن ستكون جوهريا مختلفة عن سياسة ترامب في الشرق الاوسط فهو من مدرسة هيلاري كلينتون واوباما والديمقراطيين على مدى سنوات طويلة، لذلك فانه مؤيد لإسرائيل في قضايا اساسية ولا يحرك ساكنا ضد الاحتلال وضد ضرب الشعب الفلسطيني. ربما سنجد نوعا من محاولة اظهار التوازن بين الطرفين وهذا الامر مهم مع انه لا يفي بالمطلوب ولكنه امر جيد بعد الانزلاق الكبير الذي شهدناه مع ترامب.

وقال في الختام: لن تكون هناك تغييرات او خطوات دراماتيكية من بايدن بالنسبة لإسرائيل ولكنه على الاقل سيوقف التدحرج سياسة اليمين المتطرف في امريكا، وهم اكثر من نتنياهو تطرقا وخاصة ان كل من عمل في فريقه هم من المتطرفين بالنسبة للقضية الفلسطينية، ولذلك حتى التطورات الايجابية البسيطة من قبل بايدن يجب استغلالها لان سياسة ترامب جلبت الويلات للشعب الفلسطيني.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]