اكد الخبير العسكري اللبناني العميد نزار عبد القادر ان اللبنانيين يعولون على مفاوضات الترسيم بين لبنان وإسرائيل لان لبنان كان دائما يطالب الأمم المتحدة التدخل للمساعدة على ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، وذلك على غرار ما تقوم به قوات يونيفيل من جهود ووساطة لترسيم الخط الأزرق على طول الحدود البرية. لكن رفضت الأمم المتحدة الطلب اللبناني متذرعة بأن القرار 1701 لا ينص على ذلك.
وقال لموقع بكرا يشارك في الجلسة الأولى للمفاوضات (غير المباشرة) اللبنانية - الإسرائيلية اليوم برعاية الأمم المتحدة وبحضور وفد امريكي وهو مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر وقوات اليونيفيل.
وأشار الى ان هناك مخاطر تتهدد هذه المفاوضات أولا صعوبات تقنية وهي في العلوم البحرية التي ستعتمد والاسس في ترسيم الحدود بين الدولتين وسنرى اذا كانت الأطراف ستعتمد نفس الطريقة او ان كل فريق سيعتمد الطريقة الخاصة به وهنا من الممكن ان يقع خلاف على مبدأ الترسيم لان ذلك قد يؤدي الى فوارق كبيرة لذا لا بد من مفاوضات تقنية للتعامل بمرونة وحذر لتحصيل أكبر قدر ممكن من حقوق لبنان مع الحرص على عدم نسف العملية التفاوضية.
اما الصعوبة الثانية وهي ان حزب الله والذي يلتزم الصمت بعد إعلان الرئيس برّي عن وجود إتفاق اطار تنطلق منه المفاوضات، لكنه دون أي يُحدّد ماهية هذا الإطار، أو الأسس التقنية المستعملة في ترسيم الحدود، والتي شكلت في الأساس العقدة الكأداء في حل الخلاف, وإمكانية الانقلاب على أي اتفاق لأسباب ترتبط بمصالح حلفائه الاقليميين أو بحساباته الداخلية.
المناطق المتنازع عليها
واكد العميد عبد القادر بان المناطق المتنازع عليها والمناطق المحيطة بها مليئة بالغاز الطبيعي موضحا ان إسرائيل تستعجل اجراء المفاوضات لحل الخلاف القائم، لأنها تدرك تماماً وجود كميات كبيرة من الغاز في المنطقة الحدودية مع لبنان، وقرأت قبل سنوات تصريحاً لمسؤول إسرائيلي في إحدى الندوات الدولية انه قال بأن الشركات المتعاقدة مع إسرائيل تلمح في تسريع الحل مع لبنان لكي تبدأ عمليات المسح والتنقيب في المنطقة الحدودية.
الوسيط النزيه
وحول الدور الأمريكي في هذ المفاوضات قال انه لا بد من التساؤل عن مدى جدية الجانب الأميركي للعب دور الوسيط النزيه، خصوصاً في حال لجوء لبنان إلى المماطلة وذلك بسبب غياب إرادة القرار، أي بسبب ضغوط يمارسها حزب الله أو أطراف إقليمية، والسؤال هل يكتفي الأميركي بصورة جلسة الافتتاح ليوظفها لصالح الرئيس ترامب في الانتخابات؟ مشددا على أهمية الاستفادة من الرعاية الدولية والأميركية للتوصل إلى اتفاقية تحفظ حقوق لبنان.
حقوق لبنان
واعرب عن امله في ان تصل المفاوضات إلى نهاياتها السعيدة، وأن يحصل لبنان على حقوقه في الغاز والنفط، لكن فسحة الأمل هذه لن تُبدّد شكوكنا من عدم قدرة السلطة اللبنانية على التعاطي بشكل حاسم مع المقاربات المطلوبة للتوصل إلى حل يؤمن أكبر مكسب ممكن للبنان فلبنان لا يملك في الظروف الراهنة قراره السيادي المستقل كما انه لا يملك وحدة المؤسسات لصنع القرار للبت في الشؤون الداخلية الكبيرة كقضية الغاز والنفط مع ما يترتب على ذلك من مسؤوليات داخلياً ودولياً.
[email protected]
أضف تعليق