تحيي الجماهير الفلسطينية اليوم، الذكرى العشرين لاندلاع الانتفاضة الثانية. 

واندلعت شرارة الانتفاضة الفلسطينية الثانية، عقب اقتحام زعيم المعارضة الإسرائيلية آنذاك أرييل شارون يوم 28 سبتمبر/أيلول 2000 باحات المسجد الأقصى، تحت حماية نحو ألفين من الجنود والقوات الخاصة، وبموافقة من رئيس الوزراء في حينه إيهود باراك، فوقعت مواجهات بين المصلين وقوات الاحتلال.

وتجوّل شارون في ساحات المسجد، وقال إن "الحرم القدسي" سيبقى منطقة إسرائيلية، مما أثار استفزاز الفلسطينيين، فاندلعت المواجهات بين المصلين والجنود الإسرائيليين، وقُتل سبعة فلسطينيين وجُرح 250 آخرون، كما أُصيب 13 جنديا إسرائيليا.

ولاحقا، شهدت مدينة القدس مواجهات عنيفة أسفرت عن إصابة العشرات، وسرعان ما امتدت إلى جميع المدن في الضفة الغربية وقطاع غزة، وسميت بـ"انتفاضة الأقصى".

ويعتبر الطفل الفلسطيني "محمد الدرة" رمزا للانتفاضة الثانية، فبعد يومين من اقتحام المسجد الأقصى، أظهر شريط فيديو التقطه مراسل قناة تلفزيونية فرنسية في 30 سبتمبر/أيلول 2000، مشاهد إعدام للطفل (11 عاما) الذي كان يحتمي إلى جوار أبيه ببرميل إسمنتي في شارع صلاح الدين جنوبي مدينة غزة.

وأثار إعدام الجيش الإسرائيلي للطفل الدرة مشاعر غضب الفلسطينيين في كل مكان، وهو ما دفعهم إلى الخروج في مظاهرات غاضبة ومواجهة الجيش الإسرائيلي، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات منهم.

وتميزت الانتفاضة الثانية، مقارنة بالأولى التي اندلعت عام 1987، بكثرة المواجهات، وتصاعد وتيرة الأعمال العسكرية بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي.

كما نفذت الفصائل الفلسطينية هجمات داخل المدن الإسرائيلية، استهدفت تفجير مطاعم وحافلات، تسببت بمقتل مئات الإسرائيليين.

ووفقا لأرقام فلسطينية وإسرائيلية رسمية، فقد أسفرت الانتفاضة الثانية عن مقتل 4412 فلسطينيا إضافة إلى 48 ألفا و322 جريحا، بينما قُتل 1100 إسرائيلي، بينهم ثلاثمئة جندي، وجرح نحو 4500 آخرين.

وكان من أبرز أحداث انتفاضة الأقصى اجتياح مخيم جنين ومقتل قائد وحدة الهبوط المظلي الإسرائيلية، إضافة إلى 58 جنديا، وإصابة 142 جنديا في المخيم.

وتعرضت مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة خلال الانتفاضة لاجتياحات عسكرية وتدمير آلاف المنازل والبيوت، وكذا تجريف آلاف الدونمات الزراعية.

المتابعة: تحل الذكرى العشرون لهبة القدس والأقصى في ظل استشراس التآمر على شعبنا

تؤكد لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، في الذكرى العشرين لهبة القدس والاقصى، أن شعبنا الفلسطيني ككل، وجماهيرنا الراسخة في وطنها، وهي جزء حي من شعبها، تبقى أقوى من كل المؤامرات التي تحاك لتصفية قضية شعبنا العادلة، وأقوى من كل السياسات العنصرية والتحريض الدموي عليها. فهذا أوان رص الصفوف، ونحن متفائلون من المؤشرات الجارية على الساحة الفلسطينية لرأب حالة الشرخ القائمة. ونظرا للظروف الصحية، فإن احياء الذكرى سيكون في مركزه تظاهرة رقمية الى جانب زيارة أضرحة الشهداء، وساعة تعليمية في المدارس.

