مأساة جديدة ولكنها اعمق واوجع مغلفة في حكاية تقهر وتؤلم من يستمع اليها، اليانعة الام الشابة حنين العبيد لاقت حتفها بعد ان توقعت ذلك قبل سنوات، وبالرغم من هروبها الا ان يد الغدر لحق بها واستكثرت عليها أنفاسها وسلبتها إياهم.
الناشطة النسوية ومديرة جمعية "نعم" لمحاربة العنف ضد النساء سماح سلايمة عقبت على مقتل حنين العبيد من اللد بعد ان هربت مع زوجها الى رهط خوفا من يد الغدر التي طالتها بالرغم من محاولتها النجاة بروحها، قائلة: قد يكون للبعض جريمة اخرى، امراه اخرى قتلها رجل ونمر عليه مر الكرام بعد اضافة اسمها لقائمة الموت والدم في هذا المجتمع.
وتابعت: لكن 27 عاما عاشتهم حنين لخصوا بنظري مأساة كل امراه في مجتمعنا الذكوري الظالم، عندما تواجه امرأة معنفة فشل اجهزة الدولة ومرافقها ومنظوماتها الحكومية بداية من جهاز التعليم الذي تسربت منه ولَم يهتم أحد، الى الشؤون الاجتماعية التي علمت بكل ما يحدث وتدخلت بعد محاولة قتلها الاولى وكان عمرها 17, والشرطة والمحاكم القضائية التي لم تعاقب الضالعين بالجرائم المترجمة بيد من حديد وأطلقت العنان لرجال كالكلاب المسعورة الباحثة عّن الدم. وكانت الذكورية في حياة حنين لا تعني فوقية الذكر على الانثى فقط بل تعني العنف والظلم والقمع الدائم النابع من كراهية عميقة لكونها انثى بنت، فتاه، ومصدر للمشاكل ويحق لنا ان نفعل ما نريد بها، لقدت تعرضت حنين للعنف مدى الحياة تقريبا، من قبل الاخ والاب وزوجة الاب والعم ايضا، وهناك شهادات موثقة تقشعر لها الابدان وبروتوكولات تحقيق منذ عشر سنوات تؤكد ما حدث.

الحكاية وتفاصيل أخرى

وأشارت ل "بكرا": تم تزويجها بعمر 16 لرجل عمره 44 وكانت التعليمات حسب صفقة البيع انها ملك خاص للزوج يفعل بها ما يريد. فكان الاعتداء والوحشية مصير هذه الطفلة حتى هربت وطلبت المساعدة، احتواها مأوى للفتيات وتطلقت بعدها، لترجع لبيت زوجه الاب والاخ نفسه، الذي قام بنفس الوقت بتهديد وضرب اخت حنين الثانية، لان النساء بنظره هُن مجرد هدف لتفريغ كل العنف والعدائية والوحشية الشرعية التي اعطيت لذكور هذا العالم. لم تستسلم حنين لهذا المصير وبحثت عن حياة اخرى مع رجل قد يكون أصلح والطف، ووجدته وتزوجته من اختيارها وانجبت طفله عمرها اليوم ثلاث سنوات. ولكن الملاحقة والرغبة بالسيطرة عليها لم تتركها وشأنها فكيف تتزوج دون موافقة الاخ والاب؟ كيف تتجرأ ان تعيش واختار ما تريد؟ هربت حنين مع زوجها من هذه البيئة المسمومة، من اللد لرهط.
وأضافت بمقت وألم: هناك وصلت يد الاخ كما يبدو، ولكن هذه ليس بسكين بل مع مسدس وارداها قتيله، وقضى بذلك على فرص الطفلة بالحصول على حياة أفضل واسعد من امها. وسيعيد مسلسل الذكورية نفسه مما يبدو في حياة طفله يتيمه، في بيوت الاطفال الايتام ودور الحماية إذا حالفها الحظ ولَم يتم تسليمها لقتلة امها لتربيتها. مقتل حنين يدعو كل من يهمه هذا المجتمع لحساب النفس والضمير، ويتطلب منا اعادة بناء طرق التربية والتنشئة الفاسدة التي نربي من خلالها اجيال من الرجال الذين يتحدثون بيدهم، يقتلون الحياة وهم مقتنعين ان هذا واجبهم، كلنا نعيش بمجتمع لا يؤمن بحرية الفرد ابداً خاصة اذا كانت انثى ولا نحترم اختيارات النساء وحقهن بالحياة والعيش بأمان، اينما ارادوا برهط ام في اللد ام في الناصرة، وحقهن بمشاركة الحياة مع من يحبون وكيف يرغبون دون الزواج بالإكراه بالقوة.
وختاما قالت: عندما نتحول لمجتمع يعرف معنى الحرية ويحترم الانسان ذكرا كان ام انثى ولا نعزز جنس الذكور على الاناث ونبني الشراكة بدل العداوة، عندها فقط قد نتحرر كشعب من قيودنا السياسية الاجتماعية والجندرية ونتقدم كباقي الشعوب.

