من أكثر القطاعات التي تدهورت إقتصاديا، خلال فترة الكورونا وبالذات الاغلاق الكبير، كان قطاع السياحة هو اكثرها، ومنها كذلك السياحة الداخلية.
وكما معلوم للكثير منا انه هنالك مئات الفنادق الصغيرة وغرف الضيافة في منطقة الجليل بعد ان دخل هذا الفرع من السياحة للقرى العربية .
5 منتجعات سياحية في معليا
في معليا لوحدها يتواجد على الأقل 5 منتجعات سياحية من هذا النوع، تحتوي على غرف ضيافة، برك سباحة، مطاعم وقاعة افراح، جميعها عملت على مدار السنة والاقبال كان كبيراً وواسعا.
ومع مجيء الكورونا، تعطلت حركة السياحة بشكل كبير، وتضررت بالتالي جميع المنتجعات وغرف الضيافة، بعد إقرار تعليمات وزارة الصحة بعدم فتحها (أو تقليص) عدد الوافدين اليها بشكل كبير....
منتجع ومطعم شاتو دي روا في معليا، حديث البناء، أقيم في قلعة الملك الصليبية بتمويل شخصي من عائلة سلمى عساف وابناءها، الذين رمموا القلعة وجوارها بتكلفة ملايين الشواقل، وعمل دام 5 سنوات، شمل إقامة غرف ضيافة ومطعم فاخر....
البداية كانت مُزهرة، والأقبال كان واسع النطاق، حتى ذاع صيت المكان في جميع ارجاء البلاد، حتى قدوم الكورونا.
وفي فترة الاغلاق الأول، عمل أصحاب المكان بنظام مُقلص جدا، وفي الاغلاق الكبير تم إغلاق المنتجع أمام الزوار، والسياح.
في ذروة السياحة اجبرنا على الاغلاق
سلمى عساف- ام خليل، صاحبة المنتجع تقول:
" صرفنا أموال طائلة لأقامة هذا المشروع الكبير، ولكن مع قدوم الكورونا، اجبرونا أولا بالعمل المُقلص، وبعدها بالاغلاق الفوري، وجاء هذا في فترة تعتبر "ذروة السياحة"، أخرجنا جميع العاملين لأجازة بدون دفع، الصيف انتهى، وحركة السياحة قليلة جدا، رغم رغبة الكثيرون بالقدوم، مما جعلنا نُغلق وبالتالي نتكبد خسائر فادحة".
الياس شاكر أبو عقصة:
"كما تم فتح السياحة الخارجية، نطالب بفتح السياحة الداخلية، وتعويض ما خسرناه في الصيف".
الياس شاكر أبو عقصة من معليا، لدية منتجع جميل جدا في ارض يمتلكها شمال معليا "عزبة الياس"، وكذلك غرف ضيافة بجانب منزله، وهو يعمل كذلك مرشد سياحة داخلية.
ويقول أبو ليلى:
" فتحوا السياحة الخارجية الى اليونان، ولا أفهم لماذا يغلقون مصالحنا الصغيرة والمتعطلة منذ اشهر، ولا يسمحوا لنا بأدخال عدد أدنى من الزوار".
يتجولون بالطبيعة فقط
ويضيف الياس:
" العديد من السياح والزوار يتصلون للمجيء او الحجز، وبطبيعة الحال لا استطيع استقبالهم تمشيا بتعليمات وزارة الصحة، أرى المئات يتجولون في الطبيعة المجاورة، ولا مانع في ذلك، فلماذا لا يعطونا أن نتنفس قليلا ونُنعش مصالحنا المتدهورة اقتصاديا".
منتجع السنديانة والزيتون: أقيم بتكلفة ملايين الشواقل، والكورونا جعلته وحيدا بائساً
هذا المنتجع أقيم على ارض خاصة غربي معليا بأدارة مهنا عراف وشكري ليوس، يشمل غرف ضيافة بطراز قديم وفاخر، بركة سباحة وقاعة مفتوحة للأفراح الصيفية.
بداية الصيف وقبل الكورونا، أقيمت الحفلات، وحُجزت مئات الأدوار لغرف الضيافة، ولكن مع اجتياح الأفة، تم ابطال الافراح وإلغاء الحجوزات للغرف، وذهبت جميع الاستثمارات في مهب الريح، وأصحاب المحل لم يعوضوا إلا ببقايا قليلة لا تكفي لشراء علبة كبريت كما جاء من إحدى أصحاب المحل.
فندق مونتفورت الصغير الذي يقع على الشارع الرئيسي 89 بين نهاريا ومعلوت، ويجذب اليه مئات السياح سنويا ، واقف الان صامتاً، أبوابه مُغلقة منذ 7 اشهر، وأصحاب المحل في البيت دون عمل.
فندق صغير مع جميع وسائل الراحة والتقييدات ممنوع منعا باتاً من العمل.....الى متى؟؟؟؟؟"
ويقول أحدهم:
" أغلقوا علينا جميع الأبواب، ولا يوجد تعويضات، حتى طلبنا إحضار مجموعات صغيرة مع الحفاظ على تعليمات وزارة الصحة، لكن رفضوا بشكل قاطع، ومن ناحية أخرى يسمحون بفتح المطار، إقامة الصلوات، ولكن فندق صغير مع جميع وسائل الراحة والتقييدات ممنوع منعا باتاً من العمل.....الى متى؟؟؟؟؟"
خليل ليوس من معليا رمم بيت قديم يملكه بتكلفة باهظة، وجعله غرف ضيافة في منتصف البلدة (معليا)،كان يستقبل عشرات الحجوزات من جميع انحاء البلاد، لكن المحل مقفل اليوم أمام الزوار، وصاحبه ينتظر الخلاص.
يسمحون بأقامة مظاهرات مع مئات المشاركين....فأين المنطق في ذلك؟؟؟
يقول خليل:
" يمنعون زوج وعائلة صغيرة من حجز غرفة للراحة بتكلفة زهيدة، ومن ناحية أخرى يسمحون بأقامة مظاهرات مع مئات المشاركين....فأين المنطق في ذلك؟؟؟ نحن نستغيث بأن يعيدوا السياحة الى مكانتها، وأنعاش الأوضاع الاقتصادية، الكورونا لن تنتهي اليوم أو غداً، ولا يعقل أن نبقى عاطلين عن العمل ما دامت الكورونا موجودة.
هذا هو الحال كذلك في جميع غرف الضيافة المتواجدة في القرى التعاونية اليهودية، ملايين تم انفاقها بهذه المشاريع التي بقيت صامتة منذ أزمة الكورونا.
[email protected]
أضف تعليق