تناقلت مؤخرا بعض الجهات ومواقع التواصل الاجتماعي معطيات حول ارتفاع في حالات الطلاق في مجتمعنا العربي خلال ازمة كورونا حيث برز من بين هذه المعطيات الى تفكك عشرة عائلات عربية يوميا، سماحة القاضي د. اياد زحالقة رئيس المحاكم الشرعية قال في بداية حديثه ل "بكرا": دلت الاحصائيات عن سنة 2019 ان نسبة الطلاق في المجتمع الفلسطيني المسلم تتراوح بين بمعدل ثلاث حالات طلاق مقابل كل عشرة عقود زواج وهي نسبة مرتفعة مقارنة بالسنوات السابقة وتدل على عمق الازمة داخل المجتمع العربي والعائلة العربية خاصة بسبب انتقال هذا المجتمع التقليدي الى معاصر بسرعة ودون ادراك للتغير الحاصل في منظومتنا الاجتماعية والتحول في القيم والمفاهيم التي كبر عليها مجتمعنا وخاصة ظاهرة الفردانية واهتمام الفرد بأموره وخصوصياته وتحقيق ذاته حتى لو كان ذلك على حساب باقي افراد العائلة. وبات مجتمعنا يفتقد الى قيم التضامن والتضحية من اجل تماسك الاسرة وتقدمها وعليه فان الامر يستوجب ان نعيد النظر في منظومتنا القيمية وفي تعاملنا مع قضايا الزواج والطلاق والعمل على تهيئة الشباب المقبلين على الزواج من اجل بناء اسر مستقرة وناجحة.

ازدياد بنسبة حالات الطلاق واحد بالمئة في كورونا

ونوه: اما بخصوص مسألة تأثير جائحة كورونا على الاستقرار العائلي فانه لا يمكن قياس هذا الامر حاليا بسبب قصر الفترة منذ انتشار الوباء قبل ستة اشهر والتي ستبدو اثاره وانعكاساته على للمجتمع بعد حين غير انني اقدر ان جائحة الكورونا قد زادت الامور تعقيدا داخل العائلة بسبب تردي الاوضاع الاقتصادية وكذلك بسبب الحجر داخل البيوت مما يوفر مناخا وظروفا قد تزيد من حدة الخلافات وفي احصائية اجريناها عن الاشهر الستة الاخيرة مقابل الستة الماضية بينت ازدياد بنسبة حالات الطلاق واحد بالمئة الامر الذي يبدي للوهلة الاولى عدم تأثير الجائحة غلة الوضع الاجتماعي ولكنه غير دقيق.

بدورها دكتورة نسرين حاج يحيى معالجة زوجية واسرية مؤهلة، معالجة نفسية ورئيسة قسم اللقب الثاني في الاستشارة التربوية في كلية سخنين قالت ل "بكرا": لا يوجد لدينا كمختصين جواب دقيق لأننا بحاجة الى احصائيات دقيقة علمية وموثقة تشير بشكل واضح وجلي الى انه بالفعل هناك ارتفاع، حيث هناك ايضا تفاوت بين المحاكم الشرعية ولجنة الاحصائيات المركزية التي ممكن ان تشمل احصائيات ليس بالضرورة ان تكون محتلة، الشعور العام ايضا هناك تناقض، هناك مختصين يؤكدون انه اصبح تعاضد وتآخي خلال فترة كورونا وذلك بسبب التهديد الخارجي وهو كورونا لذلك فان بعض الازواج تقربوا وتوحدوا ضد وامام التهديد الخارجي واجلوا الاشكاليات الموجودة وتداركوا المشاكل اذ ليس وقتها الان في حين ان اخرين كانوا على وشك السقوط للسقوط والكورونا سببت بتفاقم الازمة، قلائل من كانوا بحالة توازن وسببت الكورونا بأزمة شديدة.

ونوهت: مما لا شك فيه ان الكورونا سببت بضغط شديد عدا عن تغيير الروتين والعالم الأكاديمي يتوقع ان ترتفع نسب الاكتئاب والقلق ولكن لا أستطيع ان اؤكد وجود ارتفاع بنسب الطلاق لأنه حتى اللحظة لا توجد احصائية مشابهة، وقد استخلصنا هذا الاستنتاج خلال جلستنا بجمعة الاخصائيين الفلسطينيين لعلاج المشاكل الزوجية في اسرائيل.

صراعات بين الرجل والمرأة في العائلة

وتطرقت حاج يحيى الى اسباب ادت الى التفكك الاسري في المجتمع العربي في السنوات الاخيرة وقالت: كل التغييرات التي طرأت على منظومة العائلة الحمائلية الموسعة والتي تحولت الى عائلة نواة حيث تغير تقسيم الادوار بين الرجل والمرأة واتخاذ القرارات وموازين القوة، التغييرات التي حدثت منذ قيام الدولة والتي سببت عوامل عديدة منها مصادرة الاراضي وعدم الاعتماد على الفلاحة ما سبب بخروج الناس الى العمل، كما ان المرأة تعلمت وانضمت الى سوق العمل ما اخل بالموازين وغير تركيبة العائلة العربية بشكل كمي دون اي تحضير مسبق او تغيير نوعي، البعد عن الانماط التقليدية دون اي تذويت عميق لمعاني هذه التغييرات

وتابعت: لذلك ظهرت عدة صراعات بين الرجل والمرأة ما يسبب ارتفاع بنسبة الطلاق، حيث ان المرأة تخرج الى العمل وتتعلم واصبحت اكثر وعيا لحقوقها، وبالتالي الرجل لم يتقبل بالتغييرات الجديدة ويشعر بان ما يحصل يسبب صراعات وتهديد على رجولته خصوصا ان المرأة اليوم لا تتقبل السلطة الابوية، كما ان حياتنا اصبحت بذخ وشكليات خارجية والازواج تنشغل بأمور مادية دون وعي حقيقة هذا الانتقال، بعد الامور المادية نكتشف اننا كأزواج لا نستطيع مواجهة هذه الحياة وبالتالي فان نسبة الطلاق ارتفعت بحدة ونحن نقترب من نسب الغرب اذ ان اكثر من 70% من الطلاق تحدث في السنة الاولى.

وعن الحلول قالت: انا أؤمن بتهيئة الازواج الشابة للزواج، واقامة دورات تحضيرية للحياة الزوجية حتى يكتسبوا بعض الخبرة وتكافؤ وتوعية لقضية كيفية اختيار الزوج او الزوجة بحسب معايير ملائمة، وايضا التوجه عند معالج زوجي دون حرج حيث ان الناس تفضل ان تتوجه للطلاق وليس مختص زوجي حيث ممكن ان يساعد على حل الخلافات وادارة الصراعات

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]