حنين توقعت ان تموت قتلا قبل عشرة سنوات

الناشطة النسوية ومديرة جمعية "نساء ضد العنف" نائلة عواد قالت بدورها: مطلبنا بان يحاكم /تحاكم ويُحاسب كل من له علاقة من الجهات المعنية، شرطة، رفاه، تربية وتعليم في عدم منع الجريمة وفي النهاية حنين دفعت الثمن وقُتِلت وهذا ما توقعته وذكرته في التحقيق بالشرطة منذ 10 سنوات
مؤلم ومحبط ان حنين وغيرها من النساء تدفعن اثمان حياتهن بسبب اجرام مجتمع ذكوري مجتمع يُساوِم على حق النساء بالعيش الكريم، مجتمع اصولي يحرض على النساء والنسويات والجمعيات ويزاود على وطنيتهم بادعاءات التمويل الأجنبي. يحرض ويكبت الحريات باسم "الثقافة" وباسم "الدين تارة " وباسم العادات والتقاليد، على كل اللذين يدعون الانفتاح والتقدم ان لا يصمتوا على انتهاكات ترتكب بحق النساء ومهمش الحريات، على القيادات الحزبية بأن لا تتغاضى وان تحاسب كل من يجرؤ على انتهاك حق امرأة يعنفها يتحرش بها ويعتدي عليها وان يُنبذ مجتمعيا سياسيا حتى ولو لم يُعاقب قانونيا.
ونوهت: مسؤولية الشرطة والرفاه وكافة الاجهزة الحكومية التعامل بمهنية وبكل جدية لحماية النساء المعنفات بخطط عمل فعلية وميزانيات مخصصة ولن نرضى بالفتات وبصراحة شبعنا وعود وتصريحات، استهتارهم وانتخاباتهم واكاذيبهم وكذلك سرقاتهم واجرامهم وحروبهم تمهد للجريمة القادمة وهي السبب الاساسي في العنف ضد النساء بشكل عام وبمجتمعنا بشكل خاص، تقاعسكم وعدم مسؤوليتكم وعسكرتكم وذكوريتكم وأصوليتكم وداعشيتكم يُمهِد للجريمة القادمة

تكرار العنف والجريمة والقتل يدل على عدم وجود ردع لمنع تفشي جريمة

الناشطة النسوية حنان الصانع قالت ل "بكرا" بدورها: النقطة الرئيسية التي يجب التطرق لها هي ان تكرار العنف والجريمة والقتل يدل على عدم وجود ردع لمنع تفشي جريمة القتل ضد النساء، وعندما نتحدث عن الردع فإننا نتحدث عن تقاعس من جهاز الشرطة والحكومة حيث ليس هناك خطة واضحة لحماية النساء من القتل والعنف العائلي والمجتمعي، وبما يتعلق بالحكومة فهناك تقاعس كبير بعدم تخصيص ميزانية للجهات المختصة بمنع حوادث القتل والعنف داخل العائلة والمجتمع وعدم تخصيص خطة شاملة قطرية ملائمة لاحتياجاتنا ومتطلباتنا تساعدنا بمنع تفشي الجرائم والقتل.
وتابعت: هناك ايضا مسؤولية تقع على المجتمع ولا يجب ان نستمر بإلقاء اللوم على الشرطة والحكومة والمؤسسات الرسمية بل علينا واجب في مجال التربية اذ يجب ان نهيأ مجتمعنا في كيفية تقبل الاخر وان نحترمه بدون عنف، ممارسة حياتنا اليومية ونمط حياتنا يجب ان يكون بدون عنف، اذ للأسف الشديد العنف دخل الى حياتنا اليومية بأشكال مختلفة، علينا دور كعائلة ومدارس والتركيز على تغيير الفكر للصورة النمطية للمرأة داخل المجتمع

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]