يُصادف شهر تشرين أول- أكتوبر الشهر العالمي للتوعية حول سرطان الثدي من كل عام، وتُشير الإحصائيات أن سرطان الثدي هو المسبب الأكبر للوفيات لدى النساء بمرض السرطان، حيث تصل إسرائيل عالميًا إلى المرتبة الـ 26 من حيث الإصابة، والـ 64 بعدد الوفيات- حسب الاحصائيات التي أصدرتها جمعية مكافحة سرطان الثدي في البلاد مطلع الشهر الحالي.
وحسب ما ورد في موقع الجامعة العبرية في القدس، تشكل الإصابة بسرطان الثدي حوالي 33% من مجمل الأورام الفتاكة لدى النساء، ورغم الجهود العديدة المستثمرة في دراسة المرض، فإن نسبة كبيرة من النساء اللاتي يصبن بالمرض لا ينجون من العلاجات التي تمنح لهن، وحتى إن اختفى المرض، فربما يعود مجددًا بعد 5-20 عامًا من تعافي أنسجة الثدي، أو ينتشر في أماكن أخرى في الجسم، بشكل عنيف ومقاوم بشكل خاص خلال العلاج الكيميائي وعلاج الغدد الصماء.
لذلك يحاول العديد من الباحثين إيجاد حلولاً طبية تؤدي إلى القضاء على الخلايا السرطانية المنتشرة في جسم الإنسان، ولكن حتى الآن لم يتم العثور على علاج سحري يقضي على المرض تمامًا.
ومن بين الباحثين طالب الدكتوراه أنيس خطيب من مدينة شفاعمرو الذي يدرس في كلية الطب في الجامعة العبرية بالقدس، الذي عمل لمدة ثلاث سنوات على دراسة تقدم توجهًا جديدًا ورائدًا، التي توصلت إلى طريقة تجعل الخلايا السرطانية أقل عدوانية بهدف جعلها حساسة أكثر لأدوية السرطان، البحث أجري على خلايا سرطان الثدي، وذلك بتوجيه من الدكتور يوآف شاؤول من كلية الطب في الجامعة العبرية في القدس.
نتائج البحث تم نشرها بأهم المجلات الأكاديمية العالمية لأهميته
حصل طالب الدكتوراه أنيس خطيب على لقبٍ أول في موضوع " التقنية الحيوية " من كلية هداسا، ولقب ثانٍ في موضوع البيولوجيا الجزئية من الجامعة العبرية وهو موضوع دراسته للدكتوراه، وقد بدأ بحثه قبل أكثر من 3 سنوات خلال اللقب الثاني، في حيوية الانزيم gpx8 (غلوتاتيون بيروكسيداز8) لإكساب الصفات العدوانية للخلايا السرطانية. البحث هو جزء من بحث الدوكتوراه الذي هو حول اكتشاف " وظيفة الانزيم gpx8 في السرطان "، وقد تم نشره في الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم (PNAS) لأهميته.
وفي حديثٍ خاص مع طالب الدكتوراه أنيس خطيب قال أنه تم اختيار GPX8 بالتحديد، اعتماداً على نتائج اولية من بحث سابق لمشرفه شاؤول تشير الى مستوى عالٍ من التعبير عن هذا الجين في الخلايا السرطانية العدوانية.
أول من قام بعمل البحث حول هذا الإنزيم
وخلال حديثه، أكد خطيب، أنها المرة الأولى التي يتم فيها التطرق إلى هذا الإنزيم في أبحاث السرطان ، وتم التركيز في البحث حول دوره وتأثيره على الخلايا السرطانية والتي يجعلها أن تكون عدوانية وفتاكة وتم اثبات ذلك في فئران التجارب.
وأن الهدف من هذا البحث هو جعل الخلايا السرطانية أقل عنفًا وفتكًا واضعافها لتكون أقل عدوانية، وجعل العلاجات والأدوية المتوفرة أكثر نجاعة، لأنه في مرحلة معينة من العلاج، يصبح لهذه الخلايا السرطانية مناعة ضد الأدوية المتوفرة اليوم، وتكون مقاومة لها وتتغلب عليها وتكون أكثر عدوانية.
ابطال هذا الانزيم يمكن أن يساعد مستقبلاً في نجاعة العلاج
وأشار خطيب: " رغم توفر الأدوية لعلاج قسم من أمراض السرطان ومنها سرطان الثدي إلا أن الخلايا السرطانية العدوانية عادة تتغلب عليها، وتطور نفسها لمقاومتها ويصبح لديها حصانة من هذه العلاجات.
وتابع خطيب:" يوجد انواع سرطان ثدي ازدهارها متعلق بالهرمونات كالاستروجين والبروجيسترون، وعلاجاتها مبنية على اعاقة عمل الهورمون. وفي البحث الذي عملنا عليه، قمنا بإجراء التجارب على خلايا (MDA-MB-231)وهي غير متعلقة بالهرمونات وهي أكثر عدوانية وفتاكة.
المرحلة القادمة من البحث...
وعن المرحلة القادمة للبحث قال خطيب: " هذه الدراسة هي ثمرة لثلاث سنوات من العمل، وسوف يتمم عمله في البحث حول هذا الإنزيم وارتباطه بمرض السرطان، وسيعمل بشكل متعمق أكثر لإيجاد المعيق لعمله.
[email protected]
أضف تعليق