رأى المحلل السياسي والقيادي د. ثابت أبو راس ان الاعلان عن اصابة الرئيس الامريكي ترامب وزوجته بوباء الكورونا هو منعطف جديد في السباق الرئاسي المشحون والذي لم يسبق له مثيل في تاريخ الانتخابات الرئاسية الامريكية حيث ستتوقف المناظرات بين المرشحين الرئيس ترامب ومرشح الحزب الديمقراطي بايدن. فبعد المناظرة الاولى بينهما التي كانت من أعنف وأشرس المناظرات في تاريخ السباق الرئاسي الامريكي سيدخل الرئيس ترامب الى الحجر 30 يوما قبل يوم الانتخابات. اتمنى الشفاء السريع للرئيس ترامب ليعود ويخسر الانتخابات كما تتوقعه كل استطلاعات الرأي الامريكية.

ازمة الكورونا وتداعياتها على المجتمع الامريكي تفقد ترامب مكانته

وتابع: خسارة الرئيس ترامب المتوقعة تنبع من اسباب كثيره وعلى راسها توقع زيادة نسبة التصويت بأوساط الاقليات مثل الامريكان من اصول افريقية واسبانية حيث تزداد اعدادهم في المجتمع الامريكي على ضوء التحولات الديمغرافية هناك. الاقليات ما زالت تعاني من قوانين هجرة وقلة برامج الصحة وقضايا اقتصادية ومعاملة الشرطة وقضايا اخرى.
ونوه: كذلك فان ازمة الكورونا وتداعياتها على المجتمع الامريكي وموقف الرئيس ترامب من الازمة الرافض لقبول اخطار الوباء التي تضرب المجتمع الامريكي. حتى بعد وفاة أكثر من مئتي ألف مواطن امريكي ما زال الرئيس ترامب يرفض ارتداء الكمامة ويصر ان اخطار الكورونا محدودة. لا شك ان معركة الانتخابات الامريكية تسلط الضوء على خمس ولايات "متأرجحه" من حيث قوة التأييد للحزبين الجمهوري والديمقراطي. هذه الولايات هي: بنسلفينيا. مشيغن، ووسكانسن، فلوريدا واريزونا. ويسعى الرئيس ترامب الى الفوز بثلاثة من الولايات الخمسة على الاقل. ويستصعب ترامب الحصول على مكسب كهذا. بقي ان نذكر ان الرئيس ترامب بدأ يشكك في نتائج الانتخابات منذ الان ولم يعد بقبول نتائجها بكل الحالات. ويدعي ان هناك مخططات لتزييف النتائج وخاصة ان عشرات الملايين سيصوتون عن طريق البريد الالكتروني دون الوصول الى مراكز الاقتراع بسبب الكورونا.

احتقان وأزمة اقتصادية لصالح بايدن

د. حسين الديك خبير في الشؤون الامريكية قال ل "بكرا": لا شك اننا في مرحلة انتخابية هامة ومميزة في تاريخ الانتخابات الامريكية ،تختلف عما سبقها ، وهناك احتقان كبير في الشارع الامريكي ، وتطغى ازمات كبيرة اهمها وباء كورونا ، ازمة العنف والعنصرية، وازمة الاقتصاد، لدى كل من ترامب وبايدن نقاط قوة ونقاط ضعف، ورغم ان الاستطلاعات ترجح كفة بايدن للفوز في الانتخابات الا ان كل شيء وارد في الانتخابات الامريكية ، وهذا يعود الى عدة عوامل اهمها الولايات المتـأرجحة، وطبيعة النظام الانتخابي القائم على المجمع الانتخابي وليس على الصوت الشعبي، لاشك ان لدى ترامب قاعدة اناخابية متحمية اكثر من بايدن ممثلة باليمين المسيحي والناخبين البيض ، ولكن ازمة كورونا ومظاهرات السود تدعم بايدن اكثر ، ولكن يبقى الحسم في ولايات بنسلفانبا و ميشيغان و ويسكانيون و مينيسوتا ، فهذه الولايات قد رجحت كفة ترمب في العام 2016 وهي التي يوف تحسم السباق الانتخابي في 3/11/2020
وتابع: ومن هنا تظهر خرائط الولايات بان جورجيا و ميشيغن وبنسلفانيا اصبحت زرقاء اي انها تصوت لبايدن ولاحزب الديمقراطي ، وان صحت هذه الخرائط فان الانتخابات قد حسمت لصالح بايدن ، وخاصة ولاية بنسلفانيا التي لديها20مقعد في المجمع الانتخابي الان المعركة هي معركة على اعصاء المجمع الانتخابي البالغ عددهم538 عضو وليست معركة على الصوت الشعبي ، قد يفقد الجمهوريون ولايات هامة مثل اريزونا وفلوريدا وجورجيا وبنسلفانيا وهذا يعني فوزا مريحا لبايدن، اما اذا تكرر سيناريو 2016 وصوتت هذه الولايات لترامب فسوف يفوز ترامب بولاية ثانية.

