تبدع الشابة الفلسطينية رؤى محمد حسن سالم باستخدامها مساحيق التجميل وعجينة الجلد البشري وأدوات الرسم، لتكون من الأشخاص القلائل على مستوى الوطن في مجال المكياج السينمائي.
للوهلة الأولى تبدو أعمال سالم مخيفة للناس، لكن هذا ما جعلها تتقدم وتحترف في المكياج السينمائي، وتستخدمه للتعبير عن قضايا عديدة خاصة الانتهاكات الإسرائيلية التي يتعرض لها المقدسيون.
تستطيع سالم عمل مكياج سينمائي من جروح، وكدمات، محاطة بالغرز، ووجوه ملطخة بالدماء وأيدٍ عليها علامات ضرب وتعنيف، مع حرصها على ابتكار اعمال فريدة وجديدة في هذا المجال.
بدأت سالم هوايتها بالمكياج السينمائي قبل 5 أعوام، وما ساعدها أنها فتاة موهوبة بالرسم منذ صغرها.
تقول إن لها مشاركات عديدة في ورشة للمكياج السينمائي عام 2017، في حوش الفن الفلسطيني وسط القدس، وإعداد مكياج الممثلين في أحد الأفلام الفلسطينية الحديثة وهو قيد الإنتاج، بالتعاون مع سينما القدس.
وعن أعمالها تشير إلى أن فن المكياج السينمائي يمكن استخدامه لتجسد الواقع الفلسطيني بالقدس، خاصة في الأفلام التي تعبر عن معاناة شعبنا مع الاحتلال لأن ذلك يعتمد على المكياج والمؤثرات الخاصة.
اعلام وصحافة
وتشير سالم وهي طالبة في الصحافة والإعلام بجامعة بيت لحم إلى أن افتقار فلسطين للمواد والمكياج المستخدم في هذا العمل، لم يمنعها عن الاستمرار في عملها، ومن استخدام الألوان العادية والملونة وبعض المواد الغذائية من المطبخ وتحويلها إلى جلد صناعي، ودم طبيعي يشبه إلى حد كبير دم الإنسان.
ومن أعمالها، رسم لوجه مفقوءة فيه العين اليسرى، تعبيرا عن التضامن مع الصحفي الفلسطيني معاذ عمارنة الذي فقأ الاحتلال عينه أثناء تغطيته مواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي العام الماضي.
كما رسمت على نصف وجهها وردة في إشارة للأمل، والنصف الآخر علامات تعنيف تعبيرا عن الواقع الذي نعيشه، وفي ذلك تقول إن الرسمة هذه تعني "مهما كان الواقع سيئا، دائما هناك أمل".
تقول إنها وضمن عدد لا يتجاوز 10 أشخاص يتقنون هذا الفن في فلسطين رغم استيراد بعض المواد اللازمة للإنتاج من الخارج، وكلفتها العالية.
وتضيف هذا الفن يعطي مساحة كبيرة لمن يعملون في هذا المجال للخروج بإبداعات واعمال كثيرة، وعنصرا اساسيا في الاعمال المسرحية والدرامية حيث يتم التعبير عن الواقع بالأعمال الدرامية.
[email protected]
أضف تعليق