تعتزم سلطات الاحتلال الإسرائيلي إقامة حي استيطاني جديدة في حي الأشقرية ببلدة بيت حنينا شمالي القدس المحتلة.

ويضم إقامة 56 وحدة استيطانية، 6 عمارات من 5 طوابق متدرجة مع منطقة خضراء مفتوحة، بالإضافة إلى شق شارع جديد من الشرق إلى الغرب باتجاه المتنزه الجديد الذي تمت إقامته قرب بيت حنينا.

وأودعت ما تسمى بـ "لجنة التنظيم والبناء الإسرائيلية-لواء القدس" خارطة هيكلية محلية بمستوى تفصيلي لإقامة الحي الاستيطاني في البلدة المقدسية.

وجاء ذلك بعد توقيع رئيس اللجنة اللوائية "عمير شکید" على قطعتي أرض منفصلتين على جانبي الشارع الالتفافي رقم 6 في بيت حنينا، الدوار الأول المتفرع من الشارع رقم 21، الذي يربط مستوطنة "رمات شلومو" مع مستوطنة "بسغات زئيف"، وبيت حنينا بالشارع الالتفافي "443-القدس تل أبيب" (موديعين).

ويقول رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد "همة" ناصر الهدمي لوكالة "صفا" إن سلطات الاحتلال وضعت الخارطة الهيكلية لإقامة الحي الاستيطاني على أراضي بيت حنينا، والذي سيفصل ما بين قرية شعفاط وبيت حنينا.

ويوضح أن الاحتلال صادر عشرات الدونمات من أراضي المواطنين في بيت حنينا من أجل إقامة 56 وحدة استيطانية جديدة، وشق شارع وطرق أيضًا بالمنطقة.

ويؤكد أن الاحتلال حرص في سياسته الاستيطانية على التوغل داخل الأحياء المقدسية لتوسيع البناء الاستيطاني على حساب أراضي المقدسيين الذين يحرمهم من البناء فيها.

ولإقامة هذا المشروع، سيتم تغيير تخصيص الأرض من منطقة سكن ومنطقة عامة مفتوحة إلى منطقة سكن "ج" بأعلى نسبة بناء، وفق المخطط، وزيادة عدد الطوابق وارتفاع البناء الأعلى، وزيادة عدد الوحدات، بالإضافة إلى تحديد تعليمات البناء وتحديد شروط لإصدار رخصة بناء في المنطقة.

ووفق المخطط، يقع الحي الاستيطاني على الحدود بين قريتي شعفاط وبيت حنينا، بمحاذاة الشارع المؤدي إليهما حاليّاً من مستوطنة "رموت شلومو" جنوبًا، والذي تعمل بلدية الاحتلال في القدس على توسيعه وتغيير مساره للربط بشارع بيت حنينا، ومنها إلى المنطقة الصناعية قلنديا (عطروت).

وبحسب الهدمي، فإن الحي الاستيطاني سيقام على مساحة 26 دونمًا من الأراضي في بيت حنينا، وسيتضمن بناء ست عمارة من خمسة طوابق ومبان عامة وأراض خضراء للمستوطنين.

مخاطر كبيرة

ولهذا المخطط مخاطر كبيرة على المنطقة، كونه سيعمل على فصل قريتي شعفاط عن بيت حنينا، وتقطيع أوصال الأحياء المقدسية وعزلها وتفتيتها وتشتيت العائلات فيها، بالإضافة إلى تخريب وضرب النسيج الاجتماعي.

ويشير الناشط المقدسي إلى أن الاحتلال سيعمل على تحويل المنطقة لثكنة عسكرية معززة بعناصر من جنود وشرطة الاحتلال لأجل حماية المستوطنين، وشق الطرق لخدمة المستوطنات.

ويضيف أن المقدسيين سيفقدون أراضيهم وملاكتهم لصالح إقامة تلك الوحدات الاستيطانية، لافتًا إلى أن نسبة البناء في قطع الأراضي للمستوطنين بالقدس تكون أعلى بكثير من المقدسيين، والتي تبلغ ما بين 56-75%، بحيث لا يتم استغلال قطعة الأرض بشكل كامل.

وتقع بلدة بيت حنينا على بعد 8 كيلومترات إلى الشمال من البلدة القديمة بالقدس، وتحدّها من الغرب قريتا بيت اكسا والنبي صموئيل، وقريتا حزما وشعفاط شرقًا، وبير نبالا والرام شمالًا، وقرية لفتا جنوبًا.

الاحتلال قسمها بفعل جدار الفصل العنصري والشوارع الالتفافية والمستوطنات إلى بلدتين منفصلتين، هما بيت حنينا القديمة وتتبع الضفة الغربية، وبيت حنينا الجديدة وتتبع للقدس المحتلة.

ويؤكد الهدمي أن الاحتلال يعمل بكافة الطرق لتهجير المقدسيين وتدمير النسيج الاجتماعي بالقدس، ومنع التواصل الجغرافي بين الأحياء، وحتى أراضيهم يتم تحويلها إلى الجمعيات الاستيطانية لغرض إقامة مشاريعهم. في المقابل يرفض إعطاء أي تراخيص بناء للسكان.

وتعاني بيت حنينا أوضاعًا صعبة في ظل عدم وجود خرائط هيكلية تسمح لسكانها استصدار رخص للبناء على أراضيهم، ما يدفعهم للبناء بدون ترخيص، بسبب الكثافة السكانية التي تعاني منها البلدة، وهذا ما يعرض منازلهم للهدم الإسرائيلي. وفق الهدمي

وتواصل سلطات الاحتلال أعمال إقامة بنى تحتية ضخمة وسط شعفاط لشق شبكة طرق ضخمة وواسعة التهمت أراضي شاسعة من منطقة السهل والراس والمصانع لصالح مستوطنة "رمات شلومو"، وربطها بمستوطنة "رموت" جنوبًا ومستوطنة "التلة الفرنسية" شرقًا.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]