اكتشاف اصابة ترامب بڤايروس الكورونا فانه يدل على ان هنالك العديد من الاحداث المفاجئة

وقال رائد حاج يحيى، باحث في العلوم السياسية، جامعة جونز هوبكنز، الولايات المتحدة: ربما لا نستطيع ان نقول ان بايدن “فاز” بهذه المناظرة بشكل قطعي، لكن يمكننا ان نجزم ان ترامب خسر هذه المناظرة وربما تسبب لحملته الانتخابية بضرر كبير رغم ان المناظرات الرئاسية بشكل عام لا تغير مسار الانتخابات بشكل كبير باتجاه او باخر، الا ان ترامب خسر فرصة التأثير على الناخبين الذين لم يحسموا رأيهم الانتخابي بعد، وقدم لبايدن امكانية التقرب من هؤلاء الناخبين ومن ابناء الأقليات، تاريخ بايدن كنائب اول رئيس اسود في البيت الابيض قد يكون اكثر اهمية بعد المناظرة الفوضوية وربما عنيفة هذا الاسبوع؛ بقي على بايدن ان ينتهز هذه الفرصة في الاسابيع القريبة قبيل الانتخابات تقترب الولايات المتحدة الامريكية الى الانتخابات الرئاسية بعد شهر، في سنة صعبة شهدت فيها الولايات المتحدة مظاهرات واحداث شغب كبيرة تكشف مدى عمق التوتر العرقي والعنصرية، واستياء الاقليات من عنف الشرطة، بالإضافة الى جائحة الكورونا التي راح ضحيتها أكثر من 200،000 مواطن والتي ادت الى ازمة اقتصادية كبيرة. لقد كان ترامب بحاجة ماسة لهذه المناظرة، ومن حسن حظه انها حدثت قبل اكتشاف اصابته بالكورونا. رغم اهمية هذه المناظرة لترامب، لم يستطع الرئيس الامريكي استغلال هذه المناظرة لتغيير مسار الانتخابات الرئاسية لصالحه، او على الاقل لإقناع الناخبين الذين لم يحسموا موقفهم الانتخابي بعد.
وتابع: اما بايدن الذي واجه اتهامات عديدة في الاشهر الاخيرة تدعي ان قدراته العقلية بتراجع مستمر وان ذلك لن يمكنه من ممارسة مهام الرئاسة بشكل لائق، خرج من هذه المناظرة باقل ضرر ممكن حيث أبدى بوضوح قدرته على التعامل مع مواقف ضاغطة وصعبة وعدم فقدان قدرته على تقدير الرد الملائم في وجه مواقف ضاغطة كهذه، وربما حدث ذلك بفضل ترامب الذي فقد اعصابه في احيان متقاربة لدرجة انه لم يتسنى لبايدن اصدار تصريحات تضر بالأخير. وبسبب تصرفات ترامب البهلوانية او التهريجية، على حد وصف بايدن، فقد ابدى عدد من داعمي ترامب الوافدين الى المناقشة خجلهم من هذه التصرفات وعن صعوبة دعم ترامب انتخابيا بسبب اسلوبه في المناظرة (وما يشير اليه هذا الاسلوب بشأن ادارته) رغم الموافقة المبدئية مع مواقفه المختلفة.
ونوه: على صعيد العلاقات العرقية، رفض الرئيس ترامب استنكار ايديولوجية تفوق وتميز العرق الابيض وافعال الجماعات المختلفة التي تتخذ هذه الايدولوجيا منهجا لها، وحاول ان يشير الى مسؤولية بايدن عن اعمال العنف والشغب التى حدثت في بعض المظاهرات في انحاء الولايات المتحدة في الصيف الاخير، وذلك رغم استنكار بايدن لاعمال العنف وعدم دعمه لها بشكل قاطع. وبهذا يكون بايدن، الذي نعت ترامب بالعنصري خلال المناظرة، خرج من هذه المناظرة كمناصر الاقليات بينما خرج ترامب منها كمرشح غير قادر على استنكار ايديولوجية وجماعات تميز العرق الابيض. بعد صيف حافل بالمظاهرات، ربما سيؤدي رفض ترامب لاستنكار هذه الايديولوجيا الى ابتعاد داعميه من ابناء الاقليات عنه، ويعزز هذا مكانة بايدن بين الاقليات المختلفة، بالذات ابناء البشرة السوداء الذين يرون بمنصب بايدن كنائب رئيس في ادارة اوباما كبصيص امل.
وقال: فيما يتعلق بنزاهة الانتخابات، كان لبايدن افضلية واضحة في المناظرة، حيث صرح وبشكل واضح انه يؤمن بنزاهة النظام الانتخابي وسيحترم اي نتيجة تنجم عن هذه الانتخابات. اما ترامب فاستمر بالتشكيك بنزاهة الانتخابات، كما فعل بالانتخابات السابقة. وقد شكك خصوصا بنزاهة الاقتراع البريدي، مدعيا ان الاقتراع البريدي يمنح الفرصة للتلاعب بنتائج الانتخابات. وبناء على اعتقاده بعدم نزاهة الانتخابات، ناشد ترامب داعميه التوجه الى مراكز الاقتراع ومراقبتها عن قرب للتأكد من نزاهتها، ورفض الالتزام بدعوة ناخبيه الالتزام بنتائج الانتخابات اذا كانت لغير صالحه، او الحفاظ على النظام في حال كانت النتائج غير حاسمة، منوها ان الاقتراع البريدي قد “لا ينتهي بشكل جيد.” المشكلة الحقيقية هي ليست نزاهة الانتخابات، كما يدعي ترامب، بل عدم ثقته بقدرته على النجاح بالانتخابات. ربما لم يكتسح نائب الرئيس سابقا بايدن هذه المناظرة بشكل قطعي، ولكن ترامب، في سياق المظاهرات في الصيف الاخير، عدد الوفيات الكبير بسبب الكورونا، والازمة الاقتصادية والبطالة الاخذة بالازدياد على اثر وباء الكورونا، قد خسر هذه المناظرة بشكل واضح، واهدى منافسه بايدن نوعا من التقدم عنه. ربما من المبكر ان نجزم نتائج الانتخابات، كما علمتنا انتخابات العام 2016، ولكن هذه المناظرة قدمت لبايدن فرصة ذهبية، بقي ان يستغلها لصالحه في النقاشات القادمة وفي حملته الانتخابية.
وختاما قال: اما اكتشاف اصابة ترامب بڤايروس الكورونا فانه يدل على ان هنالك العديد من الاحداث المفاجئة والغير متوقعة التي يمكن ان تحدث في الاسابيع المقبلة قبل الانتخابات، والتي من شأنها ان تؤثر على مجراها. فان قيام ترامب بإلغاء العديد من خطاباته الانتخابية في الاسبوع المقبل بالتأكيد لا يخدم حملته، وربما يجبره ايضا على التعامل مع الجائحة وعواقبها والتطرق اليها بشكل اكثر مباشر

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]