وقالت المتابعة في بيانها، تحل الذكرى العشرين لهبة القدس والاقصى، التي انتفضت فيها جماهيرنا، دفاعا مشروعا عن القدس والمسجد الأقصى المبارك، وشعبنا الفلسطيني، الذي بدأ في تلك الأيام يواجه عدوانا وحشيا على مختلف أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة ، واستمر لسنوات، وحصد آلاف الجرحى، وعشرات آلاف المصابين، وآلاف كثيرة من المعتقلين والأسرى واكثر من أربعة آلاف شهيد, تحل في ظروف استثنائية، إن كان على المستوى الصحي وجائحة الكورونا، ما يقيد شكل احياء الذكرى جماهيريا، والأهم، أنها تحل في فترة تشتد فيها المؤامرة على شعبنا وقضيته، من حكومة الاحتلال، والإدارة الأميركية، لتساندها أذرع "عربية" تزحف على بطونها لإبرام اتفاقيات تتبيع مع حكومة الاحتلال، في محاولة بائسة، ستفشل لا محالة، لتمرير ما تسمى "صفقة القرن" الهادفة لتصفية قضية شعبنا الفلسطيني والتي تمعن في العدوان على القدس وعلى هويتها الوطنية والدينية بما في ذلك المجاهرة بالتقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى المبارك والتغول والانفلات الصهيوني والاستيطاني في محيطه.

كذلك تحل الذكرى على جماهيرنا، في ظل استراس السياسات العنصرية الرسمية، من هدم بيوت وتضييق الخناق على قرانا ومدننا وبالأخص في النقب وفي المدن التاريخية الى جانب التحريض المستمر علينا، في محاولة بائسة لنزع شرعية وجودنا في وطننا وطن الآباء والأجداد، الذي لا وطن لنا سواه، ونزع حرية العمل السياسي والتعبير، واستفحال الملاحقات السياسية، ونهج كم الأفواه.

احياء الذكرى

وفي ظل الظروف القائمة، والإغلاق، فإن لجنة المتابعة قد قررت:

• زيارة أضرحة الشهداء في ساعات الصباح من يوم الخميس 1\10\2020 حسب ما يجري اقراره محليا والتي ستقتصر على مندوبين للسلطة المحلية وللجان الشعبية في القرى والمدن التي سقط فيها الشهداء بسبب انتشار جائحة كورونا.

· تنظيم مظاهرة رقمية ببث حي على صفحتها على فيس بوك بين الساعة الرابعة من بعد الظهر الى السابعة مساء في الأول من أكتوبر 2020 وتشمل كلمات من قيادة مركبات المتابعة ومن أهالي الشهداء وتقارير عن زيارة اضرحة الشهداء وقصائد واغاني وطنية.

· احياء الذكرى في جهاز التعليم بتخصيص ساعة تعليمية لطلاب المدارس، عن هبة القدس والاقصى وأحداثها ومعانيها.

· اصدار وثيقة سياسية وحقوقية تستند الى رأي قانوني من مركز عدالة للمطالبة بتقديم المجرمين الذين قتلوا أبناء شعبينا للمحاكمة.

· تنظيم وقفات محلية احياءً للذكرى في مختلف القرى والمدن العربية مع مراعاة التعليمات الصحية.

شعارات احياء الذكرى:

• عشرون عاما على هبة القدس والاقصى

لن ننسى ولن نغفر

• مسؤولية دولة إسرائيل عن الجرائم في أكتوبر 2000 لا تزول بالتقادم



• حقوقنا في هذه البلاد مشتقّة .... من كوننا أصحاب هذه البلاد

• بوحدة شعب فلسطين نتصدى لمؤامرات التصفية

• لا للتتبيع ولا للتطبيع ولا للصهيونية ولا لصفقة القرن

نعم للدولة والقدس والعودة

• القدس عربية فلسطينية إسلامية مسيحية

• نحن طلاب العدالة والاحتلال عنوان الطغيان
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]