تواصل المعلمة إكرام مصطفى الأسطل مُدّرسة الرياضيات، ورغم سنوات عمرها التي تجاوزت ال80 عاما، التطوع في تدريس الأطفال الصغار في ظل أزمة كورونا وإغلاق المدارس بقطاع غزة.
وحولت الأسطل من مواليد مدينة خانيونس جنوب القطاع، غرفة من منزلها لاستقبال الأطفال، الذين علمت آباءهم في السابق، وأصبح منهم الطبيب والمهندس والصيدلي.
وتتحدث الأسطل لمعا أنها عملت في تدريس الرياضيات منذ تخرجها من الثانوية العامة عام1960م بعد العدوان الثلاثي لأربع سنوات متواصلة حتى عام 1964م في مدرسة عكا بمدينة خانيونس.
وتتابع، سافرت من القطاع عن طريق البعثة البحرينية برفقة 30 مدرسا ومدرسة للعمل في مهنة التدريس بمدارس البحرين، وكانت تعمل الأسطل بتدريس الرياضيات فترة الصباح داخل المدرسة، وعند الساعة الثانية ظهرا تخرج مع زميلاتها في السكن الداخلي لتدريس نحو الأمية لأهالى القرى البحرينية.
وتضيف، "في كل عام يتم إعطاؤنا دورات تدريبية من قبل مختصيين ودكاترة جامعيين لتطوير مهارات التدريس لدينا، وكانت لها إفادة كبيرة لنا بتطوير مهارات التدريس وتبسيطها للطلبة".
وعن حياتها في البحرين، توضح أنها درست الحقوق بالانتساب في جامعة بيروت العربية، رغم رغبتها في دراسة تخصص التجارة بجامعة في القاهرة، ولكن لعدم تناسب موعد الامتحان مع عملها في البحرين، فدرست الحقوق، مضيفة أن التعليم ليس له موعد معين ولا ساعة محددة.
وتؤكد أنها تحب التدريس جدا رغم سنوات عمرها فما زالت تدرس أطفال البرج التى تسكنه وتراجع معهم مادة الرياضيات في ظل إغلاق المدارس وانتقال التعليم للإلكتروني، موضحة أنها تشعر بالسعادة مع الأطفال في تدريسهم، وقضاء وقت فراغها بمهنتها التي تعشقها.
وعن أهمية الرياضيات في الحياة، تقول الأسطل إن الحسابات هي المعاملة بين الناس من جمع وطرح، فالرياضيات مهمة لكل إنسان.

وحول حياتها اليومية، تضيف أن لديها تنظيم بوقتها وتقوم بطهي الطعام أيضا، وكل صباح تفتح المذياع لسماع برامج عن العلم وتسجل منها وتكتبها على دفاتر خاصة بهذه البرامج.
وتكرمت الأسطل قبل انتقالها لغزة من الشيخ عيسي لانتهاء خدمتها بمهنة التدريس التي استمرت ل33 عاما قضتها بين مدارس البحرين بتدريس الرياضيات.
وتوصي الأسطل بضرورة الاهتمام بالعلم من خلال إيمانها في بيت شعر قالته لمعا، العلم يرفع بيوتا لا عماد لها، والجهل يخفض بيوت العز والكرم.
من جهته، يقول حسام أبو ريا جار المعلمة الأسطل إنها الأم الثانية والجارة العزيزة، وبفترة من فترات كانت المعلمة له تحديدا في الثانوية العامة.
ويتذكر أبو ريا موقفا طريفا للأسطل عندما كانت تدرس له مادة الرياضيات، عندما تراني غير مركز معها، بالمسطرة تضربني على كتفي لكي انتبه لها، موضحا أن طريقة شرحها جميلة لربطها بالأمور الحياتية.
ووجه للأسطل رسالة، "شكرا أنها موجودة، وشكرا لإنسانيتها وشكرا أنها أمنا الثانية وجارتنا".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]