على ما يبدو ان قضية المرحومة يارا حمادي الشابة التي لاقت حتفها خلال عبورها الشارع على خط مشاة بعد ان دهستها سيارة مسرعة اثناء عودتها من الجامعة ليلا في تل ابيب حيث تدرس موضوع الطب لم تغلق بعد، ولم يعاقب الجاني، ولا احد يعلم ما الذي يدور في أروقة المحاكم شأنها شأن قضايا عديدة أخرى مشابهة معظم ضحاياها فتيات في عمر الورد كن يحلمن بحياة اجمل من الحياة قبل ان تخطفهن يد المنية بصورة شاب او شخص مستهتر ظن للحظة ان الكون رهن كلمة منه، خلال تجهيزنا للمقال طلبنا من والدة يارا رنين عون الله التي لم تنسى ابنتها لحظة ومنذ ان فقدتها حرصت ان تضل ذكراها في عقول وقلوب الكثيرين من خلال جمعية يارا التي اسستها وتميزت بنشاطات توعوية هادفة، طلبنا منها صورة لها وليارا ولكنها استصعبت الامر اذ قال "هناك صور كثرة ولكل صورة الف حكاية" فلماذا لا تتم معاقبة من سرق الحكايات ودمر الامل والفرح ولعله كما قالت والدتها في احدى الملصقات على اسم يارا "بكرا شي نهار" تأخذ يارا حقها من الجاني، لتنشر الامل والتفاؤل وترقد بسلام، فحبوب سنبلة تموت تملأ الوادي سنابل.
تفاصيل اللقاء الاخير
في حديث خاص مع رنين عون الله والدة المرحومة الشابة يارا حمادي عادت الى الخلف يوم توديعها لطفلتها وارادت ان تستذكر التفاصيل التي تريح قلبها وعقلها وتجمعها مع ابنتها جددا: كان من المفترض ان تبدأ يارا تعليمها الجامعي يوم الاحد، وكانت يارا تتجهز لذلك وذلك اليوم ذهبنا وتناولنا وجبة الغذاء في مطعم هي تحب التردد اليه، وفي ساعات المسا توجهنا الى مدينة محطة الباص، وكنا نتحدث كل الطريق عن البداية الجديدة، وخلال طريقي كنت قاب قوسين او ادني من حادث طرق ولكننا نجونا حينها بأعجوبة وكأن وقتي لم يحن بعد وانا توترت حينها ولكنها حاولت تهدئتي وقد اجلنا موعد صعودها الى الباص وتحدثنا أكثر وكانت توصيني طيلة الوقت ان انتبه لنفسي وبطبيعة الأحوال اعتدت على مراقبة ابنتي خلال صعودها الى الباص ولكن هذه المرة عادت يارا الي اثناء مراقبتي لها لوهلة اعتقدت انها نسيت امرا ما ولكنها طلبت ان تقبلني وكانت القبلة الأخيرة والوداع الأخير، هذا الحديث كان عشية السبت وهي بدأت تعليمها الاحد والأربعاء ليلا ماتت في حادث دهس في نصف تل ابيب.
أطالب بأقصى العقوبة
ونوهت متطرقة الى الحراك الذي يدعو الى معاقبة المتسببين بحوادث طرق او دهس بسبب السرعة او الاستهتار في الشارع حيث انها عضو فيه وقالت: المهم اننا مجموعة لان الفرد لا يستطيع ان يوصل صوته، والاهم ان لا نمر مرور الكرام ونعفو عن من قتل ابننا بسبب قلة مسؤوليته واستهتاره لان اليوم الضحية هي ابنتي يارا وغدا سيكون هناك ضحايا اخرين وبالتالي يجب ان ينال عقابه، حتى وان كان هدفه ان لا يقتل ابنتي ولكنه يجب ان يتلقى عقاب صارم لانه لم يقتل ابنتي فقط بل قتلني انا وابوها واختها، انا أطالب بأشد العقوبة لكل شخص تسبب بوفاة ابن او بنت دهسا او في حادث طريق حتى لو كان بدون قصد.
[email protected]
أضف تعليق