علّق خبراء على اتفاق السلام الذي أبرمته مملكة البحرين مع إسرائيل، الذي جاء خلال أقل من شهر من اتفاق مماثل أبرمته دولة الإمارات، بالتأكيد على أن هناك 3 فوائد استراتيجية للسلام مع إسرائيل.

واعتبر الأكاديمي والباحث السياسي البحريني محمد مبارك جمعة، في حديث مع "سكاي نيوز عربية"، أن الاتفاقيتين اللتين أبرمتهما الإمارات والبحرين مع إسرائيل، تختلفان عن الاتفاقات السابقة، مثل تلك التي أقدمت عليها مصر والأردن.

وأضاف: "الاتفاقات السابقة كانت تقليدية وقد أبرمت في فترة حروب.. كانت في إطار تاريخي محدد ومعروف المعالم في ذلك الوقت، لكن هذه الاتفاقات تختلف بشكل جذري، لأن الدول التي أبرمتها لا تربطها أية حدود جغرافية مع إسرائيل، وليست على اتصال مباشر بما يجري في القضية الفلسطينية".
ويتيح السلام مع إسرائيل، بحسب خبراء، 3 فوائد تتعلق بالمجال الأمني والاقتصادي وبالقضية الفلسطينية.

مكافحة الإرهاب

وأشار جمعة إلى أن الاتفاقيتين الجديدتين أبرمتا في ظروف أمنية ليست سهلة، "لكها ليست مع إسرائيل وإنما مع أطراف إقليمية أخرى مثل النظام الإيراني، الذي يهدد بشكل مستمر دول المنطقة، ومن بينها البحرين".

من جانبه، قال كبير الباحثين بمعهد واشنطن، ديفيد بولوك لـ"سكاي نيوز عربية"، إنه يوجد "أعداء مشتركون وأصدقاء مشتركون أيضا بين دول الخليج وبعض الدول العربية، من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى".

وأكد أن الأعداء المشتركين يتمثلون "بالنظام الإيراني والتطرف الديني والإرهاب"، فيما يتمثل الأصدقاء المشتركين بـ"الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية ودول أخرى حول العالم تسعى للسلام والتنمية الاقتصادية"، مؤكدا على أهمية تكاتف تلك الدول في التصدي للتهديدات التي تواجه أمنها.

أما المسؤول السابق بالاستخبارات الأميركية، نورمان رول، فرأى أن مثل هذه الاتفاقات مهمة "للتنسيق بين الدول للعمل ضد الإرهاب والأعداء المشتركين مثل إيران"، معتبرا أن الأخيرة هي "البديل للجماعات الإرهابية مثل داعش والقاعدة".

تعاون اقتصادي

وتطرق رول إلى فائدة أخرى من السلام مع إسرائيل، وهي تلك المتعلقة بالجوانب الاقتصادية والتقدم العلمي، قائلا: "إن اتفاقات السلام وإبرام العلاقات مع الدول سيسمح لاقتصاداتها بالتحسن".

وأضاف: "إسرائيل لديها اليوم اتفاقات مع 5 دول بالمنطقة (هي مصر والأردن والإمارات وموريتانيا والبحرين)، مما سيعطيها فرصا أفضل لتحسين أمنها، وسيسمح لهذه الدول بالوصول للتكنولوجيا الإسرائيلية في مجالات الرعاية الصحية والبرامج الفضائية وغيرها".

وتابع: "شددت واشنطن على ضرورة ضمان الإدماج والنجاح لاقتصادات المنطقة، وأفضل طريقة لفعل ذلك هو ضمان الاستفادة من الفوائد المتاحة في إسرائيل لتتم مشاركتها من خلال علاقات طبيعية".

وشدد على أن ذلك "سيسمح بنقلة تكنولوجية وبالتقدم في مجال الطب والبيئة والصناعة، لتستفيد منها شعوب البحرين والإمارات بشكل خاص، بالإضافة إلى الاستفادة من التكنولوجيا والاستثمارات في هذه الدول، لإفادة الشعب الفلسطيني، الذي تضرر اقتصاده بسبب فيروس كورونا".

القضية الفلسطينية

وشدد جمعة على أن هذه المعاهدات تتمتع بطابع خاص "يختلف بشكل جذري" عن معاهدات السلام التي أبرمتها دول عربية سابقا مع إسرائيل، مشيرا إلى أهمية الاتفاقين الجديدين بالنسبة للقضية الفلسطينية.

وتابع: "هذه المعاهدات تعطي دفعة للحوار الإسرائيلي الفلسطيني، فاتفاقات السلام بين مصر والأردن وغيرها من الأطراف مع إسرائيل، لم تأت بشيء مباشر للفلسطينيين.. أما الإمارات بمجرد إبرامها الاتفاق تمكنت من إقناع إسرائيل بالعدول عن ضم أراض فلسطينية مليئة بالموارد المائية، وهو إجراء مهم جدا على مستوى المحادثات الثنائية